سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 أغسطس 1970.. عبدالناصر يواصل كشف أسرار ثورة يوليو للدروبى.. وشرف: «مازلت أحاول مع أبناء الصديق السورى أن يبحثوا فى أوراقه عن هذه اللقاءات»

السبت، 17 أغسطس 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 أغسطس 1970.. عبدالناصر يواصل كشف أسرار ثورة يوليو للدروبى.. وشرف: «مازلت أحاول مع أبناء الصديق السورى أن يبحثوا فى أوراقه عن هذه اللقاءات» جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصل جمال عبدالناصر حديثه للسفير السورى فى القاهرة، المثقف والمترجم الكبير سامى الدروبى الكشف عن أسرار ثورة 23 يوليو 1952..كان الدروبى من القريبين لقلب وعقل عبد الناصر، واختاره للحديث معه عن قصة الثورة، وأطلعه على رغبته يوم 14 أغسطس 1970 فى لقائهما بالمعمورة بالإسكندرية، وبدأ فى التنفيذ يوم 16 أغسطس، وواصل جلساته فى اليوم التالى 17 أغسطس–مثل هذا اليوم -1970.. راجع، ذات يوم، 14 و15 و16 أغسطس 2019ò.
 
كان السؤال الأول الذى طرحه عبدالناصر وأجاب عليه هو: ثورة 23 يوليو 1952.. لماذا؟ كيف؟ أين نحن الآن؟ إلى أين؟، وبعد أن تحدث عن أنه كان لابد من تغيير جذرى فى الخريطة الاجتماعية لمصر التى وصلت إلى أقصى انحدار لها سنة 1952، رأى أنه لو طرح قضية التحول الاجتماعى أو قضية الانتماء القومى العربى لما قامت الثورة، وطرح القضايا التى كانت مطروحة أساسًا، ومحل اتفاق وطنى وهى الملك وحاشيته، والاستعمار الإنجليزى والوجود العسكرى الأجنبى على تراب الوطن، والفساد، والإقطاع، وسيطرة رأس المال على الحكم والأحزاب.
 
قال عبدالناصر للدروبى، إن التركيبة التى كانت تطالب بهذه القضايا كانت فى حقيقتها غريبة»، موضحا: «كان فيه عناصر يمينية، ويسارية، كان فيه إخوان مسلمون، كما كان هناك شيوعيون،  وناس لهم فكر باتجاهات معينة، وآخرون لايفكرون فى شىء إلا حاجة واحدة فقط هى طرد الإنجليز من مصر، وناس انحصر اهتمامهم وتفكيرهم فى طرد الملك، وتصفية الأحزاب، وناس كانت مؤتلفة معنا وهى تنفذ مخططا محددا يحقق أهداف تنظيمات كانوا مرتبطين بها، وكان هدف هذه التنظيمات هو احتواء الثورة والاستفادة بنتائج التحرك لهذه التركيبة لتحقيق أهدافهم التى كانوا فى ذلك الوقت لايستطيعون تحقيقها بمفردهم.
 
يضيف عبدالناصر: «الغريب أنه كانت هناك عناصر معروفة فى الجيش بأنها عناصر فاقدة، وهى كلمة فى القاموس العسكرى وتعنى أن الشخص الفاقد لا يهمه أن يقوم بأى عمل أو تحرك دون أن يحسب الحسابات السليمة التى توصله إلى بر الأمان، ولكن يجازف بالمشاركة فى أى عمل مادام هو مقتنع به بغض النظر عن النتائج بالمكاسب أو الخسائر، ومن ناحية أخرى هناك عناصر تعتبر فاقدة من زاوية أخرى، وأعنى بها شخص لايكون سويا أو يكون سلوكه فيه بعض الشوائب، يقامر أو يعاقر بعض الأعمال التى يرفضها المجتمع.. وهذا ساعد إلى حد ما فى التعمية، وتحقيق عنصر المفاجأة.
 
انتقل عبدالناصر فى حديثه للدروبى إلى الأشخاص، ومواقفهم وانتماءاتهم الفكرية، وفقًا لشرف، متذكرًا: «بدأ فى تحليل شخصية أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأهم عناصر الصف الثانى.. كان يسرد ويتكلم عنهم فردا فردا دون أن ينسى أيا منهم، وكان فى حديثه يرتبهم وفق كل مجموعة مع بعضها مرتبة بالأقدمية، وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح أمامه، وكانت عناصر تقييمه تتم على الوجه التالى: فلان، اسمه بالكامل، تاريخ ميلاده ونشأته، أسرته وتركيبتها الاجتماعية، تفكيره، وبمن أو بماذا يتأثر انتماؤه الفكرى، انتماؤه الطبقى، آماله وطموحاته، قدراته الحقيقية ومداها، مواقفه فى الأزمات، دوره فى القوات المسلحة،  دوره فى الثورة، التغييرات التى طرأت على شخصيته بعد نجاح الثورة، إمكانياته بعد إتمام دوره، الأمل فى المستقبل وما يرجى، أو لا يرجى منه، الاستنتاج».
 
يعلق شرف: «كان واضحا فى سرده وتحليله، صادقا فى التقييم، لم يدخل انطباعاته الشخصية بالنسبة للجميع بدون استثناء».. يتذكر شرف: «كانت الساعة تجاوزت الرابعة ولم نحس بمرور الوقت، وكأنها دقائق مرت سريعا، وتناولنا بعد ذلك طعام الغذاء العادى وكان عبارة عن أرز وفاصوليا خضراء وقطع من اللحم ثم الفاكهة».
 
يكشف «شرف معلومة مهمة يقدمها كملاحظة خلال سرده للقاء عبد الناصر والدروبى.. يقول نصا: تقييم الرئيس جمال عبدالناصر لأعضاء مجلس قيادة الثورة، ورجال الصف الثانى مدوَن عندى بالتفصيل، وهو محفوظ فى مكان أمين للوقت المناسب الذى أرى أنه بعد وفاتى سيتولى أبنائى وضعه تحت تصرف المسؤولين فى الدولة.. يتذكر: اضطرتنى الظروف والأحداث التى توالت بعد اللقاء إلى العودة للقاهرة، ولم أحضر باقى الجلسات».. يذكر شرف أنه فى نفس الوقت كان هناك لقاء مهم لم يحضره بين عبدالناصر والدبلوماسى الغينى ديالو تيللى وهو أول أمين عام لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1964، وشغل منصبه حتى عام 1972، وتوفى 1 مارس 1977 «مواليد 1925».
 
يؤكد شرف: «للأسف فإن هذه اللقاءات من اللقاءات النادرة التى لم تسجل».. يكشف: «حاول الدروبى وأنا أن ندون تفاصيل مادار فى اللقاءات بعد رحيل عبدالناصر» 28 سبتمبر 1970، لكن الأحداث والتطورات حالت دون إتمام هذه المهمة.. ودخلت أنا السجن «15 مايو 1971»،  ورحل الصديق سامى الدروبى إلى جوار ربه 1 فبراير 1976» وكان عمره 55 عاما «مواليد حمص 1921».. يؤكد شرف: حاولت ومازلت أحاول مع أبناء الدروبى أن يبحثوا فى أوراقه التى دون فيها هذه اللقاءات، كما ذكر هو لى ذلك». 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة