صور.. "عطيات" 25 سنة خدمة بالحقول.. وتحلم بعلاج عينيها ومعاش

الأحد، 07 أبريل 2019 07:00 ص
صور.. "عطيات" 25 سنة خدمة بالحقول.. وتحلم بعلاج عينيها ومعاش عطيات محمد أبو العطى
الفيوم - رباب الجالى - أسامة طلعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف" هكذا تحسبها وهى تجلس يزيدها جلبابها وشالها الأسمر جمالا على جمالها وسط "عش أو كما تسميها خص" من "البوص" فى الأرض الزراعية، يداها مشققتان وفيهما إبرة وخيط من الصوف تغزل بهما طاقية وهى تميل رأسها التى تكاد تلمس يديها لتتمكن من الرؤية نظرة لإصابتها بمياه فى عينيها.

تقول عطيات محمد إحدى سيدات قرية السنباط بمحافظة الفيوم، إن زوجها توفى منذ 25 عاما متأثرا بإصابته بمرض الكبد وترك لها 4 بنات وغرفة وحمام هى كل ميراثهم فى الدنيا، وكانت شابة جميلة وقررت أن تكرس حياتها لتربية بناتها ولم يكن أمامها حل سوى العمل باليومية مثل الرجال بحقول أهالى القرية وكانت تعمل بكافة الأعمال وتعود فى نهاية اليوم بالطعام والشراب لبناتها، وحينما وجدت أن هذا لا يكفى تعلمت صناعة الطواقى الصوف وتقوم بعمل الطاقية وبيعها لأحد سيدات القرية التى تبيعها بالأسواق مقابل 5 جنيهات للواحدة والتى قد تستغرق منها أسبوعا كاملا.

ولفتت الأم المكافحة أنها تمكنت من تربية بناتها حتى تزوجن الأربعة ويعشن الآن فى بيوت أزواجهن وتعيش هى بمفردها تنتظر زيارتهن وتكافح لتكون مستعدة لهذه الزيارة، فقام أحد الأهالى بالاتفاق معها على أن تربى بقرة له وترعاها مقابل أن تأخذ لبنها وتبيعه وتأخذ نصف ثمن مولودها كل عام وبالفعل تعتمد عطيات على هذا فى ادخار نقود تكفى لشراء الطعام والشراب لها وأن تقوم بواجب ضيافة بناتها عند زيارتهن لها، وأن تستطيع أن تزورهن فى المواسم المختلفة وتحمل لهن "العشاء” مثل باقى سيدات القرية، حيث إنه لابد أن تزور الأم ابنتها المتزوجة فى المناسبات حاملة لها اللحوم والمطبوخات وحتى لا تشعر أن بناتها ينقصهن شىء عن بنات قريتها.

وعن يومها تؤكد عطيات أن يبدأ قبل آذان الفجر تستيقظ وتصلى وتذكر الله حتى إشراق الشمس تصطحب بقرتها إلى الأرض الزراعية لتى تقوم باستئجارها لإطعام البقرة وحتى تتمكن من الحصول على نسبة جيدة من اللبن منها وتجلس فى عشتها فى الحقل لإطعام البقرة عدة مرات خلال اليوم، وتستغل وقت جلوسها فى عمل الطواقى الصوف ومع أذان الظهر تصطحب بقرتها خوفا من حرارة الشمس وتعود للمنزل وتتناول وجبة الغذاء والتى قد تكون قطعة من الجبن الفلاحى وقطعة خبز وقد توجد واحدة من الطماطم تتناولها مع الطعام أم لا وفقا لغلاء سعرها، ومع آذان العصر تصطحب بقرتها مرة أخرى للحقل وتعيد ما فعلته فى الصباح حتى أذان المغرب ثم تعود لمنزلها وتحلب بقرتها وتصلى العشاء وتنام.

ولفتت عطيات إلى أن أبناء قريتها أخبروها عن معاش تكافل وكرامة وأمنيتها الوحيدة الحصول عليه وأن يتم علاج عينيها التى أصيبت فيها ولا تستطيع الرؤية إلا بالكاد وتتمنى أن تعرض على طبيب يعالجها وعمرة تطيب بها خاطرها بعد سنوات شقائها.

 

للتواصل ت 01112671290

IMG_20190220_153620_resized_20190404_070431330
 

 

IMG_20190220_153624_resized_20190404_070432755
 
IMG_20190220_153626_resized_20190404_070431872









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة