بيطريون يحذرون من أنفلونزا الطيور: الفيروس أشد ضراوة خلال يناير الجارى ويطالبون بحملة قومية لمكافحته وبمقاطعة "البانيه".. أستاذ بيطرى: المزارع "شغالة بالبركة".. واتحاد الدواجن: اللقاحات ليست السبب فى توطنها

الخميس، 10 يناير 2019 10:00 م
بيطريون يحذرون من أنفلونزا الطيور: الفيروس أشد ضراوة خلال يناير الجارى ويطالبون بحملة قومية لمكافحته وبمقاطعة "البانيه".. أستاذ بيطرى: المزارع "شغالة بالبركة".. واتحاد الدواجن: اللقاحات ليست السبب فى توطنها دواجن - أرشيفية
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كعادتها كل عام، تأتى الشتاء لتعلن بدء موسم فيروس أنفلونزا الطيور، والذى يؤدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن، خاصة فى الكيانات الصغيرة أو المنازل، وقد حذر أطباء بيطريين، من اشتداد قوة الفيروس خلال شهر يناير الجارى لزيادة معدلات انخفاض درجات الحرارة.

بدء ظهور أنفلونزا الطيور فى الجيزة
 

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور أحمد حمودة، أستاذ أمراض الدواجن، بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، أن محافظة الجيزة أيضا بدأت تظهر بها إصابات بفيروس إنفلونزا الطيور، مشيرا إلى أنه استقبل الشهر الماضى مجموعة من العينات الخاصة بأحد المزارع بالمحافظة، التى بعد فحصها أظهرت النتائج، وجود إصابة بفيروس "H5".

وأشار أستاذ أمراض الدواجن إلى أن أساليب اختيار اللقاحات أصبحت لا تناسب حداثة آليات الاختيار التى وصلت إلى انتقاء اللقاحات وفق التركيب الجينى للفيروس، مؤكدا ضرورة اختيار لقاحات تتناسب مع العترات السائدة فى مصر، خاصة أن فيروس الأنفلونزا شديد التحور، ولابد من مواكبة ذلك التحور.

وأضاف أستاذ أمراض الدواجن، خلال تصريحات لـ"اليوم السابع"،: للأسف لا يمكن للبيوت اكتشاف إصابة الدواجن بالفيروس خاصة إن كانت فى فترة حضانته، نظرا لأن أغلب التجار يعتبرون هذه الفترة موسم للرزق لهم، حيث يشترون الدواجن بأسعار زهيدة، ويبيعها للمستهلك بأسعار مرتفعة، وبالتالى فإن لم تكن الدواجن حية وسليمة 100% من الأفضل ألا يتم شرائها.

مقاطعة البانيه
 

وشدد أستاذ أمراض الدواجن على ضرورة مقاطعة "البانيه" الجاهز بالمحال، مطالبا تدخل الجهات المعنية لتـأمين المزارع المصابة، وتعويض أصحابها بعد إعدام القطيع المصاب، كما حدث فى كافة دول العالم، مستنكرا عدم وجود أعداد كافية من الأطباء البيطريين المعينين لدى وزارة الزراعة بشكل كافى، للإشراف على المزارع.

وأكد الدكتور أحمد حمودة أنه بدون وجود برامج تحصين دقيقة يستخدم بها اللقاحات المناسبة للعترات ذات التركيب الجينى الملائم للعترات السائدة فى مصر، لا يمكن السيطرة على الفيروس، بجانب التشخيص المعملى، خاصة أن المزارع كلها تعمل "شغالة بالبركة"، على حد قوله، وتعتمد على التشخيص الوقتى، فى حين أن المعلمى خلال 6 ساعات تظهر النتائج الدقيقة، وإن كان هناك ضرورة لإعدام الدواجن أم لا، مؤكدا أن مصر تملك القدرات والإمكانيات التى تُمكنها من إطلاق حملة قومية لمكافحة إنفلونزا الطيور، وإجراء حملات تحصين على مستوى الجمهورية، تحت إشراف فنى واعى من أساتذة متخصصين "مش بتوع كفتة"، على حد وصفه.

وأوضح الدكتور أحمد حمودة: أن حملات التحصين التى تتم من جانب غير المتخصصين، تؤدى إلى نشر العدوى بين المزارع، على عكس الطبيب البيطرى المتخصص الذى يلاحظ إصابة الطائر من مظهره، لافتا إلى أن دولة مثل بنجلاديش لا تملك إمكانيات بالقدر المتوفر لدى مصر، ومع ذلك تمكنت من السيطرة على أنفلونزا الطيور.

فيما قال الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، مقرر لجنة الأدوية والشركات، أنه منذ عام 2006 ومع بداية ظهور إنفلونزا الطيور فى مصر، ظهر بيزنس لقاحات أنفلونزا الطيور، وتم تسهيل دخول لقاحات من دول مثل الصين، دون أى معايرة حقيقية لها، وتم استيراد كميات كبيرة جدا، تم اكتشاف عدم ملائمتها للعترات المصرية فيما بعد، وبالتالى أحدثت مشكلتين، هما: إحضار عترات جديدة على الموجودة فعليا، بالإضافة إلى أن تلك اللقاحات لم تعالج الفيروس المحلى، وبلغت وقتها حجم المكاسب إلى أكثر من 500 إلى 600 مليون جنيه، مشيرا إلى عدم وجود خطة حقيقية لمواجهة إنفلونزا الطيور فى مصر، فى الوقت الذى تمكنت أغلب دول العالم من القضاء عليها.

وأشار عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين إلى أنه تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات التى لم تأت بنتيجة، والدليل استمرار وجود الفيروس بمصر حتى الآن، القضاء على الأنفلونزا لا يتم بمنع نقلها حية من منطقة لأخرى، لابد من وجود لقاحات وطنية حقيقية، وتفعيل دور كوادر الأطباء البيطريين، وتشكيل لجنة قومية لمكافحة الفيروس، وتعيين أطباء بيطريين بأعداد تكفى لعمل حملة قومية لمكافحته، خاصة أن أنفلونزا الطيور أصبحت بيزنس ومصدر رزق لكثير.

وحذر عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين من زيادة معدلات الإصابة خلال شهر يناير الجارى، قائلا: أنفلونزا الطيور ستكون أشد ضراوة، نظرا لزيادة معدلات انخفاض درجة الحرارة، بالتزامن مع وجود عترات جديدة، حيث يحدث كل عامين أو ثلاثة موجة من الفيروس، لاستيطانه فى مصر بشكل يجعل من مقاومته أمر ليس سهل، خاصة أننا لا نقاومه بالفعل، مؤكدا على ضرورة إطلاق مشروع قومى لإنتاج لقاح مناسب للعترات المحلية.

من ناحيته، قال الدكتور زكريا الشناوى، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، مقرر لجنة الثروة الداجنة، إن أغلب الإصابات بأنفلونزا الطيور تظهر فى الكيانات الصغيرة، أو ناتج عن التربية المنزلية، وهى نسب لا تمثل شيئا بالنسبة للإنتاج العام، لكن تساهم فى انتشار العدوى، لافتا إلى أنه فى حال استمرار عدم القدرة على وقف التربية المنزلية بشكل كامل، فأنه على الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إجراء حملات تحصين للمنازل والقرى من خلال الأطباء البيطريين، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار التحصينات سبب فى انصراف صغار المربيين عنها.

وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، أن حجم الإنتاج اليومى فى مصر من الفراخ البيضاء يصل إلى 3 مليون طائر، بإجمالى حوالى مليار وربع طائر، بمعدل حوالى 125 ألف مزرعة، لافتا إلى أن وزارة الزراعة لديها حصر دقيق خاص، لافتا إلى أن انتقال الفيروس للإنسان نسبته ضعيفة جدا، مشيرا إلى أن العترة التى يتم وصفها باعتبارها وباء تؤدى إلى نفوق 50% من الطيور خلال 48 ساعة.

من ناحية أخرى، أكد الدكتور نبيل درويش، رئيس اتحاد منتجى الدواجن، على رفضه اعتبار أن اللقاحات سببا رئيسيا فى توطن فيروس أنفلونزا الطيور، مشيرا إلى أن أساس الفيروس هو "الأمن الحيوى"، والذى فى حال توافره فى المزارع يحميها من الإصابة بالأنفلونزا، قائلا: لا يوجد لقاح به كل أنواع العترات الموجودة من الأنفلونزا، فقط يتم استيراد نوع أو أثنين مشهورين منهم، وبالتالى يتم الحصول على اللقاحات للوقاية، لكنها ليست بالضرورة أن تمنع الإصابة بالمرض، لأنها لا تعطى 100% مناعة.

وأضاف رئيس اتحاد منتجى الدواجن، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"،: الاتحاد يجرى توعية للمربيين، للالتزام بمعايير الأمان الحيوى، والتى تضم الحفاظ على نظافة المزرعة، ومراعاة الأبعاد الوقائية بين كل مزرعة وأخرى، وأى منشآت لها علاقة بالإنتاج الحيوانى، وتخصيص مناطق محدد داخل المزرعة للعاملين للتطهير قبل دخوله لها، ويتم منع دخول غير العاملين بها، ويتم توصيل العلف بطرق تساهم فى منع انتقال العدوى لداخل المزارع.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة