علاء عبد الهادى

مرسيدس وأخواتها

الأحد، 20 يناير 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سبتمبر الماضى وعلى هامش افتتاحه لعدد من المشروعات، قطع الرئيس السيسى على نفسه عهدا قال فيه: «فى 30 يونيو 2020 سنقدم مصر بشكل مختلف خالص غير اللى انتم موجودين فيها»، لم يقل الرئيس ما قال من قبيل التصريحات السياسية المعهودة والمقبولة من أى رئيس، أو مجرد شحذ لهمم الناس، مع أهمية ذلك ومشروعيته، أو محاولة لتسويق نفسه، فهو فى غنى عن ذلك، أو مجرد جملة والسلام، فليس هذا هو أسلوب السيسى، فكل كلمة عنده موزونة بميزان من ذهب، ولكن من الواضح أنه التزام قطعه قائد على نفسه، ويعمل على تحقيقه كل يوم، بل إذا أردنا الدقة كل ساعة، ولا أبالغ إذا قلت إن الرئيس السيسى، حسبما نرى آداءه، يعطى توجيهات تنفيذ المشروعات بالشهور وأحيانا بالأسابيع، وليس بالسنين، وفى أحيان كثيرة «يتفاوض» فى المدة التى سينفذ خلالها المشروع، كما تعود أن «يتفاوض» فى تكلفة تنفيذ المشروعات مع الشركات الدولية، وبمفاوضاته الجادة الذكية، وفر لمصر مليارات فى عدد من المشروعات، تحدث بذلك عدد من رؤساء تلك الشركات الدولية، تحدثوا وأعلنوه حبا وتقديرا لمصر ولرئيسها، اقرأ جيدا ما قاله رئيس شركة «إينى» التى اكتشفت حقل غاز ظهر، وحولت مصر من دولة مستوردة للغاز إلى دولة مصدرة، ثم عاصمة للغاز فى حوض البحر المتوسط، كما حدث مع رئيس شركة سيمنس التى تنفذ أكبر مشروعاتها على مستوى العالم فى ثلاثة مواقع فى مصر، وأخيرا نجحت مفاوضات الرئيس المباشرة فى إعادة أكبر شركة فى العالم لتصنيع السيارات «مرسيدس» للعمل فى مصر بعد أن خرجت من مصر فى2015، وخلال وقت قياسى سيبدأ المصنع فى إنتاج سيارة مرسيدس وتجميعها من مصر، فى إشارة لا تخطئها عين على التغيرات الجذرية التى يشهدها مناخ الاستثمار فى مصر، لأن «البيزنس» لا يعترف إلا بلغة المصالح، ولو لم تنجح مصر فى تهيئة مناخ جديد، ما استثمرت «إينى» مثلا أكثر من 12 مليار دولار فى مصر، وما اعتبرت «سيمنس» مصر على رأس دول العالم فى توجهاتها الاستثمارية، ولما عادت «مرسيدس» إلى تصنيع سياراتها الفارهة من مصر، وبالتأكيد عودتها ستكون رسالة لا تخطئها عين لكل شركات السيارات العالمية، وتوجيها للأنظار للفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر باعتبارها بوابة أفريقيا، ولدورها المحورى فى حوض البحر المتوسط، بيان شركة مرسيدس الذى أعلنته بمناسبة عودتها إلى مصر رسالة إيجابية بالتغييرات الإيجابية التى يشهدها مناخ الاستثمار فى مصر.
 
ليس ببعيد عن التعهد الرئاسى بتغيير مصر تغييرا جذريا بحلول 2020، التكليف الرئاسى الذى صدرا مؤخراً، بأن يتم التعامل مع جميع المبانى التى لم تقم بطلاء واجهاتها، بحيث يتم الانتهاء من طلاء الواجهات الأربع لهذه المبانى فى مهلة محددة، أواتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، على أن تكون ألوان هذه الواجهات موحدة، بدلاً من هذا المشهد غير الحضارى.. كتبت فى هذا الأمر كثيرا، لأن هذا الأمر كان ينال فى الشكل العام للعمران المصرى، فمنذ أوائل التسعينيات توقف أصحاب العمارات عن «تشطيب» الواجهات، وتركوا أغلبها على الطوب الأحمر فى مظهر غير حضارى، ولا يتفق مع تاريخ مصر، ووجهها الحضارى المتميز، فى الوقت الذى يجب أن تكون فيه هناك ألوان بعينها لمحافظات بعينها، تتفق مع طبيعتها، وهل هى محافظة ساحلية مثلا، أم صحراوية، أم زراعية، واللون الذى قد يكون مناسبا لواجهات بيوت الأقصر، ليس بالضرورة الذى يناسب المبانى فى الإسكندرية، وهكذا، كتبت، وكان الأمر لا يخرج عن كونه أمان شخصية، أجترها كلما سافرت إلى الخارج وعدت أقارن بما كنا عليه، وما صار إليه حالنا، ولكن الأمر مع الرئيس السيسى مختلف، ولم يترك شاردة ولا واردة يحقق بها تعهده الذى قطعه على نفسه بأن يسلم مصر للمصريين حاجة تانية فى 2020 إلا وسعى لتحقيقها، حتى واجهات البيوت، لكى تليق بواجهة مصر الحضارية.
 
نظرة بسيطة على مستقبل مصر المنتظر خلال شهور ليست بعيدة، يبشرنا بخريطة ربما تكون جديدة كليا، مع انطلاق كامل للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى إضاءة أنوار العاصمة الإدارية، وبدء العمل فى الوزارات، وبدء سكنى للناس، مرورا بتشغيل أول خطة سكة حديد كهربائى فى مصر يربط العاصمة الأم بالعاصمة الإدارية مرورا ببدر والروبيكى والعاشر من رمضان، ويلتحم مع المرحلة الرابعة للمترو، ومستقبلا يتجه هذا الخط غربا ليصل إلى مدينة العالمين التى ستغير شكل الحياة، وتجذب العمران المستقر على مدار العام فى الساحل الشمالى الغربى، وفى المنطقة الغربية ككل، يعزز ذلك شبكة الطرق التى لم تعرف لها مصر مثيلا، مثل طريق الضبعة الذى يخترق الصحراء الغربية، ليحيى مواتها عمرانا وصناعة، واستثمارا زراعيا، خريطة مصر تتغير كل يوم بالحياة التى تدب فى 13 مدينة، يتم إنشاؤها بهمة ونشاط، وبآلاف المشروعات التى يتم إنجازها فى كل شبر فى مصر، كان آخرها محافظة الوادى الجديد التى وضعها الرئيس على مائدته لكى يحولها إلى محافظة جاذبة، ومتميزة، بإزالة كل العقبات التى تجعلها مثلا عاصمة للتمور على مستوى العالم.
 
انتظروا مصر حاجة تانية فى 2020.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة