مدير عام "اليونسكو": الفن الإسلامي ساهم في إرساء قيم السلام والتنوع الثقافي للإنسانية

الإثنين، 23 نوفمبر 2020 04:54 م
مدير عام "اليونسكو": الفن الإسلامي ساهم في إرساء قيم السلام والتنوع الثقافي للإنسانية منظمة اليونسكو
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت أودري أزولاي مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أن الفن الإسلامي ساهم بشكل كبير في إرساء قيم السلام والتفاهم بين البشر، كما ساهم بعناصره المتعددة في تشكيل التنوع الثقافي للإنسانية.


وقالت أزولاي – في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن منظمة اليونسكو في ظل انتشار ظواهر الانكفاء على الذات والتطرف المدمر الذي يتضرر منه المسلمون ويؤذيهم مثلما يؤذي بقية سكان العالم، تؤمن تماما بأن التعرف على ثقافة ما وفهمها بما تنطوي عليه من ماض زاخر وحاضر نابض، يمثلان اعترافا بها وبقيمتها العالمية. 


وأضافت أزولاي إن اليونسكو تحتفل هذه الأيام باليوم الدولي للفن الإسلامي في دورته الأولى، الذي يوافق الثامن عشر من شهر نوفمبر، حيث نحيي هذا العام أول احتفال باليوم الدولي للفن الإسلامي من أجل الاحتفاء بالتراث الإسلامي الرائع الذي تشكل عبر 14 قرنا من الزمان، والذي مازال يتجدد ليؤثر في شتى ثقافات العالم بأسره، ولذلك ينبغي أن يكون هذا اليوم مناسبة لنتمتع معا بهذا الفن الذي يستمد إلهامه من روحانيته الخصبة، والذي يعبر عن نهج مميز لرؤية العالم والإحساس به وفهمه.


وأرجعت المدير العام لليونسكو، ثراء الفن الإسلامي إلى تنوعه سواء من حيث التقنيات والأشكال أو من حيث الزمان والمكان، لافتة إلى أن الفن الإسلامي له تاريخ طويل من التأثير والتأثر عبر الدروب الممتدة من أوروبا إلى إفريقيا، ومن حوض البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي.
وشددت أزولاي على ضرورة تعزيز التعريف بهذا التاريخ العالمي في صميمه والجامع لثقافات عديدة، وكذلك التعريف باللغة التي عادة ما حملته، وهي اللغة العربية، ولذلك تسعى منظمة اليونسكو على مدار 40 عاما في إطار مشاريعها الخاصة بالتاريخ العام والتاريخ الإقليمي، إلى إثراء مجموعة "الثقافة الإسلامية" التي تعكس جوانب ثراء الفنون الإسلامية . 


وأشارت إلى أن التاريخ الإسلامي ذو التقاليد العريقة يتشابك مع الحاضر، حيث يستمد الفنانون في كافة أرجاء العالم بعض أعمالهم من تقاليد الفن الإسلامي، ويعملون على تكريس هذا الفن ونقله وتجديده، ثم يحملونه عبر وسائط جديدة إلى جمهور جديد ويثرونه بحوارات جديدة. 


وتابعت أزولاي أن اليوم الدولي للفن الإسلامي يحمل رسالة مهمة تتمثل في التوعية والتعريف بأشكال التعبير الفني الإسلامي القديمة والمعاصرة، فضلا عن التنبيه إلى إسهامات الفن الإسلامي في صون ونشر حضارة البشرية، مضيفة " ولذلك فإن الرسالة لا تقتصر على تقدير الفن الإسلامي حق قدره فقط، ولكن هذا الفن يعد أحد العوامل الرئيسية لظهور الحركات الفنية الآخرى، بل أسهم في إثراء التنوع الثقافي وحرية التعبير والذود عن التراث الثقافي والحوار بين الثقافات، إضافة إلى أن الاحتفال بهذا اليوم يسهم في استثمار القوة الكامنة في الفن لتعزيز روح التسامح بين الشعوب ودعم التقارب بين الثقافات".


وأوضحت أزولاي أن الفن الإسلامي تشكل في كل من أوروبا وإفريقيا وآسيا، مما أتاح حوارا فريدا بين ثقافات مختلفة عبر القارات، وازدهر من خلال اتصاله المستمر بمجموعة واسعة من الثقافات الفنية منذ نشأته المبكرة، وليشهد الفن الإسلامي حالة الثراء والتنوع هذه بفضل احتكاكه بالمجتمعات الرومانية والبيزنطية وآسيا الوسطى، كما أن اللغة العربية لطالما عززت ودعمت من انتشار الفن الإسلامي وتطوره عبر المجتمعات المحلية داخل بلدان المنطقة العربية وخارجها، وكذلك في استحداث أشكال متعددة من الفنون كالأغنية والخط والأدب .


وقالت المدير العام لليونسكو إن الفن الإسلامي يواصل تجديد نفسه والتأثير على الثقافات الأخرى حول العالم، ولذلك لابد من التعرف عن قرب على تاريخ الفن الإسلامي، والذي يمثل إرثا غير عادي على مدى 14 قرنا من الزمان، مشيرة إلى أن الفن الإسلامي بالإضافة إلى أهميته الدينية، يعكس نظام القيم الكامل للإسلام ويعزز التقارب الثقافي والتماسك الاجتماعي والوحدة بين الشعوب، ومع انتشاره الجغرافي أثر الفن الإسلامي على العديد من المجالات الفنية والتقاليد التراثية في جميع أنحاء العالم ، بدءا من الحرف اليدوية التي ساهمت في إنشاء أنماط فريدة من خلال النحت والفسيفساء والسجاد والتطريز وصولا للعمارة والشعر والخط والموسيقى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة