حتشبسوت.. ملكة فرعونية "قادرة" كيف قبضت على العرش؟

الإثنين، 06 يناير 2020 11:04 ص
حتشبسوت.. ملكة فرعونية "قادرة" كيف قبضت على العرش؟ حتشبسوت
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

احتفل السائحون والمصريون اليوم بمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس فى معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحرى غربى محافظة الأقصر، وهى الملكة المصرية القوية التي تزوجت من أخيها الملك تحتمس الثانى، ولقبت بالزوجة الملكية العظمى، وعند موته كانت الوصية على عرش ابنه الملك الطفل تحتمس الثالث، والذى كان عمره تسع سنوات آنذاك، فحكمت إلى جواره من "1479 إلى 1457 ق.م"، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟


 
يقول الدكتور ممدوح الدماطى، فى كتابة "ملكات مصر" إنه طبقًا للتقاليد الدينية المصرية اعتبرت حتشبسوت، خارجة على الشرعية الدينية للحكم، إذ أن الملك الحاكم يجب أن يكون ذكرًا ممثلاً للمعبود حورس رب الملكية، حتى يمنح الشرعية الدينية والقبول لدى الشعب، لذا تطلب وضع حتشبسوت لبعض المعالجات السياسية والدينية لتحمى جلوسها على العرش، خاصة أنها أصبحت وصية على عرش الملك تحتمس الثالث، ونظرًا لكونه طفلاً صغيرًا، وكانت أمة إحدى محظيات الملك تحتمس الثانى، مع تمتعها بالذكاء وطموحها للحكم، الذى ربما بدأت فى ممارسته فى فترة حكم أخيها وزوجها الضعيف تحتمس الثانى، هيأت الظروف السياسية فى البيت الحاكم لها فرصة التربع على العرش والانفراد بالحكم حتى وإن كانت شراكة رسمية مع الملك الصغير.

وأوضح الكتاب، أن الملكة حتشبسوت لم تكن الابنة الشرعية لتحتمس الأول فحسب، بل كانت أيضًا زوجة مقدسة لأمون، وهى وظيفة كهنوتية مهمة ظهرت مع بداية الأسرة الثامنة عشر، وكانت تشغلها عادة إحدى بنات الملك وأخواته.

طموح حتشبسوت ورغبتها فى الحكم مع صغر سن تحتمس الثالث، أعدت لها ظروفًا مناسبة مكنت لها الاستقلالية بالحكم، خاصة أنها كانت تشعر فى قرارة نفسها بأنها صاحبة الدم الملكى وصاحبة الحق فى ورثة العرش، ومع نهاية العام الثانى من حكم الملك الطفل تحتمس الثالث قامت حتشبسوت بتغيير وضعها من وصية على العرش إلى ملكة حاكمة بالمشاركة مع تحتمس الثالث، وبالطبع كانت هى الحاكم الفعلى للبلاد.

وقد استخلصت حتشبسوت لنفسها بعض رجال الدولة الذين أخلصوا لها ومكنوا لها بالطبع مع الحصول على المقابل برفع مكانتهم فى الدولة وكان من أهم هؤلاء الرجال "سنموت" وكان مدير بيت أمون وكان رجلاً طموحًا يعرف كيف يدير الأمور لملكيته ولنفسه، ومنذ بداية وصاية حتشبسوت على العرش وبدأ صعود نجم سنموت وارتبط اسمه بكثير من أعمال وتكليفات حتشبسوت، فأصبح المربى الأول لابنة حتشبسوت الأميرة نفرورع، والمشرف على أعمال أمون، ومدير أشغال الملك فى معبد أمون، واشرف بعد ذلك على عمائر حتشبسوت، وكان المهندس المعمارى لمعبد الدير البحرى، وكل هذه الوظائف مكنت له لكى يكون ذا قرار فى حكم البلاد وربما منفردًا فى بعض قرارته دون الرجوع لمليكته، وأكثر من هذا فقد مثل نفسه فى اوضاع تعبدية خلف أبواب بعض المقاصير الداخلية فى معبد الدير البحرى، وهو تجرؤ لا نظير له، وكان يفاخر بحظوته لدى حتشبسوت وبانه يطلع على الغرف الخاصة بالقصر الملكى، وربما كان هذا سببًا فى اختفائه بشكل مثير فى أواخر عهد حتشبسوت إذ أنها لم تقبل بمثل هذا التعدى من خادم لها مهما بلغت مكانته التى هى منحتها إياه، خاصة وغنه كان قد ادى الدور الذى كلف به من قبلها.

تميزعصر حتشبسوت بالعديد من الانشاءات المعمارية، التى توضح مدى ازدهار عصرها، كما تمدنا المناظر والنقوش التى مثلت عليها بفكرة واضحة عن تاريخ وإنجازات الملكة حتشبسوت، وكعادة ملوك الدولة الحديثة أسهمت حتشبسوت أيضًا فى مبانى الكرنك، بإقامة الصرح الثامن بالكرنك، وإقامة مقصورة للزورق لمقدس لأمون رع، كما لها العديد من الآثار فى موم أمبو والكوم الأحمر والكاب وأرمنت وإلفنتين، إلا أن أهم آثار حتشبسوت على الإطلاق هو معبدها الجنائزى الشهير فى الدير البحرى، والذى يعد من أخلد اعمالها بتصميمه الفريد ونقوشه الرائعة.

أما عن وفاة الملكة حتشبسوت، يقول الدكتور ممدوح الدماطى، لا يزال مجهولاً لدينا ولم تفصح عنه الآثار المكتشفة حتى الآن، إلا أنها دفنت فى قبرها بوادى الملوك، لتنقل منه بعد ذلك إلى مقبرة مرضعتها المقبرة 60 بوادى الملوك.

عاشت مصر فى عهد الملكة حتشبسوت عصرًا من أزهى عصور الحضارة المصرية على مدار 12 سنة وتسعة أشهر كما جاء فى تاريخ مانيتون، قضتهم فى حكم مصر، تحفها العظمة وتذخر بالمجد، ونعمت مصر بالرقى والاستقرار والعلاقات الدولية الوطيدة، لتخلد اسمها بين أعظم حكام الدنيا، إلا أنها اختفت من على العرش فى ظروف غامضة لم يستطع علماء الآثار حتى الآن معرفتها على وجه اليقين، إلا أننا قد عثرنا على أغلب آثارها وقد تهشمت، وكأنها هشمت بفعل فاعل ليعتقد كثير من المتخصصين أنها كانت قد دمرت بأمر من الملك تحتمس الثالث انتقامًا منه لحتشبسوت التى اغتصبت عرشه قرابة 22 عامًا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة