محمود جاد

المصريون والسوشيال ميديا.. رسائل حب للمحتل تعكس الكارثة

الجمعة، 03 مايو 2019 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اشادات مشفوعة بالدعاء، ورسائل شكر لا تنقطع دونها العشرات من المصريين على منشور حمل صورة المسجد الأقصى محاطاً بعمال نظافة مع تعليق عن استعدادات مكثفة لاستقبال شهر رمضان فى أولى القبلتين.. الصورة والمنشور للوهلة الأولى لا يعبران إلا عن احترام محل تقدير لرمز دينى، إلا أن البحث بين التفاصيل التى كثيراً ما لا تظهر لمن يحسنون النوايا، يكشف أنها منشور على صفحة إسرائيلية! 
 
الصفحة التى تحمل اسم "قف معنا بالعربية Stand with us Arabic" تأتى ضمن عشرات الصفحات التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية والتى لا يحمل كثيراً منها ما يشير صراحة إلى هويتها فى محاولة من تل أبيب لكسر الحاجز النفسى الذى يقف بينها ومحيطها العربى والإسلامى فى خريطة تضم داخل حدودها ممالك وجمهوريات وشعوب يفرقهم الكثير، إلا أن أكثر ما يجمعهم بخلاف الدين واللغة، هو العداء إلى إسرائيل حتى وإن بدت حدة ذلك العداء فى التراجع بعد ما عرف بثورات الربيع العربى.
 
ورغم عدم الإشارة الصريحة فى اسم الصفحة على فيس بوك إلى هويتها، إلا أن مضمونها يظل كاشفاً، بخلاف أن ضغطة بسيطة ـ لا يقم بها كثيرون ـ على الوصف الخاص بالصفحة تبين أن إسرائيل لا تخدع إلا من يستحق الخداع، والذين انساق غالبتهم فى الإشادة بالمنشور دون طرح أسئلة بديهية فى مقدمتها أين يقع المسجد الأقصى، ومن هم القائمين على كل ما يحيط بأولى القبلتين ؟! 
 
"قف معنا بالعربية"، تعكس الكثير.. فمن بين المعلقين على منشوراتها ربات بيوت، وشباب ورجال فى منتصف العمر ومئات ممن يجدون فى "السوشيال ميديا" بوابة غير مكلفة لمتابعة العالم ومشاهدة ما وراء البحار، فرغم أن من بين هؤلاء من يعلق وهو يعلم علم اليقين هوية الصفحة.. إلا أن تعليقات كثيرين تكشف أن قطاعاً لا يستهان به من المصريين يتعامل مع هذا الفضاء الإلكترونى بشكل يحتاج إلى وقفة وإعادة تفكير، ذلك لأن هذا القطاع الذى يرى فى محاولات إسرائيل لتجميل وجهها جهداً يستحق الشكر، لديه ـ بطبيعة الحال ـ القابلية لاستقبال معلومات مغلوطة والتعامل بوعى غائب مع الشائعات والأخبار المضللة عبر  صفحات ومنصات يقف ورائها الرعاة الإقليميين لسيناريوهات الفوضى، والتى تظل بهيئتها وآلية تعاملها مع الرأى العام المصرى أكثر خطورة من صفحة إسرائيلية لا يحتاج اكتشاف حقيقتها الكثير من الجهد.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة