د. داليا مجدى عبد الغني تكتب: حافظ على أملاكك

الجمعة، 17 يناير 2020 06:45 م
د. داليا مجدى عبد الغني تكتب: حافظ على أملاكك د. داليا مجدى عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا سألت أى شخص ما هو الشيء الذى ستسعى جاهدًا للحفاظ عليه؟، هل ما بذلت الكثير من الجهد لكى تصل إليه؟، أم ما أتاك منحة من السماء، دون أن تبذل أى مجهود لكى تحصل عليه؟.. فى الغالب الأعم ستكون الإجابة هى ما تم بذل الكثير من الجهد لكى نصل إليه، وهذا أمر بديهى ومنطقي؛ لأن هذا الشيء يحصل على قيمته من قيمة المجهود المبذول فيه، فهو يأخذ عُمْرنا وجُهدنا وتفكيرنا وطاقتنا، لذا نسعى بكل ما أُوتينا من قوة لكى نُحافظ عليه؛ لأنه لو ضاع، سيضيع معه كل ما خسرناه من أجله، ورغم أن هذه الإجابة.

وهذا التحليل هو البديهى بلا أدنى شك إلا أننى لدى وجهة نظر أخرى، مُغايرة لهذا الرأي، فلو سُئلْتْ أنا هذا السؤال، سأختار الشيء الذى أتانى من السماء؛ لأنه هو الأقرب للضياع، وإذا ضاع، ففى الغالب لن يعود مرة أخرى، فهو أتى إما منحة أو صُدفة أو مُكافأة، والثلاثة ليس لى يد فيهم، وعليه، فإذا قصرت فى الحفاظ عليه، وضاع مني، كيف لى أن أضمن عودته مرة أخرى، فأنا لا أملك مُقومات رُجوعه؛ لأننى من الأساس لم أكن أملك مُقومات الحُصول عليه.

ولا خلاف على أن القاعدة تقول: "من له حق المنح، له حق المنع"، وبالتبعية، فإذا مُنِعَ عنى هذا الشيء، فهل لى أن أطالب باسترداده واستعادته، فكيف يتسنى لى ذلك، فالصدفة لا تقبل التكرار، والمُكافأة مسألة تقديرية، والمنحة هبة لا دخل لإرادة الإنسان فيها.

أما الشيء الذى بذلت الكثير من الجهد لكى أحصل عليه، فهو بلا شك يستحق أن أبذل جُهدًا مُضاعفًا للحفاظ عليه، ولكن ميزة هذا الشيء، أن الوصول إليه كان خاضعًا لإمكانياتى وإرادتى وتخطيطي، لذا لو حدث وفقدته، فسأحاول جاهدة مرة أخرى لاستعادته، طالما أن خُيوط اللعبة لا زالت فى يدي، بعكس المنحة التى تهبط على من السماء، فهى ليس لها خيوط يُمكن الإمساك بها، ويُمكن الحفاظ عليها بأمرين فقط وهما، الحمد والشكر لله على منحته العظيمة، والثانية بمعرفة قيمتها، وكيفية التعامل معها.

وفى النهاية، نصيحتى لكل إنسان أن يُحافظ على كل شيء يملكه، سواء بيده، أو بقلبه، أو بعقله، أو بأى طريقة كانت، سواء كان هذا الشيء نتاج مجهود شخصي، أو منحة سماوية، فكل ما طالته يداك حافظْ عليه، وتشبث به؛ لأن حق الملكية قابل للضياعِ، لو حدث خطأ يسير، وغير مقصود من المالك.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة