"مسجد بابرى" يواجه "الإله راما".. اعرف أطول نزاع قضائى بين المسلمين والهندوس

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019 02:30 ص
"مسجد بابرى" يواجه "الإله راما".. اعرف أطول نزاع قضائى بين المسلمين والهندوس مسجد بابرى فى الهند
كتبت: نهال طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الجدل تعيشها الهند منذ عشرات السنوات، بشأن الخلاف بين الهندوس والمسلمين، حول مبنى يتمسك المسلمون بأنه مسجد بابرى، فيما يراه الفريق الآخر معبداً تاريخياً للإله "راما".

ويقع المبنى محل الخلاف فى مدينة "أيوديا" ويضم حالياً واحداً من أكبر المساجد، إلا أن الهندوس يعتقدون أن المسجد مبنى على أنقاض معبد الإله راما، وهو الأمر الذى تمت أحالته للقضاء للبت فى أحقية أى فريق بهذا الصرح، بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وبحلول الخميس المقبل، سيتم إصدار حكماً نهائياً ، إلا أن المسألة تثير العديد من الآراء المتشددة من كلاً الفريقين، حيث يستند الهندوس إلى مسح آثرى أجرى عام 2003، وتوصلوا إلى أن الأرض المقام عليها المسجد تعود إلى معبد إلههم .

ويمثل المسلمون فى هذه القضية مجلس الأوقاف السنى فى الهند، فيما يقف فى المقابل مجموعة من الراهبين الذين يعبدون رام ويحتفظون بمزار هندوسي مؤقت في الموقع، وفريق من كبار المحامين الذين يمثلون الجانب الهندوسي.

وبعد انتخاب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لولاية ثانية مايو الماضي وقد تعهد أثناء حملته الانتخابية ببناء معبد جديد للإله رام في موقع مسجد بابري.

ووفقا للتقرير حدد قضاة المحكمة العليا في الهند يوم الخميس كموعد نهائي للحكم في القضية، وبعد مرور أيام من تقديم الحجج للمحكمة تصدرت الدلائل الآثرية مقدمة الدفاعات والذى اعتبره أحد علماء الآثار دليلا غير معترف به وفقا لتصريحات أدلى بها للإندبندنت.

وتم إجراء حفر استكشافي بين عامي 2002 و 2003 من قبل مؤسسة الأثار الهندية وتوصلت في تقريرها الأخير أن الهياكل الوحيدة التي سبقت مسجد بابري في الموقع كانت عبارة عن جدار كبير واحد على طول الحافة الغربية وشبكة مكونة من 50 قاعدة لعواميد أصغر بكثير، وفي النهاية استنتجت المؤسسة ان هذه الاكتشافات هي دليل على وجود سابق لبناء ضخم فى الموقع لذا فمن المرجح أن يكون هذا البناء هو معبد راما.

وعندما حاول بعض الأثريين المستقلين أن يبحثوا فى الأمر منعوا بالقوة وآخرين من ضمنهم أساتذة بالجامعات الهندية تم إعطائهم تصريح محدود للاطلاع على الأمر.

وفي السياق نفسه، قال أحد المستكشفين الأثريين المستقلين من عام 2003 ، متحدثاً إلى الصحيفة إنه بغض النظر عن حكم المحكمة ، فإن الالتباس حول الأدلة العلمية في القضية ألقي بظلاله على سمعة الآثار في الهند.

وعلقت الدكتورة سبريا فارما ، أستاذة بجامعة  في دلهي أن قضية أيوديا هي النزاع الأثري الأكثر أهمية في العالم اليوم ، لكن الوعي الهندي ليس مثل أوروبا أو الولايات المتحدة حيث يتوافر للناس معرفة أفضل عن ما يمكن اكتشافه من خلال الاثار.

واعطى التفسير الذي يحمل اكثر من نتيجة للأدلة العلمية الفرصة للقضاة والسياسيين على مر العقود ان يأخذوا بالنتائج او يتجاهلوها، وفي النهاية يتم تحديد الأمر تبعا للخطوط السياسية في ذلك الوقت.

وبحسب الاندبندنت، تخلت بعض الجماعات الإسلامية عن جدالها حول الأدلة ، وفي مواجهة تصاعد القومية الهندوسية على المستويين الوطني ومستوى الولايات بدا التغيير في السياسات المتبعة لتفادي خطر حدوث أعمال شغب جديدة حول هذه القضية.

كما قدمت مجموعة من المثقفين المسلمين والمسئولين الحكوميين السابقين الذين يطلقون على أنفسهم "المسلمين الهنود من أجل السلام" مقترح لتسوية النزاع الأسبوع الماضي خارج المحكمة حيث تقدم الموقع المتنازع عليه إلى الهندوس لبناء معبدهم، مقابل ضمان حماية جميع المساجد الأخرى في البلاد من المصير الذي حل بمسجد بابري في عام 1992، الا انه قوبل بالرفض.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة