ترامب يكتوى بنيران حروبه التجارية.. "CNBC": التعريفات الجمركية تحرم ضحايا كورونا من المعدات الطبية.. خبير: كان يمكن أن نبقى فى وضع أفضل لولا الرسوم.. ومسئولة بإدارة كلينتون: أى عائق للاستيراد يعنى زيادة الوفيات

الإثنين، 13 أبريل 2020 11:30 م
ترامب يكتوى بنيران حروبه التجارية.. "CNBC": التعريفات الجمركية تحرم ضحايا كورونا من المعدات الطبية.. خبير: كان يمكن أن نبقى فى وضع أفضل لولا الرسوم.. ومسئولة بإدارة كلينتون: أى عائق للاستيراد يعنى زيادة الوفيات دونالد ترامب
كتبت نهال طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن فى حسابات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وهو يدير معركة ربما تكون الأشهر فى سنواته الأولى داخل البيت الأبيض، مع الصين لفرض رسوم جمركية تحمى بدورها الصناعة الأمريكية، أن يأتى يوماً تكتوى الولايات المتحدة بنيرانها، لتعانى واشنطن ربما أكثر من بكين، والسبب وباء كورونا القاتل، والذى خرج انتشاره عن السيطرة، وبات يتطلب إلغاء قيود الاستيراد للمستلزمات الطبية بداية من الأقنعة الواقية وصولاً لأجهزة التنفس الصناعى.

وفى تقرير لها قالت شبكة ‏cnbc‏ الأمريكية إن التعريفات على المعدات الطبية المستوردة من الصين زادت من الصراع فى حرب الولايات المتحدة ضد ‏تفشى وباء كورونا.‏

 

ودخلت الولايات المتحدة والصين فى حرب فى الرسوم الجمركية منذ عام 2018، وعبر جولات متعددة فرضت الرسوم الجمركية على ‏الإمدادات الطبية الأساسية من الصين بما فى ذلك الملابس الواقية الطبية ومعدات الحماية الشخصية (‏PPE‏) وأنظمة التصوير المقطعى.‏

وتسبب انتشار وباء كورونا السريع فى ارتفاع حالات الإصابة فى جميع أنحاء العالم بما فى ذلك الولايات ‏المتحدة، وهى الآن الدولة التى بها أكبر عدد من الحالات والوفيات المبلغ عنها حيث سجلت أكثر من 550 ألف حالة إصابة وتوفى أكثر ‏من 22 ألفا وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.‏

وقال يانتشونج هوانج، كبير زملاء الصحة العالمية فى مجلس العلاقات الخارجية، لشبكة ‏CNBC‏ إنه مقارنة بالدول الأخرى التى تتبع نهجًا ‏‏"أكثر مرونة" تجاه استيراد معدات الوقاية الشخصية، فإن فرض التعريفات الجمركية فى الولايات المتحدة قوض بشكل أكبر استعداد الولايات المتحدة واستجابتها للوباء، ‏مضيفا أن الولايات المتحدة كان من الممكن أن تصبح فى وضع أفضل لولا هذه التعريفات، حيث تسعى العديد من الدول لاستيراد المنتجات ‏الطبية من الصين.‏

وأفاد عدد كبير من الخبراء فى الولايات الأمريكية أن عدد أسرة وحدة العناية المركزة ينفد بينما حذر عمدة مدينة نيويورك بيل دى بلاسيو من أن أجهزة ‏التنفس غير كافية للحالات المريضة.‏

ومع ازدياد التفشى فى المدن والولايات الأمريكية كان العاملون فى مجال الرعاية الصحية يتدافعون للحصول على معدات الحماية فى ظل نقص بات واضحاً للمعدات الطبية مع ارتفاع عدد الحالات.‏

ووفقا للتقرير بدأت الصين فى زيادة إنتاج المعدات الطبية مع انتشار الوباء فى يناير، وبحسب ما ورد جمعت فائضًا كبيرًا من معدات الوقاية ‏الشخصية والتى تحتاجها الآن منشآت الرعاية الصحية الأمريكية كما قالت سوزان شيرك، نائبة مساعد وزيرة الخارجية السابقة فى إدارة ‏كلينتون للشبكة الامريكية.‏

وأضافت شيرك التى تعمل رئيسا لمركز الصين للقرن الـ21 فى جامعة كاليفورنيا: "أى عقبة فى طريق الاستيراد السريع لهذه المعدات ‏يمكن أن تتسبب فى وفاة المزيد من الأشخاص بسبب المرض".‏

كما حذر معهد بيترسون للاقتصاد الدولى (‏PIIE‏) من أن الحرب التجارية لترامب مع الصين يمكن أن تؤدى لشلل الحرب الأمريكية ‏ضد الوباء.‏

وعندما تم نشر التقرير فى 13 من مارس وجد مركز الأبحاث أن 3.3 مليار دولار من واردات منتجات الرعاية الصحية لا تزال تواجه ‏تعريفات بنسبة 7.5%، فى حين أن 1.1 مليار دولار من الواردات التى يمكن أن تعالج ‏Covid-19‏ ظلت تخضع لتعريفات بنسبة 25% ‏حتى بعد أن قامت إدارة ترامب باقتطاع وإيقاف بعض التعريفات مؤقتًا.‏

وكتب معد التقرير، تشاد باون، قد تساهم تعريفات الإدارة على المنتجات الطبية الصينية فى النقص وارتفاع تكاليف المعدات الحيوية فى ‏وقت الأزمات الصحية على الصعيد الوطنى، مضيفا أن سياسات ترامب التجارية أجبرت بكين على بيع العديد من منتجاتها الطبية إلى دول ‏أخرى بدلاً من الولايات المتحدة، وتشمل بعض هذه المنتجات معدات واقية للأطباء والممرضات ومعدات عالية التقنية لمراقبة المرضى.‏

ووفقًا لبيانات ‏PIIE‏ لا تزال نحو 100 مليار دولار من المدخلات الوسيطة من الصين تواجه تعريفات بنسبة 25%، وهو ما يرفع من ‏تكاليف الأجزاء والمكونات لمصنعى المنتجات الطبية الأمريكية.‏

بدورها ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أيضًا أن جنرال موتورز كانت تسعى إلى تخفيف التعريفة الجمركية على بعض فئات أجزاء أجهزة ‏التنفس الصناعى القادمة من الصين، والتى تواجه تعريفة بنسبة 25%، من أجل "تخفيف العبء" عن إنتاج الأجهزة التى ستدعم استجابة ‏واشنطن ضد ‏Covid-19‏.‏

وحذر مقدموا المنتجات الطبية بالفعل من الرسوم الجمركية على الإمدادات الطبية عام 2018 و2019، حيث أشاروا إلى أنها ستؤدى إلى ارتفاع ‏التكاليف وتعطيل سلاسل التوريد.‏

وبينما يزيد ترامب من حدة موقفه ليس فقط مع الصين ، ولكن أيضًا مع الاتحاد الأوروبى والمكسيك يمكن ـ بحسب سى إن بى سى ـ أن تجد واشنطن نفسها خارج ‏الوقت والخيارات لأنها تسابق لاحتواء تفشى وباء، كما يقول الخبراء.‏

ووفقًا لروبرت زوليك الرئيس السابق للبنك الدولى ونائب وزير الخارجية الأمريكى السابق فإن التهديدات الجمركية الأمريكية ضد ‏المكسيك (ثانى أكبر مصدر لمعدات الوقاية الشخصية والملابس الطبية الواقية للولايات المتحدة) قللت من قابلية شراء هذه المواد من هناك، ‏وكتب زوليك فى صحيفة وول ستريت جورنال أن التهديدات غير المنتظمة لترامب ساعدت على تقويض الثقة في بناء صناعات ذلك البلد ‏للتصدير.‏

وأضاف أن واشنطن ستواجه صعوبات فى الحصول على الإمدادات الطبيية من الاتحاد الأوروبي اذا استمر ترامب فى موقفه العدائى، ‏مشيرا إلى أن هناك سبع دول فقط تمثل 70% من صادرات أجهزة التنفس الصناعى وهى أدوات حيوية للمصابين، وإذا حظر أحدهم ‏الصادرات فقد ترتفع الأسعار بنسبة تصل إلى 10%‏.

وبحسب الشبكة الأمريكية حظر ترامب جميع المسافرين من الدول الأوروبية إلى الولايات المتحدة لمدة 30 يومًا فى مارس، وألقى باللوم ‏على أوروبا لعدم اتخاذ الإجراءات الصارمة التى قال إن الولايات المتحدة فعلتها للسيطرة على ما أسماه "الفيروس الأجنبى"، وأوضح فيما ‏بعد أن القيود لا تشمل التجارة والبضائع، بعد أن اقترح فى البداية أنها قد تتأثر بالحظر.‏

ومنذ بدء عام 2020 شددت أكثر من 50 دولة القيود على صادرات الإمدادات الطبية، وفقًا لدراسة أجرتها ‏Global Trade Alert‏ ‏بالتعاون مع جامعة سانت غالن في سويسرا يحد هذا الإجراء من المصادر الأجنبية لتوريد المعدات الطبية للولايات المتحدة.‏

وأقر ترامب أيضًا قانون الإنتاج الدفاعى فى 3 أبريل لحظر تصدير أجهزة التنفس والأقنعة وغيرها من معدات الوقاية الشخصية إلى بقية ‏العالم.‏

وقال هوانج من مجلس العلاقات الخارجية إن حظر صادرات معدات الوقاية الشخصية لن يدعو إلى الانتقام فحسب، بل سيقوض أيضًا ‏قدرة الدول الأخرى على محاربة ‏Covid-19‏ لأنها تُحرم من معدات الحماية الشخصية التى تشتد الحاجة إليها، وأضاف هوانج: "هذا وباء ‏عالمى يعتمد نجاحنا النهائى فى احتواء انتشار ‏Covid-19‏ إلى حد كبير على مدى فعالية البلدان الأخرى فى التعامل مع تفشى المرض، لا ‏يمكننا ادعاء النصر ما لم تكن الدول الأخرى خالية من الفيروس".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة