حكاية لوحة بمجمع الفنون.. كيف خرب الجنود العثمانيون منطقة الأزبكية

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019 11:00 م
حكاية لوحة بمجمع الفنون.. كيف خرب الجنود العثمانيون منطقة الأزبكية لوحة الأزبكية
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فاجأنا قطاع الفنون التشكيلية، بتقديم معرض يضم لوحات المستشرقين من خلال معرض "كنوز متاحفنا 4 .. ذاكرة الشرق" بمجمع الفنون "قصر عائشة فهمى بالزمالك، حيث إن هذه الأعمال تأتى ضمن مقتنيات متحف الجزيرة للفنون ومتحف محمود خليل وحرمه اللذين يدرجان تحت قائمة الترميم والتطوير.

والمثير للإعجاب والفخر، أن مصر تمتلك تراثاً ثميناً لا يعوض بمال على الإطلاق، حيث إن أغلبية اللوحات المعروضة بالمعرض والتي يبلغ عددها 120 لوحة، ترجع إلى القرن التاسع عشر، وقد رسمها فنانون ينتمون إلى جنسيات مختلفة أغلبها فرنسى.

 ومن بين اللوحات، استوقفتنا لوحة الأزبكية "القاهرة" للفنان المستشرق لويس مارتن "1770 – 1823"، باللون الأبيض والأسود، تبلغ مقاس اللوحة 49x 75 سم، حيث إن اللوحة صورت منطقة الأزبكية قديما وبها بحيرة ومراكب شرعية وكأنها تشبه بحيرة البندقية الإيطالية حالياً.

ووراء رسمة اللوحة حكاية تاريخية، ففى أواخر القرن الرابع عشر الميلادى، كانت الأزبكية سهلاً مهجوراً، ومنح السلطان قايتباى للأمير سيف الدين أزبك الجركسى السهل  وقام الأمير بإعماره وتم حفر بركة اصطناعية وأوصل إليها الماء من نهر النيل وبدأ فى تم المنتزهات والحدائق لها لتصير مقصداً لأهالى القاهرة، وحدد لها فى كل سنة عيدًا أسماه "احتفال فتح البركة"، فحينما يرتفع النيل يتم فتح السد المقام عند مدخل البركة على الخليج الناصري فتندفع المياه إليها ، وبحلول عام 1495 كانت الأزبكية قد تحولت إلى حى كبير يتوسط القاهرة.

 

 وكانت المنطقة مكاناً لجذب الأهالى، حتى وصل العثمانيون إلى مصر، وقاموا بتخريب قصور والمنازل  وتحول الجزء الجنوبى الشرقى منها لجبانة دفن فيها موتى القاهرة، وقرابة عام 1747 ميلادية، شيّد الأمير رضوان كتخدا الجلفى أمير مصر قصرًا كبيرًا على الحافة الشرقية لبركة الأزبكية. وعُرِف القصر باسم “العتبة الزرقاء”، لأن بوابته التي كانت تؤدي لشارع الأزهر كانت زرقاء اللون.

 وفى عهد الخديوي إسماعيل المؤسس الحديث للأزبكية، عاد سنة 1867 من زيارته لمعرض باريس، فبهره العمران الحديث في باريس، فأقدم علي الأزبكية لتكون علي شاكلتها، وأعاد تخطيط ميدان الأزبكية، وردم البركة.

 وفى عهد الخديوي عباس الأول، تم هدم القصر وأعيد بناؤه مرة أخرى باسم "العتبة الخضراء" تبركا باللون الأخضر لمدخله، حيث أن الخديوى كان يتشاءم من اللون الأزرق.

 

6a3daaa2-dd9d-40cd-a4c8-ee6ddbea1ce1

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة