بذكرى رحيل سعاد حسنى.. لماذا تفوقت على الجميع؟ كتاب العندليب والسندريلا يرد

الجمعة، 21 يونيو 2019 04:44 م
بذكرى رحيل سعاد حسنى.. لماذا تفوقت على الجميع؟ كتاب العندليب والسندريلا يرد سعاد حسنى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو ظهرت فى العصور القديمة، لاتخذوها آلهة للجمال والحب، ورمزا أبديًا للأنوثة، مثل أفروديت إلهة الحب فى اليونان أو عشتار فى العراق.
 
أنها  الساحرة سعاد حسنى التى ما إن أطلت على الشاشة الفضية للمرة الأولى حتى أخذت موضعها الخاص فملكت قلوب الجميع، وعجزت كل الأساطير على توصيفيها، وصارت السندريلا الحالمة، والمعبودة الكبيرة على عرش الفن.. سعاد حسنى، الشقية الجميلة، سندريلا السينما، جميلة جميلات "برج الدلو"، فتاة أحلام الجميع، وربة الجمال والأنوثة والخفة الأولى فى سماء السينما العربية، الوحيدة التى طالما تعجز وتعجز أمامها الكلمات على توصيف، وكأنها لم يخلق مثلها أبدا.
 
اليوم تمر الذكرى الـ18، على رحيل جميلة جميلات السينما، وآلهة الفن، ومعبودة الجماهير، السندريلا  سعاد حسنى، ففى 21 يونيو من عام 2001، كانت الصدمة التى هزت أوساط السينما، فقدان السندريلا، التى غابت ولكنها لم تغيب ذهبت سعاد حسنى، لكنها ظلت متربعة على قلوب الجميع.
 
ربما لم تكن أكثر نجمات جيلها جمالا، أو إغراء، لكنها وحدها استطاعت أن تتفوق على الجميع، وتبقى طالما بقيت السينما والفن، ويبقى السؤال: لماذا السندريلا الوحيدة التى استطاعت أن تسرق القلوب وتسلبها رونقها وتجلب عليها متاعب العاشقين ووولع الهائمين.
 
يقول الكاتب والناقد أشرف غريب، فى كتابه "العندليب والسندريللا: الحقيقة الغائبة" كانت سعاد حسنى حقا هى الأقرب إلى النموذج الوسطى الذى تحتاجه السينما فى هذه المرحلة التى ظهرت بها، فهى مراهقة طبيعية فى "إشاعة حب" وشقيقة مألوفة فى "البنات والصيف"، وزوجة اعتيادية فى "مال ونساء" ولكنها منحرفة فى "القاهرة 30" وقاتلة فى "شىء من العذاب" ومتقلبة دائما فى كثير من الأفلام"، ثم هى مثلا ليست بريئة تماما فى "الأشقياء الثلاثة" ولا مذنبة كاملة فى "بئر الحرمان".
 
كما أنها وبحسب "غريب" أيضا، ليست بنقاء فاتن حمامة ومريم فخر الدين، ولا بتوحش شخصيات برلنتى عبد الحميد وهدى سلطان، ولا بتدلل وإغواء هند رستم، وإنما إلى الشخصيات الرمادية الخيرة بطبيعتها، لكن ضعفها الإنسانى أو الظروف المحيطة قد يدفعانها إلى الحياد عن العرف أو المألوف، وحتى بين قريناتها من بنات جيلها كانت سعاد شيئا مختلفا، لم تستلم أو تستكن كحال شخصيات زيزى البدراوى وزبيدة ثرزت، ولم تتمدر أو تتفلسف مثل لبنى عبد العزيز، كانت متطلعة ومنطلقة ولك ببساطة ودون تكلف، لم تكن تبحث عن الحرية بمعناها التجريدى، كانت تبحث عن الحياة بمفهومها البسيط، لم تكن تفتش عن ذاتها بقدر ما كانت تريد أن تشعر بوجودها، وهذا كله فى توافق تام مع ملامح مصرية صميمة شكلا وروحا وقدرة عالية على التوظيف الدرامى لأدواتها كممثلة سواء بالتلوين الصوتى أو الأداء الحركى أو التعبير بالعين.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة