سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 أغسطس 1967.. عبدالناصر يطالب بتغيير نظام الحزب الواحد ويحذر: «المستقبل بهذا الشكل حيكون خطير جدا»

السبت، 03 أغسطس 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 أغسطس 1967.. عبدالناصر يطالب بتغيير نظام الحزب الواحد ويحذر: «المستقبل بهذا الشكل حيكون خطير جدا» جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الوقت مساء 3 أغسطس - مثل هذا اليوم -1967 حين عقدت اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى اجتماعها برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر، ووفقا لمحضر الاجتماع المنشور فى الجزء الثالث من مذكرات سامى شرف، مدير مكتب عبدالناصر: «كان الحاضرون، الرئيس جمال عبدالناصر، زكريا محيى الدين، أنورالسادات، حسين الشافعى، على صبرى، المهندس محمد صدقى سليمان، عبدالمحسن أبوالنور، وقام بأعمال السكرتارية، عبدالمجيد فريد».
 
انعقدالاجتماع بعد أسابيع من نكسة 5 يونيو1967، ويعد محضره وثيقة شديدة الأهمية، حيث قام عبد الناصربنقد ذاتى شديد الوضوح لنظامه السياسى، ودعوته للآخرين لممارسة هذا النقد، وتصوراته لأن يكون هناك تعدد حزبى بدلا من الحزب الواحد القائم «الاتحاد الاشتراكى»، واستمرالاجتماع ليوميين متواصلين، من 3 أغسطس، حتى صباح 5 أغسطس 1967.
 
افتتح عبدالناصرالاجتماع بقوله: «إحنا حنبحث النهاردة موضوع من أهم الموضوعات، علشان كده أنا طلبت من عبدالمجيد فريد إنه مايعملش جدول أعمال للجلسة، وما سنناقشه أهم بكثير من جميع الموضوعات التى سبق بحثها من قبل.. اللى عايز أقوله إننا لازم نُقيم نظام الحكم الذى نتبعه، لأننى أعتقد من متابعة الأحداث اللى جرت أخيرا وبعد تحليلها بدقة لم يكن لدينا نظام سليم».. أضاف: «علينا واجبين.. الأول: أن نبحث عن نظام جديد «system» جديد لنا»..الثانى: أن نحدد الأخطاء الرئيسية الموجودة فى البلد دلوقتى ونشوف إزاى نصلحها، اللى بيتقال فى البلد دلوقتى إن إحنا بناكل بعضنا..النظام بياكل نفسه.. والمستقبل بهذا الشكل حايكون خطير جدا.. لذلك أنا من رأيى إننا نعمل على تغيير النظام «syste m» للى إحنا ماشيين عليه لأنه لازم فيه غلط، والمعروف إن نظام الحزب الواحد تحدث فيه ديما صراعات فى قمته على السلطة، وعندنا الكثير من الأمثلة فى العالم آخرها ما حدث فى الصين مثلا، وهو مثال واضح»، توقع عبدالناصر بأنه سيموت مبكرا وكان عمره 49 عاما.. قال: «أنا شايف إنه لم يبق فى عمرنا أكثر من عشر سنين، وخصوصا ليٍ مع المرض اللى عندى ومع الضغط والجهد اللى باتعرض له..لذلك أنا شايف ضرورة تغيير نظامنا بحيث لا يسمح النظام الجديد لشخص واحد أو لشلة غير واعية أو جاهلة سياسيا أن تحكم البلد..البلد اللى أعطتنا ثقتها المطلقة بلا حدود.. طبعا التغيير اللى أقصده لايمس اتجاهنا الاشتراكى، لإننا فى الحقيقة إحنا نكاد نكون انتهينا من التطبيق الاشتراكى فى أغلب القطاعات، باستثناء قطاع المقاولات وقطاع التجارة، بعد كده يبقى عملنا مركز أساسى على خطط التنمية اللى بنحطها ومتابعة تنفيذها بعد كده».
 
علق على صبرى: «المهم فى حركتنا اللى جايه إننا نحافظ على ما حققناه من مكاسب وإنجازات».. قال صدقى سليمان: «أرجو طالما بنقيم كل الأمورأن نوضح الصورة كويس بشأن القطاع العام، والقطاع الخاص ومجالات كل منهما والعلاقة بينهما».. وقال زكريا محيى الدين: «أنا عايز أعرض رأيى بشىء من التفصيل، خاصة أنى حسيت من حديث الريس النهاردة أن الصورة تبلورت فى ذهنه أكثر من أى مرة سابقة.. أنا باعتبر أن يوم 9 يونيو 1967 يوم تاريخى، وفى نفس الوقت يوم تحول رئيسى لثورة 23 يوليو، واللى قاله الرئيس دلوقتى يعتبر بعد نظر وتفكير عميق يوصلنا إلى طريق السلام اللى بننشده لهذا البلد، وفى نفس الوقت ما حدش ينكر أن الثورة حققت وأتمت فى خلال الـ15 سنة اللى فاتت إنجازات ومكاسب كثيرة».
 
يضيف محيى الدين: «أما موضوع النظام اللى أشار له الرئيس، فالمعروف أن النظام المقفول له أسلوب معين فى الحكم، والنظام المفتوح له أسلوب آخر.. وممارستنا للحكم لم تكن على أسلوب النظام المفتوح، أو على النظام المقفول، وإنما كانت على طريق بين النظامين، ولكن بدون «SYSTEM»، أنجزنا الكثير فى الجهاز الحكومى، ولكن لم ننجح فى اتخاذ خطوات رئيسية فى الجهاز الشعبى، ولو أعدنا النظر فى ظروف بلدنا حنلاقى إنه من الصعب علينا حتى من الناحية الجغرافية أن نتبع النظام المقفول.. إذن فالنظام المفتوح هو الأنسب، والأصلح لنا ولاسيما أنه يسمح للفرد بأن يكون شخصيته هى أساس المجتمع، وعندما نقر اتباع النظام المفتوح يمكن أن نحدد أسلوب تأمين الفرد فى هذا النظام، سواء كان هناك حزب واحد أو حزبين أو أكثر، ويمكن أيضا أن نضع حدود لأمن المجتمع يتضمنه الدستور فى نصوصه».
 
يضيف محيى الدين: «فى الناحية الاقتصادية لن يمكننا فى القطاع العام أن نوفر العمالة الكاملة لجميع الأفراد، فلذلك يجب أن نسمح للقطاع الخاص بأن يمارس نشاطه بقدر أكبر ليشارك فى تحمل مسئولية تشغيل العمالة، كما سيكون مكانا احتياطيا يعمل فيه من قد يفصلوا من القطاع العام، أما عن نظام الشلل فهو أمر حتمى فى جميع المجتمعات سواء كان نظاما مفتوحا أو نظاما مقفولا»، واستمرت المناقشات حتى صباح اليوم التالى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة