كلمة شاملة للسيسى فى افتتاح قمة "الحزام والطريق" بالصين.. الرئيس يستعرض الطفرة الصاعدة لمؤشرات الاقتصاد المصرى.. والقاهرة تتأهل كمركز إقليمى للطاقة.. ويرحب بتدشين شراكات جديدة وتعزيز القائمة مع الجانب الصينى

الجمعة، 26 أبريل 2019 07:13 ص
كلمة شاملة للسيسى فى افتتاح قمة "الحزام والطريق" بالصين.. الرئيس يستعرض الطفرة الصاعدة لمؤشرات الاقتصاد المصرى.. والقاهرة تتأهل كمركز إقليمى للطاقة.. ويرحب بتدشين شراكات جديدة وتعزيز القائمة مع الجانب الصينى الرئيس السيسى
كتب محمد الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن أهداف مبادرة الحزام والطريق تتسق مع جهود مصر لإطلاق عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، القائم على إنشاء مركز صناعى وتجارى ولوجستي، يوفر فرصاً واعدة للشركات الصينية، وللدول أطراف المبادرة، وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، وخاصة لتلك الدول التى تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، لاسيما فى المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا.
 
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس بالجلسة الافتتاحية للشق رفيع المستوى من قمة منتدى الحزام والطريق.
 
وأشار الرئيس السيسى، فى كلمته، إلى الطفرة الصاعدة للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى، وتطوير مصر من قدراتها على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، وبشكل يؤهلها لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، وخاصة فى ضوء ما يمثله موقعها الاستراتيجى على جانبى قناة السويس، من إمكانية نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والغاز، انطلاقاً من كون مصر مركزاً لحركة الشحن المتدفقة بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
 
كلمة شاملة للسيسى فى افتتاح قمة الحزام والطريق بالصين (1)
 
وفى بداية كلمته، تقدم السيسى بخالص الشكر للرئيس "شى جين بينج"، وللشعب الصينى الصديق، على ما لمسه من حفاوة الضيافة والاستقبال، كما قدم التهنئة للرئيس الصين على اقتراب احتفالهم بمرور 70 عاماً على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، والتى كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تُعلن اعترافها بها.
 
وقال الرئيس إن تواجده معهم اليوم، فى زيارته السادسة إلى الصين البلد الصديق خلال السنوات الخمس الماضية، يُعد خير دليل على عمق وصلابة العلاقات بين بلدين، يُمثلان أقدم حضارتين فى التاريخ الإنساني، وهو ما تم ترجمته فى إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين عام 2014، وتم تطبيقه على أرض الواقع عام 2016، من خلال برنامج تنفيذى لتعزيز تلك الشراكة خلال السنوات الخمس التالية، وعلى نحو يؤسس لإطار حاكم للتعاون، مع شريك واع بالمصالح المشتركة بيننا، سواء فى الإطار الثنائى بمختلف المجالات، أو على المستوى الدولى والإقليمى بشكل عام، وارتباطاً بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
 
كلمة شاملة للسيسى فى افتتاح قمة الحزام والطريق بالصين (2)
 
وأشار السيسى إلى أن حرصه على تلبية دعوة الرئيس "شى جين بينج" للمشاركة فى هذه القمة، إنما ينبع من اهتمام مصر بمبادرة الحزام والطريق، ولإيماننا بأن القواسم والتحديات المشتركة التى تجمعنا كدول أطراف فيها، جنباً إلى جنب مع الرؤية التى تأسست عليها المبادرة ومحاورها ومشروعاتها، ينبغى أن تشكل أسس التعاون بين أطرافها، بقصد تحقيق تطلعات شعوبنا ومصالح دولنا تجاه الاستقرار والتنمية.
 
واتساقاً مع ما تقدم، أكد السيسى أن المبادرة تتناول قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية بالنسبة لنا فى إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، مثل الارتقاء بالبنية التحتية فى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق، كما تتفق مع أولوياتنا التنموية، من حيث تحفيز النمو الاقتصادى والتصنيع، وتعزيز التعاون التجارى والاقتصادي، وزيادة حركة التجارة البينية والتكامل المالي، بالإضافة إلى زيادة التواصل بين الشعوب من خلال تعزيز التبادل الثقافي.
 
كلمة شاملة للسيسى فى افتتاح قمة الحزام والطريق بالصين (3)
 
وأوضح أنه فى مسار مواز ومُكمل لهذا الجهد، يتم تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي، يستند لحزمة من التدابير المالية والنقدية، لمُعالجة الاختلالات الهيكلية وضبط الموازنة العامة، وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما انعكس فى الطفرة الصاعدة للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى. وإضافة لذلك، فقد طورت مصر من قدراتها على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، وبشكل يؤهلها لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، وخاصة فى ضوء ما يمثله موقعها الاستراتيجى على جانبى قناة السويس، من إمكانية نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والغاز، انطلاقاً من كون مصر مركزاً لحركة الشحن المتدفقة بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
 
وقال الرئيس السيسى إن رؤيتنا تجاه تعزيز التعاون والتكامل الإقليمى تتسق أيضاً مع مبادرة الحزام والطريق، ففى السياق العربي، شهدت العلاقات العربية الصينية طفرة هامة منذ عقد القمة الأولى لمبادرة الحزام والطريق فى مايو 2017، حيث عُقدت ببكين الدورة الثامنة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى فى يوليو 2018، وتم اعتماد الإعلان التنفيذى العربى الصينى الخاص بمبادرة الحزام والطريق، كما أن هناك مقترحات للربط الكهربائى بين عدد من الدول العربية وبعض أطراف المبادرة، جار دراسة تنفيذها.
 
وعلى الصعيد الأفريقى، قال إن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقى تُضفى بُعداً هاماً فيما يتصل بمبادرة الحزام والطريق، حيث أكدت قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقى فى سبتمبر 2018 حرص الصين على التنسيق مع الدول الأفريقية فى القضايا المختلفة التى تناولتها القمة، لاسيما أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وأجندة الأمم المتحدة 2030، وكلها أبعاد تتلاقى مع الأولويات التى طرحتها مصر فى القمة الأفريقية الأخيرة، كمحاور لتعزيز العمل الأفريقى المشترك، وتحقيق التنمية والسلم والأمن فى قارتنا الأفريقية، وكذلك التكامل الاقتصادى الأفريقى، والاندماج الإقليمى.
 
كلمة شاملة للسيسى فى افتتاح قمة الحزام والطريق بالصين (4)
 
ورحب الرئيس السيسى بتدشين شراكات جديدة، وتعزيز الشراكات القائمة فى إطار مبادرة الحزام والطريق، مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة، من أجل الإسهام فى تعزيز جهود دول القارة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأفريقي، ومثال ذلك تنفيذ ممر الشمال/ الجنوب (طريق القاهرة/ كيب تاون)، الذى يهدف إلى زيادة مُعدلات تدفقات التجارة والاستثمار البينى. وبالمثل، نتطلع إلى إقامة شراكات فى إطار تنفيذ مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، كأحد مشروعات البنية التحتية المُدرجة ضمن أولويات تجمع الكوميسا، لما يُحققه من مصالح اقتصادية وتجارية متعددة، فيما يتعلق بربط الدول الواقعة على هذا المجرى الملاحى.
 
ودعا الرئيس الشركات والمؤسسات التمويلية فى إطار مبادرة الحزام والطريق، إلى المساهمة فى مثل تلك المشروعات، مؤكداً أن نجاحها وغيرها من المشروعات، يتطلب توفير التمويل اللازم، وبشروط تتلاءم مع ظروف الدول النامية والأقل نمواً، خاصة فى قارتنا الأفريقية، وبشكل لا يحملها أعباء إضافية، وهو ما يستوجب تضافر العمل المشترك، من خلال شراكات فاعلة بين الحكومات ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص، لضمان التدفقات اللازمة لسد الفجوة التمويلية.
 
وفى ختام كلمته، أعرب الرئيس عن التطلع لنجاح أعمال هذا المنتدى ونقاشاته الموضوعية، والخروج منه بنتائج عملية، يُمكن البناء عليها مستقبلاً، من أجل إسهام مسارات ومشروعات المبادرة فى تعزيز التنمية المستدامة، ومد جسور التواصل فيما بيننا.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة