قابيل وهابيل ثقافة لم تنته فى التاريخ الإسلامى.. الهادى ضحية هارون الرشيد بسبب الخلافة.. المأمون قتل الأمين.. العثمانيون أبطال مسلسل "سلاطين وقتلة".. الحاكم قتل على يد شقيقته.. و"إسماعيل" متهم بقتل أحمد رفعت

الأحد، 01 سبتمبر 2019 08:38 م
قابيل وهابيل ثقافة لم تنته فى التاريخ الإسلامى.. الهادى ضحية هارون الرشيد بسبب الخلافة.. المأمون قتل الأمين.. العثمانيون أبطال مسلسل "سلاطين وقتلة".. الحاكم قتل على يد شقيقته.. و"إسماعيل" متهم بقتل أحمد رفعت قابيل وهابيل فى ثقافة السلاطين المسلمين
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عرف الإنسان جريمة القتل منذ بداية التاريخ، فكان قتل قابيل لهابيل شقيقه بسبب الغيرة، أول واقعة سفك دماء أخ لشقيقه منذ هبوط آدم وحواء بحسب المعتقدات الدينية، ومنذ هذا الوقت، لم ينته ذلك الفعل، وظل الأشقاء يتقاتلون بسبب الحكم أو النساء أو المال.

ولعل الحضارات القديمة والأساطير لم تترك ذلك الفعل، فالحضارة الفرعونية قائمة على واقعة مقتل أوزوريس على يد شقيقه ست، بسبب الغيرة، وتم تقطيع جثته إلى 40 قطعة، وأُلقيت فى النيل، التي، بدورها، ألقت بالأجزاء المقطعة من جسد أوزوريس فى البحر المتوسط.

تاريخ حكم الأسر الفرعونية أيضًا شهد حالات قتل للأشقاء بسبب الحكم، منها ما ذكر حول قتل الملك تحتمس الرابع لشقيقه الأكبر الذى كان سيتولى حكم مصر، طمعًا فى الحكم.

ورغم أن الدين الإسلامى جاء بمبدأ الشورى والديمقراطية فى الحكم، وحس المرؤ على أن يكون زاهدًا فى الحياة، لكن العديد من الخلفاء والسلاطين والحكام فى فترات الحكم الإسلامى لم يكونوا كذلك، وقام بعضهم بفعل شنيع هو القتل من أجل الانفراد بالحكم.

 

هارون الرشيد

فى الفترة الأخيرة من حكم الخليفة الهادى والد هارون الرشيد، زاد الصراع بين الكتلة العسكرية التى تؤيد الخليفة الهادى وتحبذ خطواته فى نقل ولاية العهد من أخيه هارون إلى ابنه جعفر بن موسى الهادى، وبين كتلة الرشيد وعلى رأسها البرامكة والخيرزان، ورغم أنه عند هذا المفترق يبقى الموقف غامضًا وتتعدد الروايات حوله، إلا أن الكاتب عاد وأكد أن القائد هرثمة بن أعين تسلم أمرًا من الخليفة بقتل هارون ويحيى البرمكى ولكن الخليفة نفسه مات فجأة قبل تنفيذ هذه الأوامر.

 وبحسب كتاب "الجيش والسياسة في العصر الأموي ومطلع العصر العباسي 41 هـ 661 م - 334 هـ" للدكتور فاروق عمر فوزى، وتؤكد روايات تاريخية دور الخيزران وكتلتها فى مقتل الهادى، بعد بعدما أمرهم هارون الرشيد بذلك، ولكن خلال عهد "هارون"، شهد صراعا عنيفًا بين الخيرزان والبرامكة وكتلتهم وبين الكتلة العسكرية التى أيدت الهادى أو بقيت مخلصة للدولة والشرعية.

 

المأمون يقتل الهادى

عندما كان الأمين فى الخامسة من عمره، تم اختياره ولى عهد والده هارون الرشيد، والذى استلمَ خلافة المسلمين بناءً على ذلك، وكان المفترض أن يصبح أخيه المأمون هو ولى العهد، لكن الأمين قام بتعيين ابنه موسى وليًا للعهد.

وأثار هذا الفعل غضب المأمون الذى كان فى هذه الأثناء فى خراسان، فأخذ البيعة من أهل خراسان وجمَع حوله جيشًا عظيمًا، وسار به إلى بغداد فقصفها بالمنجنيقات وخاض معارك شرسة مع أخيه الأمين، وبعد أربع سنوات من الحرب انتصر المأمون على أخيه وقُتلَ الأمين فى هذه الحروب واستلم المأمون خلافة المسلمين وأصبح المشرق والمغرب بين يدى المأمون.

ويذكر أنَّ أهل خراسان كانوا المؤيدين الأساسيين للمأمون فى حربه ضد الأمين حتَّى وصل إلى الخلافة، وكان الفرس يرغبون أن يبقى المأمون فى خراسان فى مدينة مرو حتَّى تصبح مرو مركز الخلافة العباسية ولكنَّ أهل بغداد بدأوا بإشعال الثورات ضد المأمون فاضطر المأمون إلى الرجوع إلى بغداد لإخماد هذه الثورات، التى انتهت على يد المأمون.

 

قتل الحاكم على يد شقيقته

فى سنة 411 م، ازداد ظلم الحاكم بأمر الله حتى قيل إنه ادعى الربوبية، وتعدى شره حتى إلى أخته التى اتهمها بالفاحشة، فعملت على قتله واتفقت مع أحد الأمراء واسمه ابن دواس، الذى اتفق مع عبدين على قتل الحاكم، وكان الموعد على جبل المقطع فقطع العبدان يديه ورجليه وبقرا بطنه، وأتيا به ابن دواس، فحمله إلى أخته فدفقنته فى مجلس دارها، ثم بايع الأمراء ابنه أبا الحسن الملقب بالظاهر لإعزاز دين الله، وكان بدمشق.

وبحسب كتاب موسوعة خلفاء المسلمين، ثم عملت شقيقة الحاكم "ست الملك" على قتل ابن دواس وكل من علم بسر قتل الحاكم، فعظمت هيبتها وقويت شوكتها، وكان عمر الحاكم يوم قتله 37 سنة، ومدة ملكه 25 سنة.

 

العثمانيون أبطال مسلسل "سلاطين وقتلة"

سلاطين العثمانيين زادوا من القبح سوءًا وأكثر رذيلة لم يسبقهم إليها أحد من المتصارعين على الملك فى تاريخ المسلمين، هى بدعة قتل إخوة السلطان عند توليه الحكم، ومن صور الصراع التى ذكرت عن تاريخ الدولة العثمانية، ما يذكره الكاتب والفقيه الدستورى رجائى عطية، فى كتابه "دماء على جدار السلطة"، مشيرًا إلى "بايزيد" ابن سليمان القانونى خشى على نفسه من أطماع أخيه سليم ابن روكسيلانا، ووجد أو تعلل بأن مصيره المحتوم سوف يكوف الذبح فشق عصا الطاعة وأعد جيشا يتحدى به أباه السلطان سليمان، فلما انهزم فر إلى فارس، ولكن الشاه الفارسى سلمه، وكان مصيره الشنق عام 1561م، ولحق به أبناؤه الخمسة الذين ذبحوا محافظة على أمن العرش.

كان السلطان سليم الأول، من أكثر السلاطين عنيفاً إلى درجة كبيرة، فهو الذى اختتم حياته بصفحة سوداء مع نجله الأمير ولى العهد الذى أصبح السلطان سليمان القانوني، عندما حصل على فتوى بقتله للحفاظ على العرش، ثم أرسل إليه عباءة مسمومة إلا أن والدته أنقذته قبل إرتدائها، أما إعتلاء "سليم" للعرش فكان على جثمان شقيقيه الأميريْن كوركود و أحمد، حيث كان الأخير وليّاً للعهد.

السلطان سليم خان الثانى وهو السلطان الحادى عشر، ضمن سلاطين المماليك، وابن "روكسيلانا" الروسية، تولى الحكم بعد وفاة أبيه سليمان القانونى، ولم يكن على كفاءة أبيه، أو مؤهلاً لمتابعة فتوحاته، لولا وجود الوزير الطويل محمد باشا صقللى، وتولى بعده أولاده السلطان مراد الثالث، ثانى عشر السلاطين العثمانيين، وبدأت فترة حكم الأخير عام 1574م، وبدأ أعماله بتحريم شرب الخمر، ثم ما لبث أن أباحها لثورة الانكشارية، ثم قتل إخوته الخمسة، ليأمن على ملكه من المنازعة وانشغل بعدها بمحاربة العجم.

السلطان محمد خان الثالث، هو الآخر ما كاد أن يتولى السلطنة بوفاة أبيه فى 1599، حتى قام بخنق إخوته التسعة عشر، بل أنه قام بخنقهم قبل دفن أبيه، ودفنهم معا تجاه "أيا صوفيا" ولم يحفظ له أثر غير المذبحة البشعة التى تغيا بها حفظ الملك، لكنه مات فى شبابه وهو ابن الـ37 عامًا.

 

إسماعيل متهم بقتل شقيقه أحمد رفعت

تولى "إسماعيل" الحكم بعد وفاة عمه الوالى محمد سعيد باشا، لكن وفقا لما تذكره العديد من المراجع والمصادر التاريخية، فإن "إسماعيل" لم يكن والى عهد حكم سعيد باشا، بينما كانت أخوه الأمير أحمد رفعت، هو والى العهد،  كونه الابن الأكبر لإبراهيم باشا أكبر أبناء الوالى محمد على باشا، لكن حالت وفاته فى حادث قطار فى 15 مايو من عام 1858، دون ذلك ومن ثم نقلت سلطة البلاد لشقيقه إسماعيل.

الحادث الذى توفى فيه الأمير أحمد رفعت، كان بعدما أقام سعيد باشا وليمة كبيرة بالإسكندرية، دعا إليها جميع أمراء الأسرة، بمن فيهم ولى العهد أحمد رفعت باشا، وبعد انتهاء الوليمة عاد "ولى العهد" وبصحبته الأمير عبد الحليم بن محمد على وبعض رجال الحاشية بقطار خاص إلى القاهرة، وتصادف عند وصول القطار إلى كوبرى كفر الزيات أن الكوبرى كان مفتوحاً لمرور السفن، فسقط القطار فى النيل وغرق كل من فيه إلا الأمير عبد الحليم باشا، ويذهب البعض أن الأمير أحمد رفعت كان ضحية مؤامرة متقنة، حيث كان سعيد باشا  يفضل عليه إسماعيل، ويعتبره خير سند لإدارة شئون البلاد من بعده، حتى إنه عندما سافر "الباشا" إلى الحجاز، آدار إسماعيل البلاد حتى رجوعه، وأعجب سعيد بإدارته فعينه سردارا على الجيش المصرى، وعهد إليه بإخماد الفتنة بين بعض القبائل السودانية فوفق إسماعيل فى ذلك.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة