ماذا حققت احتجاجات السترات الصفراء فى الذكرى الأولى لها؟

الأحد، 17 نوفمبر 2019 11:14 ص
ماذا حققت احتجاجات السترات الصفراء فى الذكرى الأولى لها؟ السترات الصفراء فى فرنسا
كتبت:نهال طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ ما يقرب من عام مضى، خرج مئات الآلآف من المحتجين فى فرنسا بسبب فرض ضريبة جديدة، إلى الشوارع الفرنسية يرتدون السترة الصفراء التى يتعين على السائقين وضعها فى سياراتهم تحسبا للطوارئ.

وتحولت السترات الصفراء إلى حركة أوسع لمعارضة الحكومة ومع الاحتفال بالذكرى الأولى لتأسيسها تساءل موقع "اليورو نيوز" عما حققته الحركة المعارضة للحكومة. 

وقال موقع "اليورو نيوز" إن حركة السترات الصفراء بدأت  بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي، وخرج فى  17 من نوفمبر 2018 أكثر من 280 ألف شخص يرتدون السترة ذات اللون المميز إلى الشوارع والميادين في جميع أنحاء فرنسا ولم يكن يجمعهم أي حزب سياسي او نقابة معينه او تحت زعامة قائد ما.

في البداية كانت الاحتجاجات سلمية لكن البعض منها اتخذ مسارا عنيفا وغطت سحابة من الغازات المسيلة للدموع شوارع باريس بينما اشتبك المتظاهرون مع شرطة مكافحة الشغب التي كانت تتعامل بالكثير من العنف مع المتظاهرين مما جذب انتباه منظمات حقوق الانسان.

كانت التظاهرات في البداية ضد ضريبة فرضت وقتها ولكن سرعان ما تحولت الى احتجاجات ورفض أوسع ضد عدم المساواة الاجتماعية وارتفاع الاسعار وسياسات الحكومة التي لم تكن تلقى رضا من الشعب.

قال جيروم رودريجز، وهو شخصية بارزة في الحركة، لـ "يورونيوز" إن ما دفع الناس إلى الشوارع كان شيئا بسيطا حيث كل ما ارادوه هو ان يكونوا قادرين على العيش من راتبهم.

وبالإضافة إلى المطالب الاجتماعية والاقتصادية، قام المحتجون أيضًا بتطوير مطالب جديدة حول المشاركة السياسية التي تمثلت فيما أطلق عليه مبادرات المواطنين لإطلاق الاستفتاءات.

أمام الاحتجاجات قامت الحكومة بإلغاء الضريبة المقترحة لكن هذا لم يكن كافيا لإبعاد الناس من الشوارع، لذا أطلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ما يسمي بالنقاش الوطني الكبير في يناير وبعد مرور 6 أشهر نتج عن المفاوضات تخفيضات ضريبية وصلت الى 17 مليار يورو بالإضافة الى بعض الحوافز المالية.

صرح إريك بوثوريل ، النائب عن حزب ريبابليك مارشيه ليورو نيوز ان حركة "السترات الصفراء" قد هزت الاجندة البرلمانية بالكامل العام الماضي، مضيفا ان الجمعية الوطنية عقدت جلسات في ديسمبر الماضي لتمرير الاجراءات الاولى التي اعلنها الرئيس الفرنسي واستشهد في ذلك بإعفاءات الضريبية لمعاشات التقاعد من بين التدابير المتخذة.

ومع ذلك، يظل العديد من المتظاهرين الذين يرتدون "سترة صفراء" غير مقتنعين بتنازلات الحكومة.

أخبر رودريجز يورونيوز أن النتائج بعد مرور عام كانت لا تذكر والاستثناء الوحيد هو علاوة معفاة من الضرائب، على حسب قوله ففي ديسمبر 2018، أعلنت الحكومة أن الشركات القادرة على ذلك ستدفع علاوة معفاة من الضرائب للموظفين في نهاية العام.

ووفقًا لرودريجز ، فإن "السترات الصفراء" لم تحقق نجاحًا كبيرًا من حيث الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية فحسب ، بل عانت أيضًا من قمع الشرطة و تشويه المفاهيم.

وفي نفس السياق يتذكر رودريجز كيف فقد الرؤية في عينه بعد "تعرضه للهجوم" من قبل قوات الأمن في يناير الماضي الامر الذي لم يوقفه عن العودة إلى الاحتجاجات بجانب رفاقه من مرتدي السترات الصفراء.

و أفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن 24 متظاهراً فقدوا أعينهم بعد إطلاق قذائف الرصاص الدفاعية، ووفقاً للسلطات، أصيب حوالي 2500 متظاهر و1800 من قوات الأمن، بينما توفي 11 شخصًا على هامش المظاهرات.

وقال لو بارت وهو عالم سياسي إنه عندما يتعلق الأمر بالتمثيل السياسي، فإن حركة السترات الصفراء لم تحقق الكثير فهناك مرشحون ينتمون إلى "السترات الصفراء" في الانتخابات الأوروبية الأخيرة في شهر مايو، لكنهم كانوا أقل من 1٪ وأضاف لو بارت أن التوقعات لا تبدو أفضل في الانتخابات المحلية الفرنسية في مارس.

ومن ناحية أكثر إيجابية، قال رودريجز إن الحركة لعبت دورًا مهمًا في إيقاظ وعي المواطنين عندما يتعلق الأمر بالعدالة الاجتماعية أو فرض الضرائب الزائدة.

النقطة الإيجابية الثانية للحركة، كما قال رودريجز ليورونيوز، هي أنها سمحت للمواطنين بمناقشة الحلول، واضاف انها ساعدت على خلق روح ترابط بين الفرنسيين.

وأشار لو بارت إلى أن إنجازات حركة السترات الصفراء قد تأتي بنتائج أفضل على المدى المتوسط.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة