علاء عبد الهادى

تشترى "ماسك "؟

الأحد، 08 مارس 2020 01:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمامى فرصة ذهبية لشراء صندوق ماسكات للوجه بسعر رائع .. لم ينتظر ابنى ردى على تليفونه وأضاف : سوف أشتريه ، لا يوجد ماسك واحد فى اية صيدلية ، واذا وجدته فالماسك الذى كان يباع بجنيه أصبح الآن بعشرين جنيه ولن تجده .. انها " فوبيا الكورونا" التى اجتاحت العالم خلال أقل من شهرين بعد اعلان الصين أن فيروس كورونا المتحور خرج عن نطاق السيطرة وتحول الى الحالة الوبائية ، كل شىء توقف : الأنشطة الثقافية ، جوائز الصحافة العربية التى كان مقررا لها هذا الشهر معرضى أبو ظبى للكتاب والقرائى لكتب الطفل فى الشارقة ، ولندن للكتاب وغيرهم وكثير من المهرجانات الفنية ، السياحة تتراجع ، والسائح الصينى الذى كان يقود بورصات السياحة العالمية انكمش والتزم بيته ولم يعد مرحبا به  ، الزيارات العائلية أصبحت فى أضيق نطاق ، وياويلك لو " عطست " بجوار احد أو فى وسيلة نقل عامة أو فى مسجد ، ستجد الناس تنظر إليك شزرا ، كما وظفت بعض الدول الأمر توظيفا سياسيا ، للمكايدة بدول أخرى بينهما خلافات سياسية ، أخطر شىء فى موضوع ال" كورونا " هو عدم الوضوح فى شىء أنت أمام عدو مجهول ، حتى بالنسبة للعلماء ، عندما تخوض حربا فأنت تستعد بأسلحة ترد بها على أسلحة خصمك ، نحن أمام عدو شرس يختطف ضحاياه بعد أن ينتقيهم ، ولكن لا نعرف كيف انتقاهم ، وكيف أجهز عليهم ، ولماذا نجا من نجا وهلك من هلك ..لا توجد معلومة واحدة متفق عليها ، كل مصدر يعطى ما يعتقد انه صواب ، نحن أمام عدو جديد ، عدو يرتدى هو الآخر " ماسك " .. هل " كورونا " جزء من مافيا شركات الدواء الدولية التى تقوم بتحضير العفريت ثم تصرفه بعد أن تجنى مئات المليارات من الدولارات ؟ أم أن المر جزء من الحروب البيولوجية التى تخرج أحيانا عن نطاق السيطرة .. للأمانة لم أعد أصدق التحذيرات التى تطلقها منظمة الصحة العالمية  ، صدقناهم فى موضوع انفلونزا الطيور ، ودمرنا ثروتنا الداجنة ، وجنت الشركات الدولية الأرباح .. لكن ورغم كل شىء أنا معجب بالطريقة التى تدير بها الحكومة المصرية الملف ، بدون إفراط ولا تفريط ، تتخذ الإجراء المناسب فى الوقت المناسب ، والأهم أن كل شىء تتخذه يكون بالتنسيق مع منظمة الصحة  العالمية ، ولكن الناس لا يعجبها العجب : عندما كانت مصر خالية قلبوا الدنيا وقالوا أن الحكومة لا تقوم بشغلها ، وأنها تغطى على الإصابات ، وعندما تم اكتشاف حالات وأعلن عن نوعيتها ومصدرها وأسبابها ، هللوا بأن مصر موبوءة ، طبعا الأمر لا يعنى أن الدنيا وردية ، والأهم أن تتغير سلوكيات الناس بصفة عامة : نتوقف قليلا عن " البوس والأحضان " عمال على بطال ، ويتوقف بعضنا عن البصق فى الشارع ، ونهتم أكثر بالنظافة العامة ..رب ضارة نافعة ! 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة