مواجهة جديدة بين ماى و"العموم" بسبب البريكست.. أعضاء البرلمان يناقشون التعديلات على خطة الخروج ويصوتون عليها.. مساعى لتأجيل موعد الرحيل ما لم يتم الاتفاق وسط تحذيرات متزايدة من تداعيات كارثية على الاقتصاد

الثلاثاء، 29 يناير 2019 05:00 م
مواجهة جديدة بين ماى و"العموم" بسبب البريكست.. أعضاء البرلمان يناقشون التعديلات على خطة الخروج ويصوتون عليها.. مساعى لتأجيل موعد الرحيل ما لم يتم الاتفاق وسط تحذيرات متزايدة من تداعيات كارثية على الاقتصاد مواجهة جديدة بين ماى و"العموم" بسبب البريكست
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسمر المواجهات السياسية العنيفة بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى والبرلمان وسط انقسام شديد بين الطرفين حول كيفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، فى ظل زيادة التحذيرات من العواقب الوخيمة للخروج بدون اتفاق.

وتعود ماى إلى البرلمان اليوم، الثلاثاء، لمواجهة مجلس العموم الذى أخذ السيطرة على البريكست منها، حسبما تقول صحيفة واشنطن بوست، مع اقتراب الموعد المقرر أن تغادر فيه بريطانيا الاتحاد الأوروبى بعد 60 يوما فقط.

 

ويستعد أعضاء البرلمان المحبطون من عدم قدرة ماى على الفوز بموافقة لخطة الانسحاب، لمناقشة التعديلات التى تم إدخالها والتصويت عليها  لجعل الحكومة تقترب من الخروج وفقا اتفاق محدد.

 

وكانت ماى قد تعرضت لهزيمة مذلة فى البرلمان قبل أسبوعين، لكنها نجت بعدها من تصويت على سحب الثقة منها. وعندما عادت ماى إلى مجلس العموم الأسبوع الماضى لتقديم خطة بديلة، بدا أنها ليس لديها أفكار جديدة، وبدت الخطة كنسخة محسنة من الخطة الأصلية التى تم رفضها بقوة.

 

ولا يزال البرلمان البريطانى يعانى من الجمود بدون التوصل إلى توافق حول كيفية الخروج من الاتحاد الأوروبى بعد أربعة عقود من التجارة الحرة والحكم المشترك.

وقد تجاوز رئيس مجلس العموم جون بركو التقاليد بالسماح بمناقشة مجموعة من التعديلات الممكنة مما أدى منتقديه إلى الهجوم عليه واتهامها بمحاولة مساعدة أعضاء من البرلمان الذين لا يشغلون مناصب فى الحكومة أو المعارضة بإخراج البريكست عن سيطرة الحكومة.

 

ومن بين التعديلات الأكثر شعبية المرجح الأخذ بها اليوم، والتى كتبها اثنين من الأعضاء من أحزاب المعارضة، تسعى لمنح ماى مهلة حتى نهاية فبراير لتأمين اتفاق مع بروكسل يمكن تمريره فى البرلمان. ولو فشلت رئيسة الوزراء مجددا، فإن المجلس يرغب أن تسعى ماى إلى إذن من قادة الاتحاد الأوروبى لتأجيل البريكست بعد موعد الرحيل المقرر فى 29 مارس المقبل.

 

وهناك خلاف حول ما إذا كان هذا التأجيل يجب أن يكون لأشهر قليلة، أو حتى نهاية عام 2019، وفقا لمقترح التعديل.

ويسعى تعديل آخر إلى منع حكومة ماى من السماح لبريطانيا.بالخروج من الاتحاد الأوروبى فى غضون شهرين بدون اتفاق على الإطلاق.

 

وتقول "واشنطن بوست" إن سيناريو الخروج بدون اتفاق لا يحظى بالتأييد بين كثير من أعضاء البرلمان، لكنه يظل احتمالا حقيقيا. وتستعد الحكومات والشركات فى بريطانيا وفى كافة أنحاء أوروبا لإرسال المليارات لخطط الطوارىء.

 

وقال ريتشارد هارينجتون، وكيل وزارة الصناعة والطاقة، أمام تمع فى لندن أن الخروج بدون اتفاق سيكون كارثة تماما على الاقتصاد.

 

إلا أن بعض أنصار البريكست المتشددين يدعمون الخروج من كتلة التجارة الأوروبية بدون اتفاق بسبب كراهيتهم الشديد لنهج ماى، والتى تسعى إلى جعل بريطانيا مرتبطة بقوة بالقواعد الأوروبية.

 

ويقول العديد من المواطنين العاديين الذين يدعمون البريكست لجهات استطلاعات الرأى الأمر نفسه، وهو أنهم سئموا وملوا من التردد الذى لا ينتهى ويريدون الخروج فقط.

 

من جانبه، قال أندريا ليدسوم، زعيم حزب المحافظين بمجلس العموم لصحيفة "صنداى تايمز" إن استبعاد خيار عدم الاتفاق قد تم استخدامه كمحاولة مقنعة لوقف البريكست.

 

وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت تحذيرات من قادة الأعمال من أن سيناريو عدم الاتفاق يمثل مخاطر حقيقية للاقتصاد. فقد حذر اتحاد التجزئة البريطانى، الذى يضم سلاسل محلات البقالة الرئيسية، البرلمان من أن الاعتماد على المنتجات الطازجة من المزارعين فى الاتحاد الأوروبى، وسيكون من المستحيل تخزين الخضروات والفواكه إذا خرجت بريطانيا من التكتل التجارى دون أى اتفاق.

وبحسب دراسة أجريتها جامعة إمبريال كوليدج فى لندن وجامعة ليفربول، فإن البريكست قد يؤدى إلى إصابة العديد من الأشخاص بالسكتة القلبية والجلطات الدماغية بسبب ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه فى البلاد، بحسب ما قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

 

وأضافت الصحيفة إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى من دون اتفاق سيكون الأسوأ، حيث يمكن أن يؤدى إلى وفاة أكثر من 12 ألف شخص بين عامى 2021 و2030.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة