رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط: التعاون بين الدول الصناعية السبع وفى مقدمتها كيفية مواجهة قضية الإرهاب.. ضرورة ملحة

السبت، 24 أغسطس 2019 11:41 ص
رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط: التعاون بين الدول الصناعية السبع وفى مقدمتها كيفية مواجهة قضية الإرهاب.. ضرورة ملحة عبد الرحيم على
باريس – خاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- عبد الرحيم على يدعو أوروبا وقادة العالم لتعزيز التعاون الأمنى والسياسى والاقتصادى فى مواجهة الإرهاب ومموليه

-  وينبه لخطورة مواقف بعض الدول الأوربية التى تمنح حق اللجوء لقيادات الإخوان ويفتح إعلامها أبوابه للإرهابيين القتلة 

-  ويؤكد: توحيد المفاهيم بات ضرورياً بين أوروبا وأفريقيا حتى نمنع الإرهابيين والعنصريين وناشرى الكراهية من الاستفادة من التناقضات

 
عقد مركز دراسات الشرق الأوسط، ندوته الشهرية، اليوم السبت، فى مقره بالعاصمة الفرنسية "باريس"، حول "حقوق الإنسان" ومحاولات الجماعات الإرهابية توظيفها سياسيًا لصالحها، واستخدامها كذريعة فى وسائل الإعلام الغربية، لضرب استقرار الدول، وتنفيذ مخططاتهم الإرهابية.
 
وافتتح الندوة الدكتور عبد الرحيم على رئيس المركز بكلمة، جاء فيها: "إننا نجتمع اليوم بمقر مركز دراسات الشرق الأوسط بالعاصمة الفرنسية "باريس" على هامش مؤتمر قمة الدول الصناعية السبع الذى يبدأ أعماله اليوم فى "بياريتز" ويستمر حتى يوم الاثنين 26 أغسطس". 
 
ويشارك فيه بجانب قادة الدول السبع عدد من قادة الدول الذين يؤمنون بذات القيم التى تؤمن بها أوروبا مثل الديمقراطية والحرية، وضرورة التعاون الدولى فى مجال مكافحة الإرهاب والتمييز العنصري.
 
وينعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار مكافحة "أوجه انعدام المساواة باعتبارها مسألة تتعلق بالعدالة".
 
وتحت هذا الشعار العريض حددت فرنسا باعتبارها رئيس المجموعة فى هذه الدورة 5 أولويات رئيسية مطروحة للمناقشة وهي:
1- مكافحة أوجه انعدام المساواة فى المصير، من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة.
2- تقليص أوجه انعدام المساواة البيئية من خلال حماية كوكب الأرض بفضل التمويل المخصص للأنشطة المناخية والانتقال البيئى المنصف الذى يركّز على صون التنوّع البيولوجي.
3- اغتنام الفرص التى يتيحها المجال الرقمى والذكاء الاصطناعى على نحو أخلاقى محوره الإنسان.
4ـ العمل من أجل إحلال السلام ومكافحة التهديدات الأمنية والإرهابية التى تزعزع أسس مجتمعاتنا. 
5- تجديد الشراكة مع القارة الأفريقية على نحو يتّسم بقدر أكبر من الإنصاف.
وأضاف عبد الرحيم على قائلاً: انطلاقا من الأولويتين الأخيرتين، المتعلقتين بمكافحة الإرهاب والتعاون مع دول أفريقيا ستكون مداخلتى فى ندوة اليوم.
 
وفيما يخص الإرهاب وضرورة التعاون الدولي، فإن قضية التعاون والتنسيق والحوار الدائم والمتصل بين الدول الصناعية السبع وبين دول أفريقيا بل وآسيا حول القضايا والمشكلات المشتركة، وفى مقدمتها كيفية مواجهة قضية الإرهاب، لهى واجب اللحظة .
 
فقد استفاد الإرهابيون وممولوهم كثيراً من التناقضات السياسية والخلافات الأيديولوجية بين المحاور الدولية العالمية والإقليمية، فى عالمنا المعاصر .
 
على سبيل المثال، بينما كان الوطن العربى يعانى من انتشار العمليات الإرهابية فى ثمانينات وتسعينيات القرن الماضى والتى كانت تطال أجهزة الأمن والمنشآت السياحية والمواطنين الأقباط فى مصر على سبيل المثال، كانت بعض البلدان الأوروبية كبريطانيا يعتبرون هؤلاء الإرهابيين مناضلين من أجل الحرية، وفى أقل التوصيفات هم "معارضة مسلحة"، يفتح لهم مجال اللجوء السياسى وتقام لهم المؤتمرات وتعقد من أجلهم جلسات الاستماع فى المجالس النيابية المنتخبة، ومجلس العموم البريطانى مثال صارخ على ذلك، كما تجرى معهم الحوارات الصحفية والتليفزيونية ليقدموا وجهات نظرهم الخاصة بتكفير الحكومات والمختلفين عنهم دينيا او عقائديا. 
 
وإلى الآن، للأسف الشديد، مازالت بعض الوسائط الإعلامية الكبرى، BBC على سبيل المثال، تطلق على الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة المصرية فى سيناء مصطلح (المسلحون) فى تغطيتها الصحفية للأحداث، بينما لو قام إرهابى واحد بطعن مواطن بريطانى فى لندن بسكين، أو قاد سيارة لدهس مجموعة من البريطانيين يطلقون علية مسمى (الإرهابي)، فى تناقض واضح تستغله الجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ.
 
على الجانب الآخر من الصورة، عندما يدعو البعض إلى قمع المرأة وإشاعة مناخ الكراهية ضد الآخر المختلف دينيا ويدعو إلى استهجان واحتقار الفنون والموسيقى وتحريمها باعتبارها تتعارض مع معتقداته الدينية، وهى كلها أولويات وضعتها قمة الدول السبع لمناقشة كيفية مكافحتها، كما إنها تعتبر ضمن جرائم الكراهية والتمييز العنصرى فى كل أوروبا.
 
بينما نجد كتابا كباراً يكتبون فى كبريات الصحف الأوروبية، يعتبرون قادة التنظيم الدولى للإخوان والتنظيم نفسه، الذى يؤمن بمجمل تلك الأفكار العنصرية، "مناضلين من أجل الحرية"، تفتح لهم أبواب البرلمانات والمراكز الحقوقية ليعرضوا بضاعتهم تلك أمامها.
 
إن توحيد المفاهيم فى هذا الإطار بات ضرورة اللحظة بين دول أوروبا القوية وبلداننا فى القارة السمراء "أفريقيا"، حتى نمنع الإرهابيين ودعاة الأفكار العنصرية وناشرى الكراهية من الاستفادة من تلك التناقضات.
 وقال عبدالرحيم على: إن هناك نقطة ثانية أود أن أتحدث فيها إليكم تتعلق بكيفية تحرك الإرهاب فى عالم اليوم، حيث يستغل الإرهابيون فقدان الدولة (أى دولة) لسيطرتها الأمنية على منطقة ما ووجود فوضى سياسية وأمنية فى تلك المنطقة للتمركز فيها واعتبارها نقطة انطلاق للتخطيط لعملياتها الإرهابية، والعراق وليبيا مثال واضح على ذلك.
 
وللأسف الشديد، عندما بدأ ما أسماه البعض بالربيع العربي، وتحمس الأوروبيون له، قلنا لهم آنذاك أن المقصود من هذا الربيع هو صناعة مناطق واسعة تعج بالفوضى، لتصبح بيئة صالحة لنمو الجماعات الإرهابية، وسيطرة الإسلاميين على السلطة بما يعطى قوة وزخم لأفكار الكراهية والتمييز العنصري.
 
وطلبنا منهم أن يتريثوا قليلاً فى الحكم على تلك الظاهرة ودعمها إلا أنهم كانوا متشبعين برؤية بعض الكتاب الغربيين، الذين كانوا يعتبرون تلك القوى المسيطرة على الربيع العربى آنذاك "مناضلين من أجل الحرية".
وبالفعل ظهر تنظيم داعش كنتيجة طبيعية لذاك الربيع العربى وتوغل فى المنطقة العربية، واستهدف بعد ذلك عدداً كبيراً من المدن الأوروبية، وأوقع خسائر فادحة.
 
أن التعاون الدولي، وليس فقط الأوروبي- الأفريقى لمكافحة تلك الظواهر بات ضرورة قصوى فى تلك المرحلة من تاريخ البشرية، وخاصة فيما يتعلق بمكافحة ظاهرة الإرهاب وتمويله، وبالتحديد عبر اتخاذ عدد من الخطوات المهمة منها :
1- تعزيز التعاون الاستخباراتى فى مجال تبادل المعلومات.
2- تعزيز التعاون الأمنى والعسكرى فى مجال مطاردة العناصر الإرهابية وإفقادها الملاجئ الآمنة التى تستخدمها عادة فى إعادة الهيكلة والانطلاق مرة اخرى.
3- تعزيز التعاون الاقتصادى والفنى خاصة فى مناطق الصراع مثل ليبيا واليمن وسيناء المصرية وتقديم الدعم الواسع لقوى الدولة التى تواجه الإرهاب الأسود ومموليه، بكافة الوسائل، لكى تحقق انتصارا نهائيا على تلك العناصر الإرهابية وتطارد مموليها بمساعدة دول اوروبا فى جميع انحاء العالم.
 
أعتقد أنه بدون هذه الخطوات الجادة، التى أتمنى على المجتمعين فى بياريتز من قادة الدول الصناعية الكبرى وضيوف المؤتمر، من قادة العالم وأفريقيا، أن يناقشوها ويتخذوا قرارات حاسمة بشأن تنفيذها.
 
وإلا فإننا سنكون أمام مشكلة حقيقية قد تنفجر فى وجة أية دولة فى العالم، فى أى لحظة.
 
واختتم عبدالرحيم على مداخلته بتوجيه الشكر  للسيدات والسادة الحاضرين فى الندوة.
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة