عادل أديب

سحر الحروف.. والنوت الموسيقية.. وأخيرا.. الصورة؟

الأحد، 27 أكتوبر 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مجرد 28 حرفا تشكل أساس اللغة العربية!
مجرد 8 نوت موسيقية- لو حسبنا الدو مرتين- تشكل أساس الموسيقى!
مجرد 3 أحجام «لقطة واسعة، متوسطة، وكبيرة».. تشكل أساس الصورة السنيمائية!
تخيل!
تلك الحروف القليلة.. والنوت الأقل.. وتلك الثلاثة أحجام فى الصورة..
هى التى شكلت.. وتشكل.. وستشكل..
كل الأدب والشعر والنثر والكلام!
كل الألحان والأغانى!
كل الدراما!
***
أمعن التخيل معى أكثر.. فى هذا التوازى العجيب..
الحرف يساوى النوتة الموسيقية، وهما معا يساويان اللقطة السنيمائية!
استغرق فى الإمعان..
الحرف بجوار الحرف يساوى.. كلمة
النوتة بجوار النوتة تساوى.. نغمة
واللقطة بجوار اللقطة تساوى.. مشهد
المشهد يحتاج للكلمة.. والكلمه تحتاج للنغمة!
لنتواصل أكثر
الكلمة بجوار الكلمة تساوى.. مقطعا
النغمه بجوار النغمة تساوى.. لحنا
المشهد بجوار المشهد يساوى.. فصلا دراميا
انظر كيف يتضافر المقطع مع اللحن للتعبير عن بداية ووسط ونهاية
 حقبة دراميه تامة! 
***
وتنمو الأمور وتتصاعد
حتى نصل إلى عمل درامى متكامل ممزوج بالكلمات والموسيقى والصور المتتالية.. 
فى تناسق عجيب وفريد! 
مطرد أحيانا ومتوازٍ أحيانا أخرى!
لنكتشف الآتى..
برغم أن الحروف الـ28 هى ذاتها ولم تتغير.. 
ولكنها تعبر عن كل أشكال المعانى!
وبالتماثل نكتشف نفس الشىء فى النوت الموسيقية 
والتى برغم كونها 8 نوت موسيقية فإن الألحان التى تنتج عن اختلاطها ببعضها البعض.. لا نهائية!
والأعجب هى الصورة ذاتها.. والتى تعبر- منفردة- بأبعاد لا نهائية رمزا وواقعا فى آن واحد! 
كما تزداد أعماق أبعادها بإضافة صور أخرى لها!
ومن ثم فمستويات تعبير أو معانى الصورة.. لا نهاية لها 
وذلك من خلال مقصد الفنان المبدع لها.
ومن هنا نكتشف سحرا هو الأهم فى تلك المعادلة
إن إعادة التشكيل والترتيب سواء للحروف أو النوت الموسيقية أو حتى الصور 
هو فى حد ذاته الأساس فى تغيير المعنى المراد التعبير عنه!
أى أن البناء اللغوى أو الموسيقى أو المرئى التشكيلى هو الذى يشرح المضمون المقصود.
وأضيف أخيرا سحرا آخر.. وهو المستويات المتعددة للمتلقى نفسه على هذا المضمون!
والذى يختلف باختلاف بيئته وثقافته وخبرته بل وحالته المزاجية أيضا!
***
عزيزى القارئ..
أعلم أن كل سطر مما سبق يمكنك أن تقضى عمرا كاملا فى دراسته وتحليله على حدة!!
هذا إن أردت..
كما أعلم أنه ليس بالسهولة هضمه أو استيعابه.
***
ولنكتشف معا وسريعا مغزى ما سبق..
الفن يبدأ من شرارة بسيطة 
مثل الحرف أو النوتة أو اللقطة
شرارة بسيطة تفعل الأعاجيب..
ولكن
 فى إعادة ترتيبها وتشكيلها.. وإعادة بنائها.. فقط!
فلكل ترتيب وبناء..
مغزى ومعنى مختلف تماما يريد المبدع أن يرسلة إلى المتلقى..
 بحروفه.. ونغماته.. وصوره..
أى
بلغته الخاصة وشخصيته..
وهنا يكمن سحر الحروف..
 والنوت الموسيقية.. 
وأخيرا.. الصور!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة