مصر تقدم للعالم نموذجا مضيئا وثقافة جديدة فى مواجهة إشكالية العشوائيات

الأربعاء، 02 يناير 2019 01:23 م
مصر تقدم للعالم نموذجا مضيئا وثقافة جديدة فى مواجهة إشكالية العشوائيات سكينة فؤاد
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر ما تشكل "العشوائيات" هما للمثقفين حول العالم بما فى ذلك دول متقدمة صناعيا وتنتمى "لعالم الشمال"، فإن النموذج المصرى المضىء فى مواجهة هذه الإشكالية العالمية يدشن ثقافة جديدة تعلى من الجوهر الإنسانى وتجسد على الأرض معانى جودة الحياة.
 
وإذ أبدت الجماعة الثقافية المصرية شعورا بالارتياح البالغ والاحتفاء حيال رسائل "الأمل والعمل والإنجاز" التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نهاية عام 2018 سياق افتتاح مشروع "بشائر الخير-2" بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية الذى يشكل خطوة هامة وجديدة للقضاء على إشكالية العشوائيات فى كل ربوع مصر، فإن مشكلة العشوائيات بدت ملحة ومثيرة للقلق حتى فى دولة كبريطانيا.
 
وفى كتاب جديد صدر بالانجليزية بعنوان :"بريطانيا غير المرئية" يتناول المؤلف باول سنج أوضاع المهمشين من حيث معطيات السكنى، وفيما يحمل هذا الكتاب شهادات مكثفة لأناس عانوا لسنوات فى بريطانيا من سياسات الإسكان فى هذه الدولة الأوروبية التى باتت فى السنوات الأخيرة تحتل مركزا متقدما فى عالم الشمال.
 
وباول سنج بريطانى من أصل سنغافورى وهو كاتب ومخرج سينمائى تتركز اعماله سواء فى الكتب أو الأفلام السينمائية على البشر الذين يواجهون معطيات حياة صعبة ويسعون لتغييرها للأفضل، وخاصة هؤلاء الذين يعيشون فى مناطق عشوائية ويعانون من التهميش والإهمال أو التشويه من جانب التيار الرئيس لوسائل الإعلام فى بريطانيا والغرب عموما.
 
وأخرج باول سنج فيلما وثائقيا بعنوان كتابه الجديد "بريطانيا غير المرئية" فيما تعبر كتاباته وأفلامه معا عن اهتمام غير عادى وبمنظور نقدى لسياسات الإسكان فى بريطانيا وظلال تلك السياسات وانعكاساتها على الفئات الأقل دخلا ناهيك عن المهمشين والعمران العشوائى وها هو يستشهد فى كتابه الأخير بتقرير للأمم المتحدة حول "الحرمان الاجتماعى فى بريطانيا".
 
وفى هذا التقرير الأممى الذى صدر فى شهر نوفمبر الماضى أورد مقرر الأمم المتحدة المعنى بقضايا الفقر المدقع وحقوق الانسان فيليب الستون أرقاما وإحصاءات تؤكد تفاقم الأوضاع الاجتماعية لفئات فقيرة فى بريطانيا التى تعد صاحبة خامس أكبر اقتصاد فى العالم، فيما أوضح أن 14 مليون شخص أى نحو خمس عدد سكان هذه الدولة الأوروبية يعيشون فى فقر ومن بينهم مليون ونصف المليون شخص يعانون من فقر مدقع وافتقار للمتطلبات الأساسية للحياة، غير ان تلك الشرائح المهمشة فى بريطانيا كما لاحظ المقرر الأممى فيليب الستون تسعى لتقليل حدة البؤس وتضييق الفجوات فى الخدمات الحكومية "عبر حلول إبداعية على أمل الخروج من دوامة الفقر مع إعلاء روح التضامن وتبادل المساعدات فى مواجهة شدائد الحياة".
 
ولم يوفر مؤلف كتاب "بريطانيا غير المرئية" جهدا فى تعزيز محتوى هذا الكتاب بالأرقام والإحصاءات ليستشهد أيضا بدراسة "لمعهد الدراسات المالية" تحمل توقعات متشائمة بشأن انعكاسات إجراءات التقشف وسياسات حزب المحافظين الحاكم فى بريطانيا على الأطفال المنتمين لعائلات فقيرة أو مهمشة و"جودة الحياة" على وجه العموم.
 
ولئن كان باول سنج يشكل نموذجا للمثقف والمبدع المهموم بالتعبير بالكلمة والصورة معا عن قضايا الفئات الأكثر فقرا والشرائح المهمشة وجاءت شهادات العينة التى اختارها فى كتابه للمهمشين فى بريطانيا اقرب للقطات سينمائية، فهو ليس بحاجة لكثير من الكلمات حول الانعكاسات السلبية لهذا المشهد الذى يقترن بمد عنصرى على المنحدرين من أصول أجنبية فى هذا البلد والمهاجرين ناهيك عن اللاجئين.
 
وخلافا لهذا المشهد المثير للقلق فى الغرب تقدم مصر نموذجا مضيئا بحق فى مواجهة إشكالية العشوائيات وتعلى من العدالة الاجتماعية لتسود الفرحة المصرية بين السكان الذين تسلموا فى نهاية عام 2018 وحداتهم السكنية فى "منطقة غيط العنب" الواقعة غرب الإسكندرية فى اطار مشروع "بشائر الخير 2" أو المشروع الثانى للقضاء على العشوائيات فى عروس البحر المتوسط وهذا المشهد المصرى جدير بدراسات تنتمى لحقول ثقافية متعددة ناهيك عن إبداعات فى الأدب والسينما والمسرح.
 
وفى القاهرة تشكل أسماء أحياء سكنية مثل "الأسمرات والمحروسة وروضة السيدة" قصة نجاح مصرى فى تحسين جودة الحياة والتخلص نهائيا من إشكالية العشوائيات بكل ما يعنيه ذلك من جوانب قيمية وثقافية وتجسيد للعدالة الاجتماعية.
 
و فى سياق حديث عن "نقاط الضوء فى عام 2018" قال الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة :"توقفت عند المواجهة الشجاعة والسريعة فى حل أزمة العشوائيات وأنا أشاهد هذا العدد الضخم من المبانى التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل محافظات مصر" منوها بأن الملايين ينتقلون " لمساكن عصرية تحفظ للناس آدميتهم إنقاذا لحياتهم ومستقبل أبنائهم".
 
فالتخلص من معاناة الحياة فى المناطق العشوائية وغير الآمنة والانتقال لمناطق حضارية تنعم بكل الخدمات أمر يعزز القيم الإيجابية للمجتمع المصرى فيما كان الكاتب الصحفى فاروق جويدة قد أشار إلى أن "العشوائيات فى الريف والحضر جراء غياب دور الدولة فى سنوات مضت كانت من أخطر أسباب ظهور ثقافة التخلف والتطرف والأمراض الاجتماعية والفكرية والثقافية".
 
 
وكانت الكاتبة والأديبة سكينة فؤاد قد اعتبرت أنه ليس هناك أجمل وأعظم من إنقاذ سكان العشوائيات ورد آدميتهم واعتبارهم فى بيئات انسانية "وأن تستكمل المهمة والمشروع الإنسانى والاجتماعى والأخلاقى والوطنى بتوفير شروط ومقومات الكرامة والاحترام".
 
ونوهت الكاتبة الروائية والصحفية الكبيرة بأن "الرئيس ينجز وعدا جديدا من الوعود التى أعلنها وهو يمتثل لإرادة عشرات الملايين ويتولى دفة قيادة هذا الوطن, كان الوعد وضع نهاية لعار وجريمة أن يعيش جموع وآلاف المصريين فى ظروف غير آدمية وتحت أقسى درجات الهوان والاستذلال الانسانى فى مناطق مهمشة وخطرة".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة