أحمد أيوب

لماذا نصر على الجمود؟

الأحد، 06 يناير 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكن أن نستسلم لمن يريدوننا إمعات، نسير وفق ما يرى هؤلاء ونفعل ما يأمروننا به.
يمكن أن نسلمهم عقولنا ونرضى بما  يفرضونه علينا.
نتحدث بلسانهم ونتعامل بحلالهم وحرامهم ونمشى على أرضهم فلا اجتهاد ولا تجديد ولا بحث ولا دراسة.
نعتمد على النقل ونلغى العقل، ننهل العلم من خطب «الحوينى» وكتب «عبدالكافى» ودروس «برهامى».
الطب عندهم والهندسة فى فقهم والعلوم فى قلوبهم محفورة خلفًا عن سلف.
ولكن.. هل سنكون قد حققنا المطلوب لديننا لو فعلنا ذلك؟..
هل سنكون قد أدينا واجبنا؟..
الحقيقة المؤكدة أننا سنكون قد أجرمنا فى حق الدين وتخلفنا عن العالم وابتعدنا عن جوهر «أولى الألباب»، ذلك الوصف العظيم الذى خاطبنا به رب العالمين مرارا وتكرارا فى قرآنه الكريم..
لم يصفنا الله بـ«أولى الألباب» إلا لأننا مطالبون من خالقنا بأن نُعْمِل العقل ونتدبر ونبتكر ونجدد ونُحدّث بلا دروشة ولا سلفنة ولا اختلاق، نبدع بلا ابتداع مضر، ونجتهد بلا تجرؤ مخل، هذا دور العقل الذى تميزنا به كبنى آدم، فمن تجمد فكره فقد أضاع عقله، ومن قيد إبداعه أهدر مستقبله.
نحن مطالبون بالتجديد الذى يحفظ الدين.
نحترم علم السابقين ونجل قدرهم، لكن لا ننسى أنهم أبناء عصورهم وظروف وقتهم ونهج ما كان سائدا فى حياتهم.
سنة الله فى خلقه التغيير الذى لا يحدث إلا بالتجديد وإعمال العقل، ولو كان الثبات هو الحكم لعاش الإنسان ألف عام وأكثر.
لكن الأجيال التى تتعاقب تعنى تغيرا فى الفكر وتجديدا فى الفقة الذى لا يمس الثوابت ولا يغير الأصول، لكنه يطور فى رؤية الأحكام.. أن نقضى بقواعد عصرنا، أن نقرأ الفقة بلغة الحال الذى نعيشه.. ما أفهمه كمسلم متمسك بدينه أننى لست تابعا لأحد سوى الله ورسوله، القرآن والسنة، وما عدا ذلك هو نتاج بشر مثلنا، اجتهدوا ولدينا الآن من يمتلكون القدرة على الاجتهاد، أصابوا وأخطأوا وعندنا من هم قادرون مثلهم.
فلماذا الإصرار على الجمود بلا دليل؟ ولماذا الوقوف بالعقل عند ألف عام مضت، وكأن الزمن ثابت لا يتغير ولا يتطور؟
الإمام الشافعى، رضى الله عنه، غيّر أفكاره فى نفس زمانه بعد أن انتقل من بغداد إلى القاهرة، لأنه وجد مجتمعا مختلفا فى عاداته وثقافته ومعاملاته، رفض أن يفرض على المصريين فكرا لا يصلح لهم.
أليس الأولى أن يتغير الفكر بعد ألف عام من التطور العلمى والتغير الثقافى والاجتماعى؟!
لا تضعوا عقولكم فى ثلاجة التاريخ، ولا تقيدوا تفكيركم بقواعد الماضى، افتحوا آفاق الفكر، ووسعوا مدارك العقل، وأفسحوا المجال لرؤية أكثر اتساعا.
لدينا الآن من يملكون قدرة الاجتهاد ولديهم علم وفهم وعقلانية تزن الأمور بميزان الفقه السليم.
أمثال العلّامة «على جمعة» والمفتى المجدد «شوقى علام» والعالم محمود حمدى زقزوق، وفيلسوف التجديد «محمد الخشت»، وغيرهم كثيرون، ولدينا دعوة أطلقها الرئيس «عبدالفتاح السيسى» وتبناها ويشدد عليها طول الوقت، للاجتهاد من أجل «تجديد الخطاب الدينى» عبر لغة تناسب العصر وتعبّر بمصداقية عن صحيح الإسلام.
ولدينا مؤسسة أزهرية لها قبول واحترام عالمى يمكنها، إن أرادت، أن تقود حركة التصحيح والدفاع عن الإسلام المبتلى بالمدعين والمتخلفين.
فلماذا نتردد؟!..
لماذا نصر على البقاء فى مواقعنا؟!..
لماذا نتمسك بالماضى ونحن نعيش حاضرا مختلفا ومقبلون على مستقبل لن يصلح معه تحجر العقل وثبات الفكر؟!..









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة