اقرأ مع محمد عابد الجابرى.. "العقل السياسى العربى" الحكاية من القبيلة للدولة

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 12:00 ص
اقرأ مع محمد عابد الجابرى.. "العقل السياسى العربى" الحكاية من القبيلة للدولة غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل مع المفكر العربى الكبير محمد عابد الجابرى (1935 – 2010) قراءة مشروعه المهم فى الفلسفة العربية، ونتوقف اليوم مع كتابه "العقل السياسى العربى" وهو كتابه الثالث فى سلسلة تحليل نقد لعقل العربى.
 
يقول الكتاب، الذى صدر فى عام 1990، السياسة فعل، له محدداته وتجلياته، وهى فعل اجتماعى يعبر عن علاقة قوية بين طرفين يمارس أحدهما على الآخر نوعا من السلطة، هى سلطة الحكم، ومحددات الفعل السياسى بوصفه سلطة تمارس فى مجتمع وتجلياته النظرية والتطبيقية، الاجتماعية الطابع، تشكل بمجموعها قوام ما ندعوه هنا "العقل السياسى".
العقل السياسى العربى
 
 
هو "عقل" لأن محددات الفعل السياسى وتجليات تخضع جميعا لمنطق داخلى يحكمها وينظم العلاقات بينها، منطق قوامه "مبادئ" وآليات قابلة للوصف والتحليل، وهو "سياسى" لأن وظيفته ليست إنتاج المعرفة بل ممارسة السلطة، سلطة الحكم، أو بيان كيفية ممارستها.
 
كان موضوع البحث والدراسة فى الجزأين، الأول والثانى، من هذا الكتاب هو "عقل الفكر العربى" أى أسس الفعل المعرفى وآلياته وموجهاته فى الثقافة العربية، أما موضوع هذا الجزء – الثالث - فهو "عقل الواقع العربى" ونقصد به محددات الممارسة السياسية وتجلياتها فى الحضارة العربية الإسلامية وامتداداتها إلى اليوم. طبيعة الموضوع هنا تختلف، إذن عن طبيعة الموضوع هناك: إنتاج المعرفة شىء، وممارسة السياسة أو بيان كيفية ممارستها شىء آخر.
 
 حسين العُمرى على موقع goodreads
إنه كتاب فلسفى منهجى مميز يتناول العقل السياسى العربى فى محدداته وتجلياته، استعرض الجابرى فيه التاريخ العربى من بداية تأسيس دولة النبوة أو دولة الدعوة إلى دولة الخلافة ثم الفتنة والأمويين والعباسيين بشكل عام وبرؤية نقدية واستقرائية مميزة وخلص فيها إلى ثلاثة محددات حكمت العقل السياسى العربى هى (القبيلة والغنيمة والعقيدة) وبعد بحث طويل فى تأثير وتحولات هذه المؤثرات فى سياقاتها التاريخية والفكرية خلص إلى أن المخرج للفكر السياسى العربى اليوم هو فى تحويل القبيلة إلى دولة المؤسسات والحريات والدستور والمجتمع المدنى عبر تطور اجتماعى ثقافى سياسى شامل.
  وتحويل الغنيمة إلى اقتصاد منتج لا ريعى، وتحويل العقيدة إلى مجرد رأى بدلاً من التفكير المذهبى والطائفى المتعصب الذى يدعى امتلاك الحقيقة المطلقة بل يجب فسح حرية الرأى والتفكير بعيداً عن سلطة العقيدة الدوغمائية.
 يخلص الجابرى إلى أن الفكر العربى المعاصر مطالب بنقد المجتمع والاقتصاد والعقل السياسى لأن أى حديث عن النهضة والتقدم بدون هذا النقد سيبقى مجرد وهم. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة