سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 يوليو 1960.. الإرسال التليفزيونى يبدأ لأول مرة فى القاهرة ودمشق وحلب السابعة مساء

الأحد، 21 يوليو 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 21 يوليو 1960.. الإرسال التليفزيونى يبدأ لأول مرة فى القاهرة ودمشق وحلب السابعة مساء عبد القادر حاتم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة السابعة مساء يوم 21 يوليو مثل هذا اليوم 1960 حين بدأ إرسال «التليفزيون العربى» فى مصر وسوريا فى وقت واحد، حسبما يذكر الدكتور عبدالقادر حاتم، وزير الإرشاد القومى «الإعلام» وقتئذ فى مذكراته، تقديم وإعداد: إبراهيم عبدالعزيز، مضيفا: «بدأ الإرسال بآيات من القرآن الكريم ثم قمت بإذاعة أول بيان: بسم الله الرحمن الرحيم.. نفتتح اليوم من مبنى التليفزيون العربى بالقاهرة ودمشق وحلب، أول الإرسال، ونتعلق لسماع خطاب رئيس الجمهورية فى ذكرى 23 يوليو 1960، وسنذيع بثلاث لغات وسيصير هذا التليفزيون عملاقا، وستكون مهمته نشر الثقافة والأدب والفن والبرامج الدينية والإخبارية والرياضية».
 
كانت مصر وسوريا وقتئذ فى دولة الوحدة باسم «الجمهورية العربية المتحدة»، وبدأت من 21 فبراير 1958 إلى 28 سبتمبر 1961، ولهذا كانت لحظة بدء بث الإرسال التليفزيونى واحدة فى القاهرة ودمشق وحلب، ووفقا لمجلة الإذاعة فى عددها التذكارى الصادر فى شهر يوليو1987 بمناسبة الاحتفال بالعيد السابع والعشرين لإنشاء التليفزيون، فإن الإرسال بدأ بنقطة ضوء مبهرة برقت فى منتصف الشاشة المظلمة، وسرعان ما شملت هذه النقطة كل الشاشة، ليظهر على الشاشة النسر شعار مصر، ثم انطلقت موسيقى السلام الجمهورى «والله زمان ياسلاحى» لحن كمال الطويل وكلمات صلاح جاهين وغنته أم كلثوم أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ثم ظهر على الشاشة الشيخ محمد صديق المنشاوى شيخ المقرئين المصريين  يتلو آيات من القرآن الكريم، ثم ظهر المذيع الكبير صلاح زكى كأول مذيع تليفزيونى ليعلن مولد التليفزيون العربى، ويعلن أيضا عن إذاعة خارجية من مقر مجلس الأمة «النواب» لنقل خطاب الرئيس جمال عبدالناصر بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الثامنة لثورة 23 يوليو1952.
 
قبل وبعد نقل خطاب عبدالناصر أذاع التليفزيون عددا من الأغنيات الوطنية منها أوبريت «وطنى حبيبى الوطن الأكبر» كلمات أحمد شفيق كامل، وتلحين محمد عبد الوهاب، وغناء عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وشادية ووردة وصباح وفايدة كامل، وأغنية «حكاية شعب» غناء عبدالحليم حافظ، كلمات أحمد شفيق كامل، تلحين كمال الطويل.. كانت المذيعة «همت مصطفى» تقوم بفقرات الربط، وكان ذلك الافتتاح التجريبى الأول الذى توقف فى اليوم التالى، ويبدأ البث البرامجى من يوم 23 يوليو 1960.
 
كان الوصول إلى هذه اللحظة تتويجا لجهود سابقة، يذكر عبدالقادر حاتم جانبا منها، قائلا إنه عندما عرض فكرة إنشاء التليفزيون فى مجلس الوزراء فوجئ بمعارضة من الوزراء ولكل وزير حجته ومبرراته، وأنه وسط هذا الاتجاه المعارض أعطاه جمال عبدالناصر الكلمة، وقال له: «رد على هذا الكلام».
 
يذكر «حاتم» أنه رد على كلام الوزراء المعارضين قائلا: «يجب أن ننشئ التليفزيون لأنه سيعلم الشعب ويثقفه، ويعمل على محو الأمية بين جميع فئات الشعب وطبقاته من خلال نشر وتوزيع أجهزة التليفزيون فى الشوارع والأندية والمقاهى والبيوت، وسأجعله فى متناول كل مواطن، وسنقدم من خلاله أسس الأخلاق الفاضلة والسلوكيات السليمة وسأبدأ الإرسال التليفزيونى وأنهيه بالقرآن الكريم، وسأذيع الآذان وأنقل صلاة الجمعة والأعياد، وكذلك بالنسة للإخوة المسيحيين سأنقل شعائر صلواتهم، وسأقدم تفسيرا للقرآن الكريم على لسان كبار العلماء بدلا من الدعاة فى الجوامع وهم أحيانا يقدمون الإسلام تقديما خاطئا».
 
يضيف «حاتم»: «بالنسبة للفلاح فهو ينتج ستة أرادب قمح فى الفدان فسنعلمه من خلال التليفزيون الأساليب الحديثة فى الزراعة لينتج 25 إردبا، كما يحدث فى المكسيك التى تتبع أنظمة الزراعة الحديثة، وحتى فدان القصب فى الصعيد الذى يستهلك 20 مترا مكعبا من المياه، فإذا شرحنا للفلاح نظم الرى بالتنقيط وزراعة البنجر بجواره الذى لا يستهلك مياها كثيرة، فإننا نكون حققنا زيادة فى الإنتاج ونوعنا الإنتاج ولم نستهلك المياه الكثيرة، أما بالنسبة لصناعة التليفزيون فسنبدأ بتجميع هذه الأجهزة أولا وعند زيادة الطلب عليه سنوجد صناعة كبيرة للتليفزيونات».. يضيف حاتم: «سألنى عبدالناصر فى الاجتماع: سنعطيك مائتى ألف جنيه.. هل ستكفيك؟.. قلت: «تكفينى لأبدأ مشروعا صغيرا سأعمل على استكماله، وحصلت على 200 ألف ثم أعطانى وزير الاقتصاد عبد المنعم القيسونى 400 ألف جنيه».
 
يتذكر «حاتم»: «كانت هناك فكرة لإقامة التليفزيون بميدان التحرير فى حضن مجمع التحرير لكننى رفضت الفكرة، وقلت إننى أريد أن أقيم التليفزيون على شاطئ النيل ليكون هرما ثقافيا رائعا لمصر»..يؤكد «حاتم»: «حتى 10 يناير 1960 لم تكن هناك طوبة واحدة بنيت، ولكن بالعمل والعلم والصبر والتخطيط السليم استطعنا أن نختصر عمل خمس سنوات فى سبعة أشهر، وما زلت أذكر أول يوم لإرسال التلفيزيون حين وقفت داخل كشك خشبى ألقى كلمتى والعمال من جانبى يستكملون أعمال البناء، وقد وصلت إلى هذا الكشك بواسطة سقالة». 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة