قرأت لك.. محمد والمسيح معًا على الطريق.. كتاب يدعو للوحدة والتلاقى

الأربعاء، 06 فبراير 2019 07:00 ص
قرأت لك.. محمد والمسيح معًا على الطريق.. كتاب يدعو للوحدة والتلاقى كتاب محمد والمسيح
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بمناسبة أن الإمارات تشهد هذه الأيام حدثا مهما يتمثل فى عقد وثيقة "الأخوة الإنسانية" بمشاركة الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، والبابا فرانسيس الثانى بابا الفاتيكان، نقدم كتاب "محمد والمسيح معًا على الطريق" بصفته كتابا يدعو للوحدة والتلاقى.

وفى الكتاب يسعى خالد محمد خالد لمخاطبة الذين يؤمنون بالمسيح والذين يؤمنون بمحمد والقول لهم "إن برهان إيمانكم إن كنتم صادقين، أن تهبوا اليوم جميعًا لحماية الإنسان.. وحماية الحياة".

وفى الكتاب يتحدث خالد محمد خالد عن نور خرج من الظلمة لينشر العدل والحق والحب والرحمة بين الناس، ذلك النور متمثلاً فى المسيح وفى محمد، فالمسيح يقول: "جئت لأخلص العالم"، ومحمد يقول: "إنما أنا رحمة مهداة" ومن المؤكد أنهما يقصدان "إنهاض الإنسان"، و"ازدهار الحياة".

جاء المسيح، ومن بعده محمد بدعوة موضوعها الإنسان، ليخصاه من الظلم والاستبداد والجهل، فأخلصوا لدعوتهم حتى انتشرت فى بقاع العالم، ولأنهما بعثا من أجل الإنسان.. كانا إنسانين.. رجلين من البشر.. يأكلان الطعام.. ويمشيان فى الأسواق، وأول ما يبهرنا فى عنايتهما بالإنسان، هو أن المسيح ينعت نفسه "أنا ابن الإنسان"، بينما يقول محمد "أنا بشر مثلكم"، ولم يجيئا ملكين، ولا من طبيعة غير طبيعة البشر، إذًا فالإنسانية هى الجنسية التى يحملها المسيح وأخوه.

كان حرصهما على أن يظلا فى وعى الناس مجرد بشر، اعتدادًا بدور الإنسان، واعتزازًا بالبشرية نفسها، لكن الأسلوب الذى اتبعاه فى نسج حياتهما لم يكن أسلوبًا عاديًا، بل كان متفوقًا، وخارقًا.. فكانت المعجزة.

ولم يهتم المسيح ومحمد بشىء مثل اهتمامها بتحرير البسطاء من غفلتهم، فيقول عيسى "روح الرب مسحنى، لأبشر المساكين..أرسلنى لأشفى منكسرى القلوب"، إنه مع الإنسان العادى الذى ليس معه مال، ولا جاه، ولا سلطان، فسلح الناس العاديين بأقوى الأسلحة، بالإيمان، والأمل حين قال لهم "طوباكم".

ولا يختلف موقف ابن عبد الله من موقف المسيح فى وقوفه إلى صف الإنسان البسيط، فلا يكاد محمد يبصر البسطاء قادمين نحوه، فى أى ساعة، حتى يتلقاهم بحفاوة، ويبسط لهم رداءه ليجلسوا فوقه، وهو يرحب بهم ويقول: "أهلا بمن أوصانى بهم ربى".

الإنسان البسيط إذًا، كان وصية الله لمحمد، مثلما كان وصية الله للمسيح، مثلما كان وصيته لكل نبى وكل رسول.

وكما جاء عيسى ومحمد من أجل الإنسان، جاءا أيضًا من أجل الحياة، ليناديا إليها أبناءها الشاردين عنها، وإذا كانت الحياة لا يظفر بها، ولا يحياها، إلا أولئك الذين يكون لهم وجود حقيقي، فقد جعل الرسولان نصب أعينهما، اكتشاف هذا الوجود الحقيقى للإنسان، ووجودنا الحقيقى يبدأ من حيث توجد وتمارس العلاقات الصحيحة مع كل ما حولنا..وكان اكتشاف هذه العلاقات أكثر ما عاش له، وعمل فى سبيله، محمد والمسيح.

لقد كشفا للإنسان أزكى علاقاته، بالله.. وبنفسه.. وبالعائلة البشرية كلها..وبالكون وأسراره، أما علاقتنا بالله، فقد ارتفعا بها فوق كل رغبة، وجعلاها حبًا خالصًا، فالمسيح يقول: "الله محبة"، ومحمد يقول: "أفضل الأعمال، الحب فى الله". وأما علاقتنا بأنفسنا، فقد ركزاها فى العمل فقال عيسى: "ماذا ينفع الإنسان، لو ربح العالم كله، وخسر نفسه"، ويقول القرآن المنزل على ابن عبد الله:"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"، وأما علاقتنا بالآخرين، فالتسامح المطلق، والرحمة. وعلاقتنا بالكون، فهى التطلع والبحث وراء المجهول.

المسيح يصف نفسه فيقول "أنا خبز الحياة"، وهى لديه الخير والشر، الحلو والمر، خطأها وتجربتها، وهو يحبها جميعًا حتى فى شقائها وأخطائها، كما أحب محمد الحياة حبًا نقيًا فى كل مظاهرها، واحترمها فى كل كائن حي، وحبه للحياة، جعله يرفض أن يحياها مترفًا، لأن يذهب ببهجة معاناتها، ورفض أن يحياها متجبرًا، ورفض أن يعزله الجهل عن حقائقها.

 

 

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة