التصورات المختلفة لـ عرش الله فى كتب التراث.. وما الفرق بينه وبين الكرسى؟

السبت، 28 مارس 2020 11:10 ص
التصورات المختلفة لـ عرش الله فى كتب التراث.. وما الفرق بينه وبين الكرسى؟ كتب تراثية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف هو عرش الرحمن؟ ما صورته وكيف رآه التراث الإسلامى؟ أعتقد أن ذلك واحد من أكثر الموضوعات التى نطرحها حتى بيننا وبين أنفسنا.. فكيف رأت الكتب ذلك؟
فى حديث عن الصحابى الجليل أبى ذر الغفارى - رضى الله عنه - قال: سألتُ النبى -صلى الله عليه وسلم- عن قوله -تعالى-: "وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا" [يس: 38]، قال: "مستقرها تحت العرش". 
والعرش لغة مأخوذ من الرفع والارتفاع، كما قال فى قوم فرعون: "وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ" وقال -تعالى-: "وَهُوَ الَّذِى أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ".
 وورد اسم العرش فى اللغة العربية بمعانى عدة منها (سرير الملك، سقف البيت، ركن الشيء، الملك، قوام أمر الرجل، عرش السماك، عرش البئر، ظاهر القدم) .

 وصف العرش:

للعرش أوصاف كثيرة وصفه بها ربُّنا فى كتابه، وكذا النبى -صلى الله عليه وسلم- ومن هذه الأوصاف:

وصفه: بأنه مجيد، قال -تعالى-: "ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ" على قراءة حمزة والكسائي.
ووصفه: بأنه عظيم، فقال -تعالى-: "رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" [التوبة: 129].
ووصفه: بأنه كريم، فقال -تعالى-: "رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" [المؤمنون: 116].
ووصفه: بأنه يُحمَل، فقال -تعالى-: "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ" [غافر: 7].
ووصفه: بأنه يَستوى عليه - سبحانه - فقال: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" [طه: 5] استواءً يَلِيق بجلاله وعظمته، لا يشبه استواء المخلوقين، كما هو معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة.
ووصفه النبى -صلى الله عليه وسلم- بأن له قوائمَ؛ كما فى الحديث: "يصعق الناس، فأكون أوَّل مَن يفيق، فإذا بمُوسَى باطش - أو قال: آخذ - بقائمةٍ من قوائم العرش".
 

 مكان العرش:

قبل خلق السموات والأرض كان العرش على الماء، قال -تعالى-: "وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" [هود: 7]، وكما فى حديث عمران بن حصين المتقدِّم.

 
أما بعد خلق السموات والأرض، فالجواب عليه له جانبانِ:
الأول: مكانه بالنسبة إلى الله مع غيره من المخلوقات، فالعرش أقرب المخلوقات إلى الذات الإلهية؛ لأنه - سبحانه - مستوٍ على أعلى مخلوقاته، وأقربِه إليه، وهذه مزية امتاز بها العرش على ما سواه من المخلوقات.
 
 الثاني: مكانه بالنسبة إلى المخلوقات، فهو أعلى المخلوقات وأرفعها، وكل المخلوقات دونه، وهو سقف الجنة؛ كما جاء فى الحديث: "فإذا سألتُم الله، فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة".
 وصف حملة العرش:
أخبر ربُّنا - عز وجل - فى كتابِه أن حملة العرش يوم القيامة ثمانية، ولكن اختلف فى هؤلاء الثمانية، هل هم أملاك، أم أصناف، أم صفوف؟ وهل هم اليوم ثمانية، أم أقل؟
على أقوال لأهل العلم:
1- أن المراد ثمانية صفوف من الملائكة، وهو مروى عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والشعبي، وعكرمة، والضحَّاك، وابن جرير.
2- أن المراد ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة، وهو مروى عن ابن عباس، ومقاتل، والكلبي.
3- أن المراد ثمانية ملائكة، وهو مروى عن الربيع بن أنس.
4- أنهم اليوم أربعة، وهم يوم القيامة ثمانية، وهذا القول رجَّحه ابن كثير، وابن الجوزي، وقال: هو قول الجمهور، واستدلوا بحديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يحملُه اليوم أربعة، ويوم القيامة ثمانية".

الفرق بين العرش والكرسى

الكرسى هو موضع قدمى الرحمن عز وجل على أصح الأقوال فيه، والعرش أكبر من الكرسى.
والعرش هو أعظم المخلوقات، وعليه استوى ربنا استواءً يليق بجلاله، وله قوائم، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخلق.
 عن ابن مسعود رضى الله عن قال: بين السماء الدنيا والتى تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسى خمسمائة عام، وبين الكرسى والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم . رواه ابن خزيمة فى " التوحيد " والبيهقى فى " الأسماء والصفات".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة