قرأت لك.. "شرارة الحياة".. هل يمكن إحياء الموتى باستخدام الكهرباء

الأحد، 15 ديسمبر 2019 07:00 ص
قرأت لك.. "شرارة الحياة".. هل يمكن إحياء الموتى باستخدام الكهرباء غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ضمن الكتب التى صدرت ترجمتها عن مشروع كلمة يأتى كتاب "شرارة الحياة.. الكهرباء فى جسم الإنسان" لفرانسيس أشكروفت، والذى ترجمه عمر سعيد الأيوبى.

شرارة الحياة
 

ويقدّم الكتاب حكاية عن كهرباء الجسد، ويبيّن كيف أن الإشارات الكهربائية فى خلايانا ضرورية لكل ما نفكّر فيه ونفعله، من قبل الحمل حتى النفس الأخير الذى نتنفّسه. تنتج هذه الإشارات بواسطة بعض البروتينات المدهشة التى توجد فى طليعة البحوث العلمية الراهنة، ألا وهى أقنية الأيونات.

تنظّم هذه البروتينات تدفّق الأيونات (الذرات أو الجزيئات المشحونة كهربائياً) بين الخلية من الداخل والموائع التى تحيط بها. وتوفّر الأيونات، ومعظمها أيونات صوديوم وبوتاسيوم وكالسيوم، "شرارة الحياة" التى يتناولها هذا الكتاب، إنها موجودة فى كل خلايا أجسامنا وتحكم كل نواحى حياتنا، من الوعى الفكرى إلى الوعى الحسى، ومكافحة العدوى، وقدرتنا على الإبصار والسمع.

تنسج فرانسيس أشكروفت قصص الحياة الحقيقية مع أحدث الاكتشافات العلمية لشرح الدور الجوهرى لأقنية الأيونات فى أجسامنا. ماذا يحدث فى أثناء النوبة القلبية؟ هل يمكن أن يموت أحد من الخوف؟ كيف تؤثّر المعالجة بالصدمة الكهربائية على الدماغ؟ ما الذى يجعل مذاق الفلفل حاراً؟ ما هو الوعى؟ تكمن الإجابة عن هذه الأسئلة فى الإشارات الكهربائية التى تنتقل باستمرار فى أجسامنا، وتثير أفكارنا، وتدفع حركاتنا، ونبض قلوبنا أيضاً.

تبدأ فرانسيس أشكروفت رحلتها المدهشة بالحديث عن علماء الكهرباء فى القرن الثامن عشر، بمن فيهم بنجامين فرانكلين، وصاعقته والطيّارة الورقية الشهيرة، وتتوقف عند الإيطالى لويجى غالفانى (1737-1798) الذى رأى بأن الكهرباء هى التى تجعل عضلاتنا تتحرّك وأعصابنا تحسّ، إن تعريض ساق ضفدعة لتيار كهربائى يجعلها تنتفض، حتى بعد مرور وقت على وفاتها، وأجرى ابن اخته جيوفانى ألدينى عروضاً عامة مستخدماً جثث مجرمين أعدموا حديثاً فأعطت مظهر "إعادة الإحياء" وربما شحذت خيال مارى شيلى فوضعت قصّة فرانكشتاين.

لم تحظ استنتاجات جالفانى بالقبول دائماً، لكن استمرّ افتتان العلماء بآثار الكهرباء على الجسد، وأخذوا يقيسون قوة التيارات بأجهزة "الجلفانومتر" التى أسميت باسمه.

وفّر اكتشاف الإلكترون فى سنة 1897 الإطار العام لإدراك كيف أن الكهرباء تشتمل على تدفّق الإلكترونات، لكن لم يكتشف كيف تنتجها الحيوانات إلا فى أربعينيات القرن العشرين عن طريق العالمين ألن هودجكن وأندرو هكسلى، باستخدام المحوار العصبى للحبّار، والمحاوير جزء من الخلية العصبية، وللحبار محوار كبير جداً مكّن العالمان من إدخال أجهزة تسجيل وأسلاك فضية دقيقة فيه، وبالتالى تمكّنا من تسجيل تراكيز الأيونات فى المحوار وفى الأنسجة المحيطة، وبيّنا أن تبادل الصوديوم والبوتاسيوم بين المحوار والأنسجة ينتج فرق جهد أصغر بكثير مما تنتجه البطاريات لكنه مماثل له، يطلق هذا الفرق فى الجهد الكهربائى إشارة من المحوار، وهو الطريقة التى تتمكّن فيها الأعصاب والخلايا الأخرى من العمل من أداء عملها، غير أن المحافظة على الفروق الدقيقة فى تراكيز الصوديوم والبوتاسيوم داخل الخلايا والموائع التى تغمرها عملية مكلفة، فهى تستهلك ثلث الأكسجين الذى نتنفسه ونصف الغذاء الذى نهضمه. وعندما تتوقّف مضخّة الصوديوم التى تنظّم هذا الأداء الخلوى المدهش عن العمل، تموت الخلايا، ومعها الكائن الحى نفسه. ولم يتم قياس التيارات الكهربائية فى الجسم إلا فى سبعينيات القرن العشرين على أيدى أروين نيهير وبيرت ساكمان بابتكارهما طريقة لقياس التيارات المتناهية الصغر.

تشرح فرانسيس كل ذلك وأكثر بطرافة ووضوح، وتدخل مجموعة استثنائية من الشخصيات التى رسم عملها الصلات بين الجزيئات والعقل على مرّ القرون. وتروى قصص الاكتشافات العلمية ذات الصلة بتطوّر أفكارنا عن كهرباء الجسد، وتظهر أنها تتشابك تشابكاً وثيقاً مع فهمنا للكهرباء نفسها. وتصف كيف أدّت أحدث الاكتشافات إلى تحديد طائفة جديدة من الأمراض، وعلاجها فى بعض الحالات. وتتميّز المؤلفة فى هذا الكتاب، بأسلوب سهل ممتنع يضفى الجاذبية على أصعب الموضوعات ويجعلها فى متناول جميع القرّاء.

مؤلفة الكتاب فرانسيس أشكروفت (ولدت عام 1952)، عالمة وراثة بريطانية واختصاصية فى فيزيولوجيا أقنية الأيونات. وهى أستاذة باحثة فى جامعة أكسفورد، وزميلة كلية ترنيتى ومديرة مركز أكسفورد لوظائف الجينات. من كتبها الأخرى: "أقنية الأيونات والمرض: اعتلال الأقنية"، "الحياة فى الظروف القصوى: علم البقاء".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة