هل يصبح استدعاء "شبح" جوانتانامو ورقة ترامب لاحتواء خطر "دواعش" الغرب؟.. المعتقل بيئة مثالية لردع العناصر الخطرة.. والردع أولوية الرئيس الأمريكى على حساب حقوق الإنسان

الأحد، 24 فبراير 2019 10:03 ص
هل يصبح استدعاء "شبح" جوانتانامو ورقة ترامب لاحتواء خطر "دواعش" الغرب؟.. المعتقل بيئة مثالية لردع العناصر الخطرة.. والردع أولوية الرئيس الأمريكى على حساب حقوق الإنسان "شبح" جوانتانامو ورقة ترامب لاحتواء خطر "دواعش" الغرب
تحليل يكتبه - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى دعا فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حلفاءه الأوروبيين إلى استعادة عناصر تنظيم داعش الإرهابى، والذين يحملون جنسيتها، يبدو أنه سوف يتبنى موقفا آخر تجاه "دواعش" أمريكا، حيث أعلن، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أنه أصدر تعليمات لوزير خارجيته مايك بومبيو بعدم إعادة أمريكية انضمت لصفوف التنظيم إلى البلاد مرة أخرى، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا لنية واشنطن اتخاذ نفس الخطوة التى سبق وأن دعت حلفائها من دول أوروبا الغربية اتخاذها، لتواصل واشنطن سياستها القائمة على ازدواجية المعايير.

ولكن بعيدا عن سياسة المعايير المزدوجة التى اعتمدتها واشنطن منذ عقود فى التعامل مع عالمها الخارجى، يبقى الرفض الأمريكى لفكرة عودة المواطنين الذين سبق وأن انضموا إلى التنظيم المتطرف طبيعيا إلى حد كبير، خاصة وأنه يمثل امتدادا لسياسة ترامب التى أعطت الأولوية إلى حد كبير للأمن على حساب المبادئ التى طالما تشدقت بها الإدارات المتعاقبة، وعلى رأسها ما يتعلق بحقوق الإنسان، وهو ما يبدو واضحا فى الموقف الحاد الذى يتبناه الرئيس الأمريكى تجاه المهاجرين، وإصراره على بناء الجدار العازل على الحدود المكسيكية لاحتواء التدفق الكبير للمهاجرين القادمين من الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وهى الرؤية التى أثارت حالة من الشقاق بين البيت الأبيض والكونجرس ذو الأغلبية الديمقراطية.

 

بيئة مثالية.. هل يستدعى ترامب "شبح" جوانتانامو؟

وهنا تصبح قضايا حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع إرهابيين ربما يمثلون تهديدا صارخا لأمن الولايات المتحدة، ليس على سلم أولويات إدارة ترامب، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تخطط حاليا لاستعادة شبح معتقل "جوانتانامو"، المتواجد على الأراضى الكوبية، والمعروف بسمعته السيئة بسبب الانتهاكات الصارخة التى ارتكبت خلف جدرانه بحق الآلاف من السجناء، ليكون أحد الخيارات المتاحة أمام الرئيس الأمريكى فى المرحلة المقبلة بعد سنوات من التوقف عن إرسال السجناء له، ومساعى الرئيس السابق باراك أوباما إلى إغلاقه.

 

انتهاكات عدة ارتكبتها القوات الأمريكية داخل جوانتانامو
انتهاكات عدة ارتكبتها القوات الأمريكية داخل جوانتانامو

 

ويمثل معتقل "جوانتانامو" بيئة مثالية لاحتواء الأمريكيين "الدواعش"، من وجهة نظر الإدارة الحالية، ربما بسبب موقعه خارج الأراضى الأمريكية، بالإضافة إلى تخصيصه منذ نشأته لاعتقال العناصر الخطرة، حيث ضم خلف جدرانه عناصر إرهابية من كافة أنحاء العالم، من بينهم عدد كبير من أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابى وحركة طالبان، والذين بدأ انضمامهم للمعتقل فى عام 2002، فى أعقاب حادث 11 سبتمبر، وبدء الحرب الأمريكية على أفغانستان، كما أنه يمثل بديلا مثاليا للإدارة الأمريكية لنقل دواعش أوروبا، الذين سبق وأن هدد ترامب بإطلاق سراحهم فى حالة عدم استجابة حلفاءه لدعوته باستعادتهم.

 

ولعل استخدام لغة التهديد فى خطاب ترامب تجاه حلفائه الأوروبيين يمثل استباقا محتملا لعرض أمريكى يقوم على نقل دواعشهم من سوريا إلى المعتقل سئ السمعة، خاصة مع اتجاه العديد من الأصوات الأوروبية لكيل الانتقادات الإدارات السابقة بسبب الممارسات التى كانت تتم هناك تجاه المعتقلين، وبالتالى تمثل التهديدات الأمريكية لقادة أوروبا محاولة من قبل الرئيس ترامب للحصول على موافقتهم ومساومتهم حتى لا يكونوا بعيدين عن الانتقادات المتوقعة من قبل العديد من المنظمات الحقوقية سواء داخل بلدانهم أو فى بلدان أخرى.

 

دحض خطة أوباما.. الردع أولوية ترامب على حساب حقوق الإنسان

يبدو أن استخدام المعتقل لم يكن بعيدا عن خيال الرئيس ترامب منذ بداية حقبته، حيث راهن على ضرورة الإبقاء عليه، عندما ألغى أمرا تنفيذيا لسلفه باراك أوباما، فور دخوله إلى البيت الأبيض، بإغلاقه، بينما أكد، فى خطاب حالة الاتحاد لعام 2018، أنه ينتوى الإبقاء على المعتقل مفتوحا ليكون مكان احتجاز إرهابيى داعش والقاعدة، حال اصطياد أيا منهم، ليغلق الباب تماما أمام محاولات الإدارة السابقة لإغلاق المعتقل المثير للجدل.

 

ترامب وأوباما
ترامب وأوباما

 

رؤية ترامب لم تقتصر فقط على ضرورة وجود المعتقل لاحتجاز المعتقلين شديدى الخطورة، وإنما امتدت إلى ضرورة التعامل الحاسم تجاههم من قبل سلطات السجن، دون الالتفات إلى دعاوى الحقوقيين المنتقدة لهم، وهو ما يظهر فى إجابته على سؤال إبان حملته الانتخابية حول ما ينتوى القيام به تجاه "جوانتانامو"، فكان رد المرشح الجمهورى آنذاك صادما، حيث أكد أنه سوف يضع فيه "المزيد من الأشرار"، فى إشارة واضحة لرغبة كامنة لديه فى استمرار الانتهاكات بحق من يتم اعتقالهم فى اتهامات تتعلق بالإرهاب، وهو ما يمثل انعكاسا لرؤيته القائمة على أولوية ردع مثل هذه العناصر الخطرة على حساب دعوات الحقوقيين ومنظماتهم.

 

موقف ليس جديد.. ترامب يراهن على الأمن

الموقف الأمريكى من مسألة حقوق الإنسان ربما ليس جديدا، حيث يخوض الرئيس ترامب حربا ضروس ضد المبادئ التى طالما تشدقت بها الإدارات السابقة، بينما يحاول خصومه الديمقراطيين ومناوئيه فى أوروبا استخدامها لتشويه صورته، سواء موقف الكونجرس المتعنت تجاه مطالبه بتمويل الجدار العازل على الحدود مع المكسيك، أو الانتقادات التى يطلقها بعض قادة أوروبا لمواقفه من المناوئة للهجرة غير الشرعية.

 

ترامب فى خطابه الأخير أمام الكونجرس
ترامب فى خطابه الأخير أمام الكونجرس

ويمثل موقف ترامب تجاه "الدواعش" هو امتداد صريح لموقفه من الهجرة، فى ظل رؤيته التى تربط بين تدفق المهاجرين إلى الأراضى الأمريكية وارتفاع معدلات الجريمة، وزيادة المخاوف الأمنية المحيطة ببلاده، وبالتالى فربما تكون هناك انتقادات جديدة من قبل دعاة حقوق الإنسان للسلوك الأمريكى الرادع تجاه إرهابيى داعش، وهو ما قد يفتح الباب أمام معركة جديد قد يواجهها البيت الأبيض فى الأيام المقبلة على خلفية الكيفية التى سوف تتعامل بها الإدارة مع قضية "دواعش" الغرب.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة