حكايات الاستعمار.. المصريون يلقون الآشوريين خارج البلاد.. وبسماتيك الأول بطل

الثلاثاء، 07 يناير 2020 01:00 ص
حكايات الاستعمار.. المصريون يلقون الآشوريين خارج البلاد.. وبسماتيك الأول بطل بسماتيك الأول
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانت مصر كثيرا من الاحتلال ودفعت من حياتها الكثير للتخلص من هذا الاستعمار الذى قصد أكل خيراتها وتبديد حضارتها، ومن ذلك الاحتلال الآشورى، الذى جاء إلى مصر فى سنة 677 قبل الميلاد واحتل الدلتا مصر، فى زمن تراجعت فيه القوة المصرية وزادت القوة الآشورية وتحولت إلى قوة عظمى فى المنطقة. 
آشور بانيبال
 
 
تولى عرش آشور الملك أسرحدون بعد وفاة أبيه سنحاريب وكانت الدولة الآشورية تعانى من الثورات والقلاقل قى فينيقيا وفلسطين بدعم من مصر فوجه أسرحدون جيشه إلى صيدا وفلسطين وأسر الملك منسى يهوذا إلى بابيلون فى عام 673، وتوجه إلى مصر ودارت معركة فى شرق الدلتا انهزم على إثرها الآشوريين وانسحب أسرحدون ثم عاود الكرة بعد سنتين استطاع هزيمة الفرعون "طهارقا" لكن فى عام 669 قامت ثورة ضد الحكام الآشوريين الذين عينهم أسرحدون فقاد حملة جديدة على مصر.
 
 تحركت الجيوش الآشورية قادمة من آسيا داخلة مصر من ناحية سيناء، لكن قائد الجيوش آسرحدون مات فى الطريق وتولى الحكم ابنه آشوربانيبال، الابن الأصغر، و كانت أولى مهامه استكمال الحملات الحربية على حدود آشور الخارجية منها حملة على جزيرة كريت و الثانية نحو مصر .
بسماتيك الأول
 
وعندما علم طهارقة بزحف الجيش الآشورى نحو مصر، أعد هو الآخر جيشا لملاقاة القوات الآشورية والتقى الجيشان عند مدينة كاربنيتى بـ شرق الدلتا وانتصر الجيش الآشورى على الجيش المصرى فى هذه المعركة.
 
انتبه آشور بانيبال إلى أن المصريين لن يرضوا أن يبقوا طويلا تحت الاحتلال الآشورى وأنهم لن يتوقفوا عن تمرداتهم حتى يتخلصوا من حكم الآشوريين عليهم، وبالفعل قامت ثورات ضد الاحتلال الآشورى، وذات مرة قامت ثورة وتم إلقاء القبض على الأمراء المصريين المشاركين فيها وتم إرسالهم إلى آشور، ويومها لم يقتلهم "آشور بانيبال" بل أعادهم إلى أماكنهم وكان أحد هؤلاء الأمراء يعرف باسم "نيخو" أكرمه "آشور بانيبال" هو ابنه و أعاده حاكما على مدينة (سايس) فى مصر بل وعين ابنه بسماتيك الأول حاكما على مدينة (اثريبس) المصرية.

بسماتيك
 
وبعد القضاء على هذه المؤامرة انتهت حياة "طهارقة" حيث توفى عام 664 قبل الميلاد، وسارع ابن أخيه (تانوت – آمون) لخلافته وتثبيت مكانه للاستيلاء على الحكومة وكان قد رأى مناما فسره له كهنته بأنه وعد من الآلهة بالاستيلاء على مصر وأخذ الحكم من الآشوريين.
 
وفعلا لملم شتات قومه وبدأ بالزحف الى مدينة ممفس وتمكن (تانوت – آمون) من الدخول إلى ممفس والسيطرة عليها وقتل "نيخو" فى هذه الحملة (الحاكم المصرى الذى عينه آشوربانيبال حاكما على مدينة سايس المصرية) لكن ابنه بسماتك الأول (ابن نيخو والذى أيضا عين من قبل آشوربانيبال لحكم احدى المدن المصرية) تمكن من الهرب نحو بلاد آشور.
مرة أخرى أرسل أشور بانيبال الجيش الآشورى إلى مصر فدخلها دون صعوبة وقدم أمراء الدلتا فروض الطاعة له وتوجه نحو ممفس ودخلها وهرب (تانوت – آمون) الى طيبة وتقدم الجيش الآشورى جنوبا حتى وصل مدينة طيبة و دمها ونهبها وهرب منها (تانوت – آمون) الى النوبة. 
 
محرر البلاد
 
بعد موت "نيخو" خلفه ابنه بسماتك الأول على حكم سايس، تولى بسماتك الأول حكم مدينة يايس واستمر على عهده الذى قطعه مع آشور بانيبال و زادت حظوته عند الآشوريين حتى أصبح الحاكم المفضل للآشوريين فى مصر، وبهذا تفوق بسماتك على باقى الأمراء الحاكمين فى مصر و بدأت شوكته تقوى على حساب باقى الأمراء، وبعد ثمان سنوات من الولاء لآشور رفع بسماتك الأول راية الاستقلال فى دلتا النيل، وبالفعل فى العام 653 قبل الميلاد تم إخراج آخر جندى آشورى من مصر لا بل لحقت قوات هذا التحالف بجيش آشور إلى مدينة أشدود الفلسطينية. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة