قرأت لك.. كتاب 111 فضيلة 111 نقيصة.. كيف يتصرف الإنسان أخلاقيا؟

الأحد، 01 سبتمبر 2019 12:00 ص
قرأت لك.. كتاب 111 فضيلة 111 نقيصة.. كيف يتصرف الإنسان أخلاقيا؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
" لابد من فهم الفضائل والرذائل باعتبارها ميولًا بشريّة للتّصرف فى حالات معيّنة وعلى نحو معيّن، أكان جيدًا أم سيئًا، وهذه الميول هى بمنزلة تحضير اعتيادى لحالات حياتيّة معروفة أو مازالت مجهولة"
 
يقول كتاب 111 فضيلة لـ مارتين زيل، إن الفضائل والرذائل أقرب إلى بعضها بعضا مما يعتقد الإنسان، إنها أشبه بأزواج فى حلبة رقص، يدورون وأحدهما حول الآخر، ويتباعدون ليعودوا فيتقاربوا ثانية، وفى حركاتهم يصعب التمييز فيما بينهم، ما قد يؤدى إلى قلقلة أسلوب العيش الخاص للإنسان، وكما فى عرض مسرحى يقدم الكاتب الفضائل والرذائل كشخصيات تكشف بأسلوب فنى رشيق طبيعة العلاقات الداخلية فيما بينها لتوضحها فى تشعباتها وتفرعاتها، وهدفه من ذلك هو أن يتمكن الإنسان من أن يعيش حياته الفانية بإحساس يقظ، ليقدم أفضل ما عنده لنفسه وللآخرين.
111
 
وعلى موقع good reads كتبت Dalal Alamoudi تقول:
منذ مدّة لم أقرأ كتابا شدّنى إلى القدر الذى أعيد فيه قراءة النّص مرّتين لا لصعوبته إنّما لربط الأفكار بالواقع والذى بدوره يخرجنى من دفّتى الكتاب برهةً من الزّمن وما ألبث أن أعود أشدّ فضولًا ملء فاهى "ألا فاسقنى أكثر". [١١١فضيلة ١١١نقيصة] من الكتب التّى شدّنى فيها عنوانها وأصاب فيها حدسى.
 
كتابٌ فلسفى غير أنّه يمتاز بالسلاسة، يقع فى ٣٣٣ صفحة مقسّمة على بابين متضمّنًا ١١١ فضيلة ونقيصة على حدٍّ سواء، يناقش فيه المؤلف فلسفة ونظريّة الأخلاق بين الفكر الفلسفى القديم متمثّلًا فى (أرسطو) والحديث متمثلًا فى (كانط) يتناول فيه الأسئلة التقليدية المتعلّقة بمفهوم الفضائل والرذائل.
 الكتاب من تأليف مارتن زيل الألمانى الحاصل على الدكتوراه وعلى درجة الأستاذية فى الفلسفة والتاريخ والأدب الألمانى فضلًا عن إسهاماته فى جماليات الفن السينمائى، وقد نقله للعربيّة المترجم السّورى نبيل الحفار الحاصل على الماجستير فى الأدب الألمانى والدكتوراه فى العلوم المسرحيّة، ولعل هذا التشابه بين الكاتب والمترجم جعل النسخة العربيّة منه لا تقل جودة عن النّص الأصلى، إذ لا تشعر بوعورة أثناء القراءة وهذه نقطة تسجّل لصالح الكتاب برأيى.
"كلّ ميزة بشريّة تنطوى على ميلٍ للضلال عن درب الفضيلة، وتنطوى كلّ رذيلةٍ على محفّزٍ على الإنعطاف نحوه". تحت هذا المفهوم قام زيل باستعراض القيم الأخلاقيّة الـ١١١ متناولًا إيّاها بشىء من التفصيل حسبما يقتضيه المقام، ولعلّه يشير إلى قيم أخلاقية أخرى تندرج تحت المذكورة سلفًا ليغطّى ٥٥٥ فضيلة ونقيصة دون إشارة مباشرة، غير أنّه يعود ويدرج أسماءها كاملةً فى نهاية الكتاب. 
"على الإنسان أن يدرك علاقة القربى بين الفضائل والرذائل، إذا أراد أن يفهم النزاع القائم بينها" وهذا تمامًا ما يستند عليه الكاتب طوال فصول الاستعراض المسرحى بين طيّات كتابه..
لعلّ أكثر ما استحسنته أثناء قراءتى، سلاسة الأفكار وكيف أنّه ربط بين كل القيم بوثاق منطقى يجعل النّص متماسكًا حتّى مع استقلالية كل قيمة، وهذا شىء عظيم برأيى، فضلًا عن أنّه مهما أسهب فى قيمة أو مال للاقتضاب فى أخرى إلّا أنّه دائمًا يميل إلى ختم النّص بخلاصة الفكرة فيعيد له تماسكه وانسجامه وتبقى أنت قيد الحماسة والاثراء فى آنٍ معًا.
شخصيًا شدّنى جدًا تعريفه لفضيلة [الحبّ] وموضوعيّته فيها فضلًا عن العاطفة المتّزنة.. كانت من أجمل القيم التى وقف عليها حقيقةً من وجهة نظرى، "أن تُحبّ شخصًا ما يعنى فى خوفك عليه أن تخاف على نفسك فى الوقت نفسه: ولهذا فشعورك بالضّياع هو عدم وجودك مع إنسان تحسّ بأنّك معه قد وجدت نفسك مجددًا".
تطرّق الكاتب فى أحد القيم لمبدأ السببية وأراد بهذه أن يقيم نوع من الحيادية فى الآراء، لكنّه أساء من حيث أراد الإصابة بغضّ النظر عن توجهه العقيدى -والذى يتوجبّ علينا أن نتجاهله فى سبيل اكتساب المعرفة-، ارتأيت أن أشير لهذه النقطة تحديدًا ليعى القاريء أنّه فى صدد التوقف عند عدد لا بأس به من المغالطات العقيديّة والفكريّة فى هذا النّص، ولابد طبعًا من تمريرها على مرشّحات الشرع والمنطق لئلا نميل كلّ الميل. 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة