نيفين سعده

رحل أبى وعمله الصالح مازال حياً

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 03:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهوى الكتابة منذ زمن بعيد لكن دائمًا كنت القارئ الوحيد لنفسى، ولم أكن أنوى فى يوم أن تخرج كلماتى إلى النور وتجد لها قراءً وجمهورًا، فاعتدت على أن أخرج ما بداخلى من خواطر على ورق لأعبر عن وجهة نظرى وقراءتى للبشر من حولى. 
 
لكن هذه المرة لم أقاوم رغبتى فى أن يقرأ كلماتى وأفكارى الجميع، لأنها فى هذه المرة ستسرد قصة أو موقفا من حياة  رفيق روحى وتوأمها أبى «إبراهيم سعده». 
 
فمن يعرفنى جيدًا يعلم مدى عشقى له وتعلقى به وانبهارى بقلمه وكتاباته، وبعد وفاته اكتشفت أن الكتابة وحدها هى من تقربنى منه، هى الشىء الوحيد الذى يجمع بيننا حتى وإن كان قد رحل عن عالمى، فالقلم يوحد عوالمنا ويجمع بين أرواحنا.
 
لذلك قررت أن أخوض التجربة، اليوم، وسأسرد لكم موقفا إنسانيا من دفتر حياة والدى.
 
حينما اشتد عليه المرض، وعدنا إلى مصر رغبة منه فى أن يعالج ببلده بأحد المستشفيات، وبعد وصولنا بأيام جاءتنى مكالمة تليفونية من ست مصرية بسيطة، وبمجرد ردى على الهاتف فوجئت بصوت سيدة تبكى لدرجة أننى لم أستطع استيعاب كلماتها فى البداية.
 
وبعد محاولاتى لتهدئتها سردت لى حكايتها مع أبى التى دفعتها وقتها للاتصال بى والاطمئنان على صحته خوفًا من أن يصيبه مكروها، وقالت لى نصًا: «جيت فى يوم لمقر الجرنال «أخبار اليوم» مع حفيدى المعاق، على أمل إنى آلاقى حد يساعده، لكن الأمن رفض يدخلنى، وكنت خلاص همشى، لكن ربنا مأردش يمشينى مكسورة الخاطر، وبالصدفة وصل والدك للجرنال، وزعل جدا من معاملة الأمن ليا وأصر إنى اطلع معاه، علشان يفهم منى حكايتى».
 
«وفعلا قعدت معاه ورحب بيا جدا أنا وحفيدى وعاملنا أحسن معاملة، مش بس كده ده كلم وزير الصحة ومستشفى أبو الريش، واهتم بحالة حفيدى جدا، وعمل موضوع عنه فى الجرنال، ربنا يقومه بالسلامة ويكفيه شر المرض ويكرمه زى ما كرمنى».
 
انتهت المكالمة ومازالت كلمات السيدة ودعائها لأبى يتردد بأذنى حتى الآن، ومنذ تلك اللحظة وأنا أدركت تماما  أن الخير وحده هو الذى يبقى وعمل الإنسان هو الذى يتحدث عنه حتى بعد الرحيل، فلا منصب ولا سلطة ولا أى شىء باق، وهذا ما أردت أن أقوله اليوم ربما تكون كلماتى البسيطة سببا فى أن نستوعب الدرس جيدًا. 
 
«الله يرحمك يا أبويا ويا رب يقدرنى أنى أشيل اسمك وتبقى فخور ببنتك».
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة