الدوحة تصر على مخالفة قوانين العمل الدولية.. هيومن رايتس ووتش: نظام حماية الأجور فى قطر منقوص.. وتقارير: العمال فى ظروف غير آدمية ومحظور عليهم الاحتجاج.. و500 موظف لم يحصلوا على رواتب منذ 6 أشهر

الأحد، 16 فبراير 2020 04:30 م
الدوحة تصر على مخالفة قوانين العمل الدولية.. هيومن رايتس ووتش: نظام حماية الأجور فى قطر منقوص.. وتقارير: العمال فى ظروف غير آدمية ومحظور عليهم الاحتجاج.. و500 موظف لم يحصلوا على رواتب منذ 6 أشهر العمال فى قطر
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازالت قطر مستمرة فى مخالفتها لقوانين العمل الدولية، ما يهدد بسحب تنظيم المونديال منها، وهذا ما قالته "هيومن رايتس ووتش" ، مشيرة إلى أن  السلطات القطرية فشلت في معالجة أزمة تأخر صرف أجور الموظفين على الرغم من نظام 2015 الذي تم إنشاؤه لضمان دفع أصحاب العمل لموظفيهم في الوقت المحدد وبالكامل، حسب تقرير على موقع منظمة هيومان رايتس واتش. 

 

وقال مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "سنّت قطر بعض القوانين لحماية العمال الوافدين، لكن يبدو أن السلطات مهتمة بالترويج لهذه الإصلاحات الطفيفة في وسائل الإعلام أكثر من إنجاحها. ينبغي لـ الفيفا والحكومة القطرية ضمان أن يدفع أصحاب العمل الأجور المتأخرة فورا ويغرَّموا حسب الاقتضاء".

وتبنت "اللجنة العليا للمشاريع والإرث" شبه الحكومية التي تنظم كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، تدابير لحماية العمال في ورش بناء كأس العالم، ووضع قواعد صارمة للمتعاقدين. تتطلب القواعد إنشاء لجان رعاية للعمال للإبلاغ عن الانتهاكات في هذه المواقع.

6 أشهر من تأخر الأجور!

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 11 عاملا لدى صاحب العمل هذا – سبعة إداريين، وثلاثة عمال، وإداري سابق، واستعرضت الوثائق ذات الصلة، بما فيها خمسة مذكرات رسمية تطلب من موظفي الإدارة مواصلة العمل للحفاظ على سمعة صاحب العمل. قال موظفو الإدارة السبعة جميعهم إن صاحب العمل تخلّف عن دفع أجور ما لا يقل عن 500 من الموظفين الإداريين، مثل المهندسين والمساحين والمشرفين منذ سبتمبر 2019.

 

وقالت هيومن رايتس ووتش إنها بينما وثقت المشكلات التي يواجهها صاحب عمل واحد، فإن النتائج تكشف عن فشل نظامي له تأثير على جميع أرباب العمل العاملين في قطر.

وقال موظفو الإدارة إنهم استمروا في العمل بدون أجر تحت تهديد الخصم، حتى قرر العديد من الموظفين التوقف عن العمل حتى يتلقوا أجورهم. كما وجّه صاحب العمل وإدارته العليا تهديدات مماثلة لإبقاء العمال يعملون طوال ديسمبر ويناير. خلال هذا الوقت، بقي العمال في أماكن سكنهم التي يوفرها صاحب العمل، وحصلوا على وجبات منتظمة.

ويشغل صاحب العمل هذا أكثر من 6 آلاف عامل ولديه أكثر من 25 مشروعا حاليا في قطر. وتشمل المشاريع ملعبا في الدوحة سيستضيف مباريات كأس العالم 2022، والشوارع المحيطة بالملعب، ومشروع بناء طريق يربط مناطق وسط الدوحة بعدة ملاعب ستستضيف كأس العالم.

 

وقال أحد المسّاحين، وعمره 32 عاما وحصل على راتب أربعة أشهر في 13 فبراير: "كنت بائسا جدا، وزوجتي ستنجب طفلا قريبا. كان من المفترض أن نذهب إلى الهند لولادتها. بدلا من ذلك، لم يكن لدي أي أموال لأعيش فيها في قطر، وأنا مدين بآلاف الريالات، وهناك حظر سفر محتمل عليّ [بسبب التخلف عن سداد قرض بنكي. كيف حدث هذا لي؟" قال إنه يفهم أنه تلقى أجوره فقط لأن الحكومة قدمت الأموال: "سأذهب الآن وأسدد شهورا من المستحقات للبنك ومالك العقار والبقّال الذي يمنحنا الخضروات بالدَين".

انتهاك حقوق العمال

العمال الوافدون محظور عليهم بموجب القانون القطري الانضمام إلى النقابات والمشاركة في الإضرابات، وقال عامل هندي يعمل في مشروع بناء الطرق مقابل الحد الأدنى للأجور (206 دولارات أمريكية في الشهر): "كنا خائفين من التوقف عن العمل والاحتجاج، لكن عائلاتنا في الوطن كانت تتضور جوعا، لذا أغلقنا الطريق الرئيسي قرب سكننا". وقال العمال الثلاثة الذين قوبلوا إنهم تلقوا أجورهم المتأخرة في 7 فبراير، في نفس اليوم الذي احتجوا فيه، وعادوا إلى العمل.

 

وقال موظفو الإدارة لـ هيومن رايتس ووتش إن الموظفين الإداريين احتجوا خارج أحد مكاتب مشاريع صاحب العمل الكثيرة في الدوحة في 9 فبراير. وذكروا أن مسؤولي الحكومة والشرطة تدخلوا، ووعدوا شفهيا بسداد الأجور الفورية، وأعادوا المتظاهرين إلى منازلهم.

وأُرسِلت أجور سبتمبر إلى حساباتهم المصرفية في ذلك اليوم. وقال الموظفون إن أجور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر ويناير بدأت بالوصول إلى مئات الحسابات في 13 فبراير. وتلقى ثلاثة من الموظفين السبعة الذين قوبلوا أجورهم كاملة، وقال آخرون إنهم يتوقعون استلام أجورهم في 16 فبراير.

 

وبموجب "اتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن العمل الجبري" (رقم 29)، يعتبر العمل قسريا أو جبريا، عندما يجبر العمال على العمل تحت تهديد العقوبة أو حجب الأجور وعدم دفعها.

 

وقال الموظفون إنهم قبل احتجاجاتهم على الطرق الرئيسية، تقدموا بشكاوى بشأن رواتبهم الناقصة لدى الشرطة المحلية في 30 يناير، وإلى "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان" في 4 فبراير. قالوا إنهم لم يتلقوا أي ردود مكتوبة على هذه الشكاوى.

 

وليست هذه المرة الأولى التي يؤجل فيها صاحب العمل هذا دفع أجور لموظفيه، فقال الموظفون الإداريون إنهم لم يتلقوا أجورهم في الوقت المحدد منذ يناير 2018، وغالبا مع تأخير شهرين إلى ثلاثة أشهر، وهو انتهاك مباشر لقانون العمل في قطر، الذي يتطلب دفع رواتب الموظفين بالكامل وفي الوقت المحدد.

 

ورغم إدخال بعض الإصلاحات العمالية على مدار العامين الماضيين، لم تلغِ السلطات القطرية نظام الكفالة الاستغلالي الذي يؤجج الانتهاكات ويمنح أصحاب العمل سلطة مفرطة على موظفيهم. في معظم الحالات، لا تزال موافقة صاحب العمل ضرورية للعامل لتغيير عمله.

 

في يناير 2020، أبلغت جهة العمل هذه موظفيها الإداريين أنهم إذا لم يرغبوا في العمل دون أجر، فيمكنها إصدار شهادات عدم ممانعة تسمح لهم بالانتقال إلى وظائف جديدة. مع ذلك، قال الموظفون الذين قوبلوا إنهم لا يريدون الاستقالة حتى يتلقوا أجورهم بالكامل عن العمل السابق لأن الموظفين الذين غادروا قبل عام ما زالوا ينتظرون رواتب ومكافآت مستحقة. وينص قانون العمل القطري على أن يتلقى العمال الوافدون مكافأة سنوية يجب أن تصل إلى ثلاثة أسابيع على الأقل من الأجر الشهري.

 

قال موظف سابق من باكستان لـ هيومن رايتس ووتش إنه استقال قبل عام، وما تزال لديه مستحقات 20 ألف ريال قطري (حوالي 5,493 دولار). ينتهك هذا التأخير القانون القطري الذي ينص على أنه في حالة إنهاء عمل العامل، فعلى صاحب العمل دفع أجوره وأي مبالغ مستحقة أخرى في غضون سبعة أيام من آخر يوم عمل.

 

وكشف تقرير مشترك صدر مؤخرا عن منظمة العمل الدولية ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، عن سلسلة من المشاكل في نظام حماية الأجور تعيق فعاليته، وتثقل كاهله في حالات عديدة. وأفاد التقرير أنه في نوفمبر 2018، كان موظفو نظام حماية الأجور يتعاملون مع قضايا تعود إلى يناير 2018. قيل أيضا إن التهديد بفرض عقوبات على الانتهاكات لم يكن فوريا. تشمل العقوبات السجن لمدة أقصاها شهر واحد، ودفع غرامة بين ألفين إلى 6 آلاف ريال قطري (حوالي 550 إلى 1,648 دولار) أو كليهما.

 

وأوضحت ووتش: حتى لو كانت إدارة النظام أكثر كفاءة، فإن لديها سلطة محدودة لإجبار الشركات وأصحاب العمل على الامتثال للقانون. ورغم أن النظام يمكنه الإبلاغ عن عدم الدفع، فإن الأمر متروك لإدارة حماية الأجور لتطبيق القانون على المدفوعات الكاملة وفي الوقت المناسب.

 

وقال بيج: "هذه الحالة لمئات الأجور المتأخرة تؤكد مجددا أن نظام حماية الأجور وإدارة حماية الأجور ليسا كافيين لضمان حصول العمال الوافدين في قطر على رواتبهم في الوقت المناسب وبالكامل".

 

ومن جهة أخرى أكد موقع قطريليكس، الاتهامات الدولية ضد أمير قطر تميم بن حمد باتباعه نظام السُّخرة والعبودية مع العمالة الوافدة واستمرار معاناة العمال مستمرة حتى وصل الأمر لوفاة الآلاف منهم، لافتا إلى أن دولة نيبال تسعى لتطبيق آليات للحد من وفيات عمالها فى قطر، بتدريب العمال فى مجال السلامة قبل سفرهم إلى الدوحة، بعد اكتشاف وفاة 1000 عامل فى الدوحة.

 

وقال الموقع التابع للمعارضة القطرية، إنه دون أن يُفصح نظام تميم عن سبب الوفاة الحقيقى للعمال النيباليين، ولكن وزارة العمل النيبالية قد نسبت الوفاة إلى مخاطر أماكن العمل في قطر وعدد ساعات العمل الطويلة تحت درجات الحرارة المرتفعة بالإضافة إلى المساكن غير الآدمية التي يقيمون بها، وما زالت حكومة "نيبال" تطالب نظام تميم بالكشف عن أسباب وفاة عمالها، مُوجهة اتهامات لتميم بانتهاك حقوق العمالة الوافدة.

 

وفى وقت سابق قال موقع قطريليكس، التابع للمعارضة القطرية، إن السلطات القطرية أقحمت الدوحة في ورطة لا شأن لها بها، ضاربةً بالتهديدات التي تشنها الولايات المتحدة الأميريكية بوضع عقوبات على المتعاونين مع نظام الملالي عرض الحائط، وهى بذلك تجازف باقتصاد الدوحة كاملًا، ليلقى مصيرًا ضبابيًّا، حيث اتفقت الحكومة القطرية مع النظام الإيراني على السماح باستئجار الأخير لعدد من القنوات الفضائية على القمر الصناعى "سهيل سات"، بهدف استخدام "إيران" لها فى تكثيف حملاتها الإعلامية لإثارة الفوضى والتوترات فى المنطقة العربية، بعد انحسار أنشطتها الإعلامية على الأرض بسبب الضغوط الدولية عليها.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة