كريم عبد السلام يكتب: قصة المصريين فى قهر سرطان الإرهاب والحرب الأهلية والإفلاس.. البطل الحقيقى فى حفل افتتاح منتدى شباب العالم.. أصحاب القصص الملهمة يأتون إلى الشعب الذى حمى الإنسانية من قوى الشر

الأحد، 15 ديسمبر 2019 10:00 ص
كريم عبد السلام يكتب: قصة المصريين فى قهر سرطان الإرهاب والحرب الأهلية والإفلاس.. البطل الحقيقى فى حفل افتتاح منتدى شباب العالم.. أصحاب القصص الملهمة يأتون إلى الشعب الذى حمى الإنسانية من قوى الشر منتدى شباب العالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

 

- لولا شجاعة المصريين واتحادهم وتحملهم لما صفقنا اليوم لـ جيسكا كوكس وميشيل بانينو وحليمة آدن وزين يوسف

كنت جالسًا بين المدعوين فى حفل افتتاح منتدى شباب العالم فى دورته الثالثة، أتأمل فى النماذج المختارة للتحدث فى افتتاح هذه المنصة الشبابية العالمية المهمة، التى أصبحت واحدة من أكبر المنصات الملهمة فى العالم، كما أصبحت توصياتها ضمن مخرجات الفعاليات الشبابية التابعة للأمم المتحدة. كل النماذج المختارة للتحدث فى الافتتاح مبهرة وملهمة وتحمل قيمة إنسانية عظيمة، هى التمسك بالحلم وعدم الاستسلام للصعاب والتحديات والعقبات وتحويل الآلام الكبيرة إلى آمال عظيمة تغير الواقع وتفرض نفسها عليه، كل المتحدثين فى الافتتاح يحملون قصصًا إنسانية كبرى تستحق أن نقف لها إجلالاً واحترامًا، لقدرة أصحابها على تقديم النموذج وصناعة الأمل وما أصعبها من مهمة، لكن المصريين كشعب لهم أيضًا قصتهم فى قهر الطروف والتحديات، وهى قصة تستحق أن تروى على المنصات العالمية.

الأمريكية الملهمة جيسكا كوكس، التى ولدت بدون ذراعين فأصرت على أن تكون كاملة وأن تحقق حلمها بقيادة طائرة بقدميها لتعطى المثال للأسوياء بضرورة قهر ما يواجههم من ظروف، والكونجولى ميشال بانينو الذى كان ضحية لميليشيات الحروب الأهلية وتجنيد الأطفال وهو فى الخامسة من عمره ليهرب منهم ويتحول إلى مناضل أممى صاحب رسالة ضد تجنيد الأطفال فى الحروب الأهلية وضد انتشار الأسلحة الصغيرة وخلق النزاعات لأسباب سياسية واقتصادية، والصومالية حليمة آدنالتى نجحت فى أن تحول محنتها فى الحرب الأهلية الصومالية وحياتها كلاجئة إلى منحة وأن تكون أول عارضة أزياء محجبة محافظة على تقاليدها ومعتقداتها لتغير قواعد الموضة الغربية، والطفل زين يوسف الذى استطاع بالإرادة والأمل أن ينتصر على إصابته بمرض السرطان أربع مرات متتالية.

جيسكا كوكس
جيسكا كوكس

كنت أتأمل هذه النماذج التى تعطى الأمل والطاقة الإيجابية والرغبة فى تحدى جميع الظروف الصعبة وقهرها لتحقيق أحلامنا، وأنا أفكر فى البطل الحقيقى، المصريين البسطاء الذين استطاعوا قهر الصعاب التى مرت بهم طوال السنوات الماضية ليحولوا المحنة إلى منحة وينطلقوا من شفا الحرب الأهلية والإفلاس والدمار الشامل إلى المجتمع المتحد كصخرة تتحطم عليه كل أشكال الحروب الافتراضية الحديثة من أكاذيب وشائعات وقصف ذهنى موجه للأدمغة بهدف تشتيتها وللأرواح لكسرها وللهمم لتثبيطها ومنعها من استكمال قصة نجاحها وسعيها إلى غد أفضل

نعم، كل نموذج من النماذج التى ظهرت فى حفل افتتاح المنتدى له قصة تستحق أن تروى، قصة نجاح فردية، لكن المصريين لهم قصة نجاح جماعية ملهمة فى مواجهة كل أشكال التدمير وتمزيق المجتمعات ونشر التطرف والإرهاب وتدمير الجيوش، وتقديم الأصول والثروات للأعداء التقليديين وللأعداء الجدد على طبق من ذهب، المصريون كانوا جميعهم يستحقون أن يظهروا فى حفل افتتاح منتدى شباب العالم، الأمهات التى تحملت الإصلاح الاقتصادى واستطاعت العبور بأسرها الفترة الصعبة من الغلاء والتقشف، الرجال الذين حاربوا الإرهاب بصلابة ليس فى شمال سيناء فقط بل على الحدود الأربعة كما حاربوا الخلايا النشطة والنائمة فى الداخل، المصريون البسطاء الذين التفوا حول قيادتهم ومنعوا أى اختراق من منصات الحروب الافتراضية والأكاذيب، هؤلاء المصريون هم أصحاب قصة التحدى الجميلة الملهمة التى يمكن أن ترويها سيدة مسنة فى حلايب أو ربة منزل فى البحيرة أو موظفة شقيانة فى القاهرة أو مزارعة فى المنوفية.

زين يوسف
زين يوسف

نحن شعب مصر لنا قصتنا الملهمة، قصة تحدى عظيمة فاقت كل التوقعات ومازالت تستعصى على مصممى الحروب الحديثة وتجار الأكاذيب وجماعات الإرهاب، كيف صمد المصريون أمام شائعات وأكاذيب ينفق عليها مليارات الدولارات وتديرها أكثر من ألف منصة تليفزيونية وإلكترونية ومجموعات على السوشيال ميديا، وهم لم يتحملوا أسبوعين من تلك الحرب الافتراضية وأطاحوا بمبارك ثم خرجوا على الإخوانى مرسى بعد عام واحد ليقولوا له كفى أنت وجماعتك الإرهابية، فكيف تصدوا بخبرات السنوات والذكاء الفطرى والعراقة التاريخية لكل محاولات تكرار الحرب الافتراضية إيمانا منهم بأن قيادتهم منهم وأنها تعمل معهم ولأجلهم.

نحن الشعب الذى حول شبح الحرب الأهلية إلى نوع فريد من التماسك يتعجب له ومنه الأعداء الذين اخترعوا عمليات قصف الأدمغة وتحريك الشعوب بالريموت كونترول لتدمير أنفسها بأنفسها، فكيف صمد هذا الشعب وكل المؤشرات النظرية كانت تفيد بأنه ذاهب إلى الدمار الشامل، وأن مصر ستلحق بسوريا والعراق واليمن وستخرج منها سفن وقوافل اللاجئين والمشردين وستصبح أجمل مدنها خرائب تنعق فيها البوم والغربان ويحكمها ميليشيات الظلام.

30 يونيو
30 يونيو

نحن الشعب الذى قهر الجماعة الإرهابية وأوقف امتداد الإخوان ليسيطروا على جميع الدول العربية وفق برنامج الفوضى الخلاقة المدعوم من قوى الاستعمار الغربى الجديد، وقالوا لنا ساعتها يا سنحكمك أو سنقتلكم وتدفقت الأسلحة المهربة من الأنفاق ومن الحدود الأربعة كما توافد على حدودنا المرتزقة وشذاذ الآفاق وقاطعو الطرق وأبشع الإرهابيين المخبولين، لكننا نجحنا فى صدهم وقهرهم ووقف هجماتهم وتجفيف منابع تمويلهم وتسليحهم والقضاء على جيوبهم السرية

نحن الشعب الذى قاوم الحصار الاقتصادى ومافيا الاستيراد العشوائى بالإنتاج والزراعة الجديدة والتصنيع والاستغناء عن كل مالا يفيد الكتلة الكبيرة من المصريين، فعادت السلع بوفرة إلى الأسواق ولأول مرة منذ أن بدأنا نعى وقائع الأمور نصادف ظاهرة تراجع الأسعار وهبوط نسب التضخم وتوفر السلع أكثر من الطلب عليها وعادتنا دائمًا أن من يرتفع سعره لا يتراجع أبدًا.

حليمة آدن
حليمة آدن

نحن الشعب الذى صدق خيار الإصلاح الاقتصادى واستطاع الصبر والتحمل بينما تروج المنصات الخارجية لحتمية إفلاسنا وانهيار الاقتصاد المصرى واسألوا "الإيكونوميست"، وملفاتها الشهيرة الموجهة عن الاقتصاد المصرى، أين هى من المصريين وتجربتهم الآن ومن يعيد التقليب فى الدفاتر ليعرف لأى قصد لصالح من كانت هذه الحروب الخفية تشن علينا ونحن صابرون متماسكون نبنى ونزرع ونتوسع فى المناطق الصناعية.

نحن الشعب الذى يمكن له أن يحكى عن تجربته فى النجاة من المصير الأسود الذى كان مخططا له، وكيف استطاع بإيمانه وصبره وذكائه أن يغير قواعد اللعبة ليكون الأقوى فى مواجهة قوى الشر، نعم المخاطر لم تنته، فمازالت هذه القوى ومن وراءها يشنون علينا حروبهم الافتراضية وينشرون شائعاتهم وأكاذيبهم ويحاصروننا فى كل مكان، لكننا نفتح دائمًا أراضى جديدة ونتحول إلى نمط إنتاج مختلف، كما أصبحنا أكثر مناعة فى مواجهة كل الألاعيب الشيطانية الموجهة إلينا.

ميشيل بانينو
ميشيل بانينو


نحن الشعب الذى يأتى إليه الأبطال أصحاب القصص الملهمة لأننا بحضارتنا منحنا الإنسانية الكثير من القيم والتقاليد والثقافات، نحن الشعب الذى اكتشف الضمير ورعاه واخترع الزراعة وخلق أول حضارة بشرية، كما أننا، وبدون أى نزعة قومية متعصبة، نحن أصحاب قصة النجاح الوحيدة خلال السنوات العشر الماضية، فى منطقة الشرق الأوسط الموبوءة بالنزاعات والحروب والمبتلاة بقوى الاستعمار الجديد، ويا لها من قصة نجاح تستحق أن تروى .

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة