هل يعتبر الشيخ المحرض على ختان الإناث شريكا فى الجريمة؟

الجمعة، 07 فبراير 2020 06:30 ص
هل يعتبر الشيخ المحرض على ختان الإناث شريكا فى الجريمة؟ جريمة الختان- ارشيفية
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتعرض بعض الفتيات فى العالم العربى إلى أنواع مختلفة من العنف، سواء الجسدى أو النفسى وتنتهك حقوقها فى مجالات متعددة، إلا أن أبشع أنواع الاعتداءات وأكثرها انتهاكاً لحقوقها وإنسانيتها هو ختان الإناث دون داع أو ضرورة أو ثمة منفعة وتشير إحصائيات اليونيسف الخاصة، أن بعض الدول العربية تتصدر القائمة كأكثر الدول انتشارا لظاهرة ختان الإناث. 

 

الإحصائيات والدراسات أوضحت أن دولة الصومال تتربع فى المرتبة الأولى، أى أن 98% من فتيات الصومال خضعن لختان البنات، ثم تلحق بها كل من جيبوتى ومصر، بنسب وصلت إلى 93% و91% وهذا دليل على أنها عملية مقبولة مجتمعيا بين فئة كبيرة من المجتمعات، مما قد يصعب الحد منها أو حتى القضاء عليها، إذ على الرغم من التوعية الاجتماعية وتجريم تلك الظاهرة منذ عام 2008 واضفاء القيمة الدستورية عام 2013 على تجريم الختان بعد رفض المحكمة الدستورية للطعن بعدم دستوريته بذريعة مخالفة أحكام الشريعة الإسلامية على اعتبار أن الختان مساله متروكه لتقدير الإمام لعدم وجود نص قطعى بالإباحة .

 

فى التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على ختان الإناث اجتماعياَ وصحياَ ونفسياَ وجنائياَ خاصة بعد زيادة تلك الظاهرة خلال الفترة الماضية فى العديد من الدول العربية، مما دعا المشرع المصرى إلى تغليظ عقوبة الختان فى عام 2018 وجعله جناية أملأ فى الحد منه – بحسب أستاذ القانون الجنائى والمحامى بالنقض ياسر الأمير فاروق.

 

فى البداية – فقد أوضحت دراسة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، بأن القيام بختان الإناث يرتبط بعوامل اجتماعية وثقافية كثيرة كمستوى التعليم الخاص بالفتاة بالذات بين المدن والقرى، حيث يزداد الأمر فى القرى ويقل فى المدن، كما ومن الملاحظ أن ختان الإناث يرتبط ارتباطا سلبيا مع المستوى التعليمى الخاص بكل من الأب والأم مستوى التعليم، ويرجع البعض ظاهرة الختان إلى العرف فهى عادة موروثه ويرى البعض الآخر أن اساسها الدين ويرى أخرون أن الختان أدب وطهارة وعفه للمرأة، ولكن الراجح أنها عادة فرعونية أفريقية – وفقا لـ"فاروق".

 

أضرار الختان الجسدية والنفسية

وتكشف الدراسات أنه يتم إجراء ختان الإناث فى الفترة الواقعة بين سن الرضاعة وصولاً إلى الخمسة عشر عاماً، ويعرف ختان الإناث عالمياً بأنه نوع من أنواع العنف ضد الفتيات، إذ يعتبر وسيلة اضطهاد ضدها، حيث يخرق موضوع الختان حقوقها وهى طفلة والحقوق الصحية لها وحتى حقها فى الحياة، وللختان مخاطر وأضرار ومضاعفات إذ يحول الفتاة إلى امرأة حزينة ويسبب لها ألم شديد وصدمة ونزيف وعدوى بكتيرية، واحتباس البول، وتقرحات، والتهابات متكررة فى المسالك البولية، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، والعقم وألم خلال ممارسة الجنس وعدم الاستمتاع به، ومضاعفات أثناء الولادة، وتزيد من خطر وفاة الأطفال حديثى الولادة غير أن أهم الإضرار ألتى تلحق المرأة هى الأثار النفسية مثل الإكتئاب، والحاجة أحيانا إلى إجراء عمليات جراحية متعددة، وبالأخص فى حال القيام بتضييق فتحة المهبل.    

 

ولم يقف المشرع الجنائى جامد الفكر أمام ظاهره الختان إذ جرم الختان عام 2008، ولكن جعله جنحة وسط سخط رجال الدين الذين رفضوه ووجدوا فيه مخالفة لحكم الشرع حتى رأت المحكمة الدستورية العليا دستورية هذا القانون، ورغم ذلك لم تنحصر الظاهرة بل تفاقمت، مما دعا المشرع إلى التدخل مرة أخرى وجعل من الختان جناية، إذ نصت المادة 242 مكرر من قانون العقوبات مع مراعاة حكم المادة "61" من قانون العقوبات، ودون الإخلال بأية عقوبة أشد ينص عليها قانون آخر، يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تجاوز سبع سنين كل من قام بختان لأنثى – الكلام لـ"فاروق".

 

ويقصد بختان الأنثى فى حكم هذه المادة، كل إزالة لجزء أو كل لعضو تناسلى للأنثى بدون مبرر طبى، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة، أو إذا أفضى ذلك الفعل إلى الموت، وتضمنت المادة الثانية إضافة نص برقم 242 مكرر "أ" إلى قانون العقوبات يجرى نصه على النحو الآتى: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات، كل من قدم أنثى وتم ختانها على النحو المشار إليه بالمادة "242" مكرر من هذا القانون، ومقتض ذلك أن الاب أو الأم الذى يقدم على طلب ختان ابنته يعاقب بالحبس اى يرتكب جنحه، ولكن ماذا عن المحرض؟ ماذا عن الشيخ الذى يفتى بالختان؟ فينصاع الأب والطبيب لإجراء الختان؟ لا شك أن هذا الشيخ يعتبر شريكا فى الختان إذا وقعت الجريمة بناء على هذا التحريض وتوافر لديه قصد التدخل فيها لأن من اشترك فى جريمة فعليه عقوبتها والتحريض أحد صور الاشتراك طبقا للمواد43:40 عقوبات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة