صور.. "مقياس النيل" فى أسوان صار أثرًا مهجورًا.. أثريون لـ"اليوم السابع": تاريخه يعود إلى 7 آلاف سنة.. القدماء المصريون أنشئوه للتنبؤ بموسمى الفيضان والجفاف.. ويطالبون بوضعه على خريطة السياحة العالمية

الأحد، 28 يوليو 2019 04:00 م
صور.. "مقياس النيل" فى أسوان صار أثرًا مهجورًا.. أثريون لـ"اليوم السابع": تاريخه يعود إلى 7 آلاف سنة.. القدماء المصريون أنشئوه للتنبؤ بموسمى الفيضان والجفاف.. ويطالبون بوضعه على خريطة السياحة العالمية
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاشك أن المصرى القديم كان يقدس الحياة ويزيد من الاهتمام بمقومات المعيشة فيها وخاصة نهر النيل الذى ارتبطت حياة القدماء المصريين بالنيل ارتباطاً كبيراً واستقروا على ضفاف الوادى واشتغلوا بالزراعة منه واستفادوا منه كثيراً فى المأكل والمشرب، واتجه بهم تقديس النهر إلى عبادته وأطلقوا عليه "إله النماء" و"حابى" ويقدمون القرابين له حتى يستمر فى سريانه ويواصل فيضانه دون جفاف أو جدب.

مقياس النيل بأسوان (3)
مقياس النيل بأسوان

ومن هنا أنشأ القدماء المصريون ما يسمى بـ"مقياس النيل" لقياس ارتفاع المياه فى النهر وتحديد هذا القياس يفيد فى تحديد الضرائب على الفلاحين المزارعين بالإضافة إلى حساب معادلات مواسم الزراعة والحصاد، وظلت هذه المقاييس للنيل فى دائرة اهتمام المصريين القدماء وأحفادهم، ورغم الأهمية التاريخية لمقاييس النيل إلا أن هذا الأثر المهم، يعد مهجوراً ولا يلقى الضوء عليه فى كونه أحد المزارات السياحية المهمة داخل محافظة أسوان.

السلم المؤدى لمقياس النيل
السلم المؤدى لمقياس النيل

الأثرى نصر سلامة، مدير عام منطقة أثار أسوان السابق، أشار إلى الأهمية التاريخية لمقاييس النيل وخاصة تلك الموجودة فى جزيرة الألفنتين بمدينة أسوان، والتى يعود تاريخها إلى نحو 7 آلاف سنة مضت، موضحاً بأنهما عبارة عن "مقياسان" للنيل أحدهما فى معبد "خنوم" والآخر فى معبد "ساتيت"، وكان الأول على شكل حوض مربع، بينما الثانى كان ذا طراز معمارى تقليدى حيث كان على شكل بيت ذى سلم منحدر إلى النهر مع فتحات فى الجدار للقياس.

جزيرة إلفنتين
جزيرة إلفنتين

وأضاف "سلامة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ارتفاع منسوب مياه النيل يؤدى إلى الفيضان، وانخفاض منسوب مياهه يؤدى إلى الجفاف، وكلاهما كان يعنى كارثة، فكان لابد من التفكير فى قياس منسوب النيل، والتنبؤ به حتى يتم تحديد مصير البلاد، فالشخص الذى استطاع قراءة مقياس مياه النيل امتلك معرفة كنوز مصر الأكثر قدسية، حتى أن التنبؤ بالمطر قبل سقوطه كان عاملا أساسيا، وذلك لتحديد الضرائب المفروضة على المزارعين، واستخدمت حتى القرن الـ20 وعندما تم بناء السدود فى أسوان وضع حد لفيضان النيل السنوى وأصبحت بذلك مقاييس النيل شيئا ماضى.

لافتة لمقاييس النيل
لافتة لمقاييس النيل

الدكتور أحمد صالح، الخبير الأثرى، قال لـ"اليوم السابع"، أن حياة المصرى القديم اعتمدت بشكل أساسى على مقومات المعيشة وكان أبرزها نهر النيل، موضحاً بأن مقياس النيل الموجود فى أسوان يتكون من مجموعة من السلالم التى تنتهى فى انحدارها إلى مياه النيل، مع علامات تحدد عمقها على طول الجدران، لافتاً إلى وجود قناة تؤدى إلى ضفة النهر وتمتد لمسافة طويلة لتغذية الآبار، وتقع هذه الآبار فى داخل جدران المعابد حيث يسمح فقط للكهنة والحكام بالوصول إليها.

مقياس النيل بأسوان
مقياس النيل بأسوان

وأوضح "صالح"، بأن أهمية مقياس النيل بمدينة أسوان ترجع إلى موقعها الذى يعد أول موقع لتسجيل بداية الفيضان السنوى، انتقلت مقاييس النيل من مصر القديمة إلى الحضارات اللاحقة، إذ استخدمت حتى القرن الـ20 ثم أصبحت شيئاً من الماضى، مشيراً إلى أن مقياس النيل الذى يقع بجانب جزيرة ألفنتين يرجع تاريخه إلى العصر الرومانى ذو طراز معمارى تقليدى.

مقياس النيل بأسوان (2)
مقياس النيل بأسوان

وطالب الخبير الأثرى، بضرورة الاهتمام بهذه الآثار الموجودة داخل أسوان ووضعها على خريطة السياحة العالمية، نظراً لاهتمام كثير من السائحين الأجانب بتفاصيل الحياة المصرية القديمة وجوانب معيشتهم.

 
جزء من السلم المؤدي الي المقياس
جزء من السلم المؤدي الي المقياس
 
 
مقياس النيل بأسوان (1)
مقياس النيل بأسوان

 

مقياس النيل بأسوان (4)
مقياس النيل بأسوان

 

مقياس النيل بأسوان (5)
مقياس النيل بأسوان









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة