حرب العزة.. أبطال أكتوبر يتذكرون أصعب المواقف.. صيحة "الله أكبر" خرجت من الجنود دون اتفاق.. الطيار عبد الرحيم صدقى: 64 طلعة استطلاع واستهداف للعدو.. اللواء أحمد حسين: دمرنا 16 طائرة إسرائيلية خلال يوم واحد

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 01:23 م
حرب العزة.. أبطال أكتوبر يتذكرون أصعب المواقف.. صيحة "الله أكبر" خرجت من الجنود دون اتفاق.. الطيار عبد الرحيم صدقى: 64 طلعة استطلاع واستهداف للعدو.. اللواء أحمد حسين: دمرنا 16 طائرة إسرائيلية خلال يوم واحد حرب أكتوبر
كتب زكى القاضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
6 أكتوبر 1973 ذلك التاريخ الأشرف والأعظم فى تاريخ مصر، والذى يحتفل به الشعب المصرى بانتصار قواته المسلحة على العدو الاسرائيلى، فى حرب وصفها الجميع بأنها شبه مستحيلة، لكن كان المصريون قادرين على إبهار الجميع، فهم بأبسط المعدات انتصروا على الغطرسة الاسرائيلية، وكان العنصر الرئيسى فى ذلك هو العزيمة والاصرار والاخلاص والإيمان بأن مصر دولة عصية على السيطرة، وأنها قادرة على فعل ماتريده وقت ماتريده، فكان انتصار اكتوبر بعد 6 سنوات من محاولة تقويض مصر فى يونيو 1967، وحيث حضرت الإرادة السياسية مع التجهيز وفق الامكانيات المتاحة، والتدريب على التعامل فى أصعب الظروف، والإيمان أن الجندى والفرد فى القوات المسلحة أمامه طريقان إما النصر أو الشهادة، وحينها كان الشعب المصرى يجمع المجهود الحربى ويقف خلف قواته المسلحة، ويعلم يقينا أن النصر قادم.
 
 
وفى ذكرى حرب أكتوبر هذا العام، اخترنا الحديث  مع أربع نماذج شاركت بببطولة فى الحرب، وكانوا نماذج مصرية واضحة، تعبر عن مفهوم العسكرية المصرية التى تتدرب وتنفذ بأعلى المستويات وقت الحرب، وحينما يطلب منها مهمة، فهم قادرون على النجاح المتميز، ولذا اخترنا 4 نماذج من أسلحة القوات الجوية والدفاع الجوى والمدفعية والمشاة.
 
عبد الرحيم صدقي
عبد الرحيم صدقي
 
 الطيار عبد الرحيم صدقى: 64 طلعة استطلاع واستهداف للعدو
 
أول أبطالنا هو الطيار عبد الرحيم صدقى، أحد أبناء القوات الجوية، الذى تخرج فى الكلية ضابطا متميزا قبل حرب أكتوبر، حتى أنه كان فى حرب 1967 على طائرة ميج 19، وقام بتوجيه ضربات للعدو الاسرائيلى، ضمن مجموعة من الطائرات التى تبقت من اصابة المطارات المصرية حينها.
 
و يتذكر اللواء طيار عبد الرحيم صدقى، أنه سافر إلى نيجريا بعد طلب الرئيس عبد الناصر سفر ثلاث من الطيارين إلى نيجريا لمساعدتها في الحرب فسافر وقام بعمل 55 طلعة جوية بها خلال 6 شهور  ثم عاد إلى قاعدته ببني سويف.
 
فى مسار حرب أكتوبر، كان الطيار صدقى من الطيارين الذين يقومون بالطلعات لرصد أهداف العدو، حتى بلغ عدد طلعاته 64 طلعة استطلاع، قام فيها برصد جميع الأهداف المعادية، ويتذكر ذلك قائلا:" قمت عمل 64 طلعة لاستطلاع جميع الأهداف المعادية من خلال تصوير مطارات العريش والمليز ومرجم، بالإضافة للمواقع الصاروخية والمدفعية ومناطق تجمع السيارات للعدو ونقلنا الصور إلى القيادة وقبلها بأسبوع طلب منا تصوير خط الجبهة.
 
كانت مهمة الطيار صدقى فى حرب أكتوبر، ذات طبيعة خاصة للغاية، وتتعلق برصد النتائج على الأرض وتصويرها، والمهمة كانت خطيرة للغاية فهو سيقوم بتصوير تلك الطائرات الساقطة، وتبليغها للقيادة، وسقوط طائرة يعنى أن هناك انتصارا كبيرا نفذته القوات الجوية المصرية، وهو ماقام به بنجاح.
 
اللواء محمد طلبة مدفعية
اللواء محمد طلبة مدفعية
 
اللواء محمد طلبة: فرحنا باستهداف طائرات للعدو كانت معدة لضرب قواتنا
 
 
بطولة أخرى ولكن هذه المرة من سلاح المدفعية، وحيث حدثنا اللواء أركان حرب محمد عبد المنعم طلبة أحد قادة سلاح المدفعية، الذى التحق بالكلية الحربية عام 1962 وبعد عام ونصف العام التحق بمدرسة المدفعية.
 
يقول اللواء طلبة، في حرب أكتوبر أذقنا العدو الإسرائيلي طوال 17 يوما، مرارة الهزيمة منذ اليوم الأول بدءا من اختيار ساعة الصفر والضربة الجوية المركزة التي شلت الذراع الطولى للعدو ، وأفقدته التوازن إلى نيران المدفعية على طول شاطئ القناة، كنت أشعر وقتها بأن المدافع "تزغرد" من الفرح بالعبور.
ويضيف اللواء طلبة حرب أكتوبر استمرت 17 يوما وكان توقيتها غير عادى لأنها انطلقت الساعة 2 ظهرا، وكان المعتاد قبل ظهور الضوء، ومعنى ذلك أن لدى القوات المسلحة المصرية 5 ساعات تستطيع أن تنجز خلالها عدة عمليات، مثل استغلال الليل في إنشاء الكبارى وعبور القطع الثقيلة والمدفعية، أما قوات العدو الإسرائيلي تتوقف تماما بالليل، بالإضافة إلى أنها كانت يوم كيبور عيد اليهود.
 
ويتذكر اللواء طلبة، أنه في ساعة الصفر بعد عودة أول سرب طائرات من التي عبرت الساعة الثانية تم عبور 750 قاربا على مواجهة 175 كيلو، وهو طول خط القناة و1500 سلم جبال على امتداد خط بارليف و8 آلاف مقاتل عبروا في الدقائق الأولى ووصل العدد إلى 14 ألفا بعد مرور ساعة ونصف الساعة، و33 ألفا بعد مرور 5 ساعات، وهو ما يدل على سرعة العبور من جانب جنودنا في المعركة.
 
ففى يوم 6 أكتوبر العاشر من رمضان وليلة 7 أكتوبر، عبر 50 ألف جندى الضفة الشرقية من القناة، وبعد إنشاء الكباري عبر 80 ألف جندى وبذلك عبرت 5 فرق ليلة 7 أكتوبر، وأصبح لدينا 80 ألف مقاتل داخل أراضى سيناء، بالإضافة إلى أن القوات الجوية استطاعت من خلال 220 طائرة، ضرب 35 هدفا بالقنابل والمدافع في 53 دقيقة.
 
وعن أول ضربة للمدفعية والصواريخ على العدو، يقول اللواء طلبة، كانت الساعة الثانية و40 دقيقة يوم 6 أكتوبر، وكنا حددنا مواقعنا منذ مساء الليلة السابقة واستغللنا الضربة الجوية وجهزنا القصف وبدأ أول قصف يخرج، والغريب أننا قبل الضربة لم نكن نسمع أي شىء من خلال أجهزة اللاسلكي، وكانت كل الأجهزة عليها تشويش وشوشرة كبيرة ولا نستطيع أن نسمع أي حوارات تتم أو أي شىء، وبمجرد وصول الصواريخ على الهدف الذي قمنا بضربه أصبح الاتصال عبر أجهزة اللاسلكي في منتهى الدقة والنقاء واستمرت الضربات.
 
وعن أهم ضربة قمنا بها كانت لتجمع فرقة مشاة ودبابات إسرائيلية، وكان التجمع خلف مطار "شعير"، وتم إطلاق الصواريخ حيث حددنا مدى الصواريخ قبل إطلاقها، ونعلم تماما أن المطار أبعد من مدى الصواريخ، لكن قدرة الله أرادت أن تسقط ثلاثة صواريخ على مطار شعير، وتتحطم 6 طائرات فانتوم كانت جاهزة للإقلاع لضرب عملية العبور، وأتذكر وقتها أن قائد اللواء العقيد فاروق خالد، ابتهج فرحا وشكر فضل الله علينا.
 
وبعد حدوث الثغرة اضطرت وحدات الصواريخ أرض أرض للعودة إلى الغرب، وتلقى المقدم محمد إبراهيم رحمو، تعليمات من القيادة باستطلاع أماكن العدو في الثغرة، وأثناء استطلاعه تعرض لنيران كثيفة، واستطاع أن يأتى بالمعلومات المطلوبة وأماكن تجمعات العدو والعودة إلى وحدته، وعن طريق هذه المعلومات تم توجيه ضربة مدفعية جديدة إلى الثغرة يوم 18 أكتوبر، وتكررت مرة أخرى يوم 19 أكتوبر، وآخر ضربة مدفعية تم إطلاقها قبل وقف إطلاق النار، كانت يوم 22 أكتوبر بـ8 دقائق، حيث حققت خسائر ضخمة في 2 – 3 ناقلات مشاة ميكانيكية إسرائيلية كانت تعبر القناة في توقيت إطلاق المدفعية، والمعلومة هذه حصلنا عليها من قواتنا التي كانت تحاصر الثغرة.
 
 
 
 
اللواء على احمد حسين دفاع جوى
اللواء على احمد حسين دفاع جوى
 
اللواء أحمد حسين: تدمير 16 طائرة إسرائيلية في يوم واحد
 
 
 
ننتقل لقصة أخرى مع أحد أبطال قوات الدفاع الجوى، وهو اللواء أركان حرب على أحمد حسين، قائد لواء صواريخ مختلط أرض/ جو خلال حرب أكتوبر، والذى كانت تتركز مهمته فى توفير الوقاية لفرقة مشاة ولواء مدرع على المحور الشمالى، مشيرا إلى أن اللواء تمكن تحت قيادته من تدمير 16 طائرة إسرائيلية فى اليوم الأول من بدء القتال.
 
يسرد اللواء على أحمد حسين، قصة ذلك الانتصار العظيم، مؤكدا أن كان مسئولا عن حماية لواء مشاة ولواء مدرع على المحور الشمالى فى منطقة القنطرة، وبعد اشتباكات اليوم الأول، توقع أن تشن قوات العدو هجمة جوية فى نطاق اللواء، حتى تستطيع فتح ثغرة بين أبوصوير، وبين بورسعيد ليتمكن طيرانه من شن هجوم جوى مباشر ضد القوات المسلحة المصرية وبدأنا نجهز أنفسنا لصد هذه الهجمة، وتعاملنا مع الهجوم الجوى للعدو الذى تشكل من 26 طائرة، وتم تدمير 4 طائرات منها، بواسطة لواء الصواريخ الذى توليت قيادته وباقى الطائرات لاذت بالفرار شرقا.
 
ويضيف البطل المصرى على أحمد،  أنه فى 18 أكتوبر عام 1973 قام تشكيل جوى إسرائيلى مكون من 50 طائرة للعدو، بمحاولة الهجوم على عدد من المواقع والقواعد والمطارات المصرية، واستطاع اللواء الخاص بنا تدمير 7 طائرات منها، وأسر 5 طيارين إسرائيليين.
 
ويكشف اللواء على أحمد حسين، أنه منذ بداية القتال فى 6 أكتوبر وحتى الـ 23 من أكتوبر، استطاع اللواء الذى كان يقوده بتدمير 52 طائرة، متذكرا أصعب موقف مر به خلال الحرب، وكان يوم 10 أكتوبر، أثناء عبور قواته فى الساعة الثانية عشرة ليلا، حيث تم تدمير الكوبرى الذى سيساعدهم فى العبور، فنقلت المعدات الثقيلة على معديات وكانت مخاطرة كبيرة لأن المعدية تنزل بميل وهذا تحمل على المعدية عكس الكوبرى الذى نمر عليه وهى مستوية، ولكن العبور على المعدية يجعل جزءا من المعدات يكون ساقطا فى المياه وآخر فوق المياه وبهذه الطريقة تم غرز جرار وقاذف الصواريخ وزنه «28» طنا، فأغلق الفتحة التى فى الشرق فأصبح جزءا من قواتى فى الشرق الذى عبر أولا وجزء فى المياه.
 
يتذكر اللواء حسين أن ذلك الموقف كان سينتهى بكارثة، لولا فضل الله، فقد وجد دبابة قادمة من الشرق اعتقد أنها من دبابات العدو ولكن كأن الله أرسلها لهم فقد كانت دبابة نجدة، فقلت للسائق حاول فتح الثغرة ففتح جنزيرين وجذب القاذف والجرار الخاص به ففتح لى الثغرة التى سدت فى الشرق حتى تم عبور باقى قوات اللواء.
 
وعن حربي 1967 وحرب الاستنزاف، قال اللواء على أحمد، كنت قائد كتيبة صواريخ في عام 1967، وفي 21 مارس  عام 1968، قام الرئيس جمال عبد الناصر بزيارة الكتيبة الخاصة بي علي الجبهة، ودار حوار بين وبين الرئيس عبد الناصر، وطالبته بضرورة أن يكون هناك مواقع محصنة للصواريخ والرادارات، وبعدها أمر الرئيس جمال عبد الناصر الفريق محمد فوزي بسرعة تحصين عملية الصواريخ والردارات وكان لها دور كبير في نصر 1973".
 
 
 
اللوا جمال كحيلة
اللوا جمال كحيلة
 
 
اللواء جمال الدين كحيلة.. حانت اللحظة يا أبطال
 
 
بطل آخر فى سلسلة أبطال حرب أكتوبر، والذى حرصنا أن نتحدث معه عن ذكرياته خلال الحرب، وهو اللواء جمال الدين محمد كحيلة، قائد سرية المدافع المضادة للدبابات فى الفرقة 18 مشاة، والذى شارك فى معركة تحرير القنطرة شرق.
 
يقول اللواء كحيلة، كنت قائدا لسرية مدافع مضادة للدبابات فى إحدى الوحدات الفرعية للفرقة 18 بسلاح المشاة، ومهمتنا كانت العبور إلى شرق قناة السويس والاستيلاء على رأس الكوبرى بأعماق تصل حتى 10 كيلومترات، ثم صد العدو ومنعه من العودة إلى القناة مرة أخرى.
ويؤكد أنه لم يعرف بميعاد العبور وساعة الصفر، فتم جمع قادة السرايا، وكنت واحدا منهم في قيادة اللواء الذي قال لنا مباشرة: "حانت اللحظة يا أبطال" وساعة الصفر التي كنا في انتظارها كل هذه السنوات أوشكت، ولم أدر ينفسي وقتها من شدة الفرحة والدموع التي كانت تنهمر وكأن الجنة تفتح أبوابها أمامنا".
 
ويضيف أحد أبطال سلاح المشاه فى حرب أكتوبر، قائلا:" تركزت مهمتنا الرئيسية فى اقتناص الدبابات الإسرائيلية، وحيث تمكنت السرية فى اليومين الأول والثانى للقتال من تدمير 4 دبابات معادية و3 مركبات لنقل الأفراد، وتمكنا من رفع العلم المصرى وتحقيق السيادة والسيطرة الكاملة على مدينة القنطرة شرق.
ويؤكد اللواء جمال الدين كحيلة، أن اللواء كان يهاجم بالكامل من الاتجاه الشمالى ضمن وحدات باقى الفرقة، واستطعنا يوم 8 أكتوبر تحرير القنطرة شرق، متذكرا أنه خلال الحرب مروا بالعديد من الشدائد فكانت تتوالى الصعوبات علينا كل يوم، حيث كنا نقاتل ليلا ونهارا قوات العدو التى كانت تقوم بالهجوم المضاد، بالإضافة إلى الثقل الشديد للذخيرة والأسلحة التى كان علينا العبور بها، فكان من الصعب على الجنود صعود الساتر الترابى مستخدمين قوة أقدامهم وسلالم الحبال فقط.
 
ويقول بدأنا بالفعل في تنفيذ التعليمات واجتياز الصعوبات التي كانت تواجهنا، حيث كنا 8 أفراد، ولدينا 10 مدافع يتراوح وزنها ما بين 75 إلى 305 كجم، بالإضافة إلى 450 صندوق ذخيرة يزن الواحد منها 45 كجم، حيث تم تقسيم الأفراد إلى مجموعات تحمل المدافع على القوارب المطاطية ثم حملها أعلى الساتر الرملي على سلالم الحبال لنبدأ التعامل مع قوات العدو واقتناص الدبابات، ونجحنا بفضل الله في اليوم الأولفي إنجاز مهمتنا، وفي اليومين الثاني والثالث، تمكنا من العبور إلى شرق القناة، والاستيلاء على رأس الكوبري، ورفعنا العلم المصري عاليًا".
 
ويحكى اللواء كحيلة، أن صيحة الله أكبر فى أرض المعركة لم تكن وليدة تدريب بل جاءت من وجدان المقاتل المصرى حينما أحسوا ببداية الانتصار بعد نجاحهم فى عبور قناة السويس، فعصفت بكل من هو موجود فى هذه المعركة لأنها خرجت من القلوب وليس من الحناجر فقط، فكانت معبرة بأن هناك نصرا قادما لا محالة له.
ويشدد اللواء كحيلة، إن هناك العديد من العوامل التي ساعدت في صناعة النصر بأكتوبر، أهمها المقاتل المصري فهو المعجزة الحقيقية لتحقيق هذا الانتصار العظيم، فقد استطاع بعقيدته وإيمانه بالله وعزيمته وإصراره استرداد الأرض، وطرد العدو، وإلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي بأسلحته الحديثة المتطورة، مشيرا إلى أن تلك العوامل ساهمت في تدمير خط بارليف، الذي عكفت إسرائيل لمدة 6 سنوات على تدعيمه بأحدث تكنولوجيا في العالم، ليكون المانع الكبير أمام أي مصري يحاول الاقتراب من القناة، فيتحول في لحظات إلى أخدود من اللهب يصهر أي شيء داخل مياه قناة السويس.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة