مضيق هرمز على برميل بارود.. أسواق النفط تدفع فاتورة الضغط على إيران والصراع فى الممر الاستراتيجى.. تأكيد تأمين المجرى الملاحى يضع على عاتق طهران مسئولية تحديد الجاني.. ترامب يتهمها ويؤكد: عاجزة عن تعطيل المضيق

السبت، 15 يونيو 2019 09:58 م
مضيق هرمز على برميل بارود.. أسواق النفط تدفع فاتورة الضغط على إيران والصراع فى الممر الاستراتيجى.. تأكيد تأمين المجرى الملاحى يضع على عاتق طهران مسئولية تحديد الجاني.. ترامب يتهمها ويؤكد: عاجزة عن تعطيل المضيق خامنئى
إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تطور دراماتيكى للأحداث فى مضيق هرمز الإستراتيجى الذى يربط الخليج العربى ببحر عمان، ذلك الممر المائى الضيق الذى يعد أمنه مهمة تشغل بال العالم كله، بعد الهجمات التى تعرضت لها ناقلتا نفط صباح الخميس الماضى ووجهت الإدارة الأمريكية أصابع الاتهام إلى إيران التى تطل عليه من الجهة الشمالية، ومع ارتفاع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران أصبح المضيق ورقة يستغلها الطرفان، فمن ناحية تهدد إيران بين الفينة والأخرى بإغلاقه للتخفيف من أثر العقوبات الأمريكية والتى تهدف لإرغامها على الدخول فى مفاوضات جديدة مع الرئيس دونالد ترامب، الذى ترى إدارته أن المضيق قد يصبح نقطة اشتعال لأى اشتباك بين البلدين، وأن أى تعطل في حركة إمدادات النفط التي تمر عبر هذا الشريان يمكن أن يتسبب في الفوضى بأسواق النفط.

بات السؤال الأبرز الأن هو: هل سيتحمل العالم وأسواق النفط العالمية الصراع فى مضيق هرمز ودفع ثمن محاولات إرغام إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة؟..

علينا نشير أولا الى أهمية المضيق والدور الذى يلعبه فى هذا الصراع، فرغم أنه ممر ضيق جدا لكن بقدر ضيقه هو أيضا أهم الممرات المائية في جنوب الخليج العربى يحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان، ويعتبر أكثر الممرات حركة للسفن، يقع به جزر قشم ولاراك الإيرانية، وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران.

 

مضيق هرمز
مضيق هرمز

ويبلغ عرض المضيق 50 كيلومترا و 33 كيلومترا عند أضيق جزء منه، وعمق المياه فيه 60 مترا، ويستوعب من 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميا، ويمر عبره ما يقرب من 40% من الإنتاج العالمي من النفط أي نحو 17.4 مليون برميل يوميا، ومعظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق تمر من خلاله.

وتدرك طهران أهميته الإستراتيجية للعالم، وهددت لأول مرة بإغلاقه والسيطرة على حركة الشحن فى عام 2008 في حال تعرضها للهجوم، ومع اشتداد العقوبات عليها كانت تلوح من وقت لآخر بتعطيل الملاحة فيه فى السنوات من 2012 وحتى 2015، ومع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى وإعادة فرض العقوبات المشددة عليها، عاد التلويح بورقة المضيق مجددا مع تصعيد التوتر بين قادة طهران والرئيس ترامب.

 

 

_107241817_1bf1f777-90a6-48b0-bf89-1cdafb5550bc
 
 

الصراع المستعر فى هذا المضيق تدفع ثمنه أسواق الذهب الأسود، فعقب حادث تفجير الناقلات فى بحر عمان، قفزت أسعار النفط 4%، وواصلت الأسعار الارتفاع وسجل  خام برنت 61.50 دولار للبرميل وسجل خام غرب تكساس الوسيط 52.66 دولار للبرميل، وسط تجدد مخاوف اضطراب الإمداد حال وقوع ما هو أكبر ليعطل هذا الممر، لكن يبدو أن الرئيس الأمريكى على قناعة كبيرة بأن تهديدات إيران بتعطيله هى أقوال فقط وليست أفعال، على نحو ما قلل من أهمية ذلك أمس، وقال فى مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية "إن مضيق هرمز لن يغلق في أعقاب الهجوم على ناقلتين للنفط في خليج عُمان وإن حدث فلن يستمر ذلك طويلا".

 

ناقلات النفط
ناقلات النفط

أما طهران فقد أرسلت إشارات متناقضة، ففى وقت هدد فيه الحرس الثورى بقدرته على اغلاقه الأشهر الماضية حال منعوا بلاده من تصدير نفطها، عاد مرة أخرى ليؤكد الرئيس حسن روحانى وعدد من المسئولين المحسوبين على تياره أنه لا مجال لإغلاقه، ويوم أمس أيضا خرج متحدث الخارجية عباس موسوى يقول إن طهران ترى أنها المسئولة عن تأمين المضيق وفى الوقت نفسه قال إن هناك أيادي خفية تريد تحقيق مصالحها فى الحادث، مراقبون يرون أن تصريحات الخارجية الإيرانية تضع على عاتق طهران تحديد الجاني فى حادث الهجوم على ناقلتي النفط إذا كانت هى المسئولة عن تأمين هذه المنطقة كما هى تؤكد وتنفى الضلوع فى الحادث الأخير، وفى الوقت نفسه تثار العديد من التساؤلات حول علاقتها بالحادث، ويعتقد مراقبون أن الإتهامات ستظل تلاحق طهران.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة