"الفلوس مش كل حاجة"، مقولة متوارثة تتداولها الأجيال على مر العصور، وذلك تعبيرًا عن الزهد فى جمع المال، وأن هناك أمورًا أهم بكثير من الثراء والغنى، ولكن فى تجربة أجرتها إحدى وكالات التصوير الصينية على بعض العاملات الفقيرات، ممن لم يخضعن لجلسات تصوير من قبل بسبب ظروفهن المعيشية وضعف دخلهن الشهرى، كان للنتائج الظاهرة على العاملات الصينيات رأيًا معاكسًا للمقولة العابرة لكل العصور.
جلسة مكياج لعاملة صينية
وكالة التصوير الفوتوغرافى فى "تشونج تشينج"، أجرت تجربة مع عدد من النساء اللواتى لم يدخلن الاستوديو أبدًا، حولتهن إلى ملكات بلمسات سحرية بسيطة، حيث أخضعت مجموعة من النساء العاملات فى أعمال شاقة ومرهقة، لجلسات تجميل ومكياج، وبعد ذلك خضعن إلى جلسات تصوير "فوتوسيشن"، بعد ظهورهن بأزياء جديدة أبرزت أنوثتهن، وكانت النتائج فى النهاية مبهرة لكل من رأى السيدات الصينيات فى الصور النهائية لجلسات التصوير، وجاءت التجربة لرفع معنوياتهن.
"فنج يونج زن"، هى إحدى السيدات الخاضعات للتجربة، وتعمل كعاملة نظافة، تبلغ من العُمر 42 عامًا، عملت بالتريكو فى بداية حياتها، قبل أن تتجه للعمل بالنظافة فى إحدى وكالات التصوير منذ أكثر من 10 سنوات، وأكدت السيدة، أنها لا تلتقى بابنتها إلا مرة أسبوعيًا بسبب العمل، قائلة: "أنا محرجة للغاية"، وعلى الرغم من أنها عملت فى وكالة التصوير لمدة 3 سنوات، إلا أنها لم تفكر أبدًا فى التقاط صورة لنفسها، وكانت كلماتها هذه عقب وضع المكياج الملائم، الذى أخذها بالفعل لعالم آخر، كما تبدو بالصور.
جاو جى، عاملة بناء صاحبة الـ51 عامًا، التى اتبعت مسار زوجها بعمله الشاق بمدينة تشونج تشينج، وتركت أنوثتها أمام نقل الأحجار ومواد البناء الثقيلة، وأصبحت عاملة فى موقع البناء، تكسب المال عن طريق تنظيف القمامة فى الموقع، منذ الساعة الـ 6 صباحا حتى الليل.
ولكن "فرشاة مكياج، وأحمر شفاه، وتاج ملكات"، كانت أشياء كافية لتحول مظهر تلك العاملة، التى كساها التشقق، والتقشف، إلى أميرة جميلة، ورغم الظهور بعض التوتر عليها فى بادئ الأمر، إلا أن ابتسامتها أظهرتها بشكل رائع فى جلسة التصوير.
داى زيمى، سيدة تبلغ من العمر 45 عامًا، وهى عاملة بمصنع صغير لقطع غيار الدراجات النارية، تقضى معظم وقتها بالتعامل مع المفاتيح، وغيرها من القطع، وتعانى تلك السيدة الأربعينية من إعاقة فى إصبعها، بسبب عملها بإحدى حقول الحصى لنقل الحجارة، لتوفير المال لطفلتها، لكنها أُصيبت حينها عند نقلها حجر مكسور.
وفى لافتة رقيقة من المصورة، أعطت السيدة "داى زيمى" مجموعة من فساتين الزفاف، فكانت "زيمى" خجولة جدًا، لأنها المرة الأولى التى ترتدى فيها فستان زفاف، حيث لم تساعدها ظروفها المادية على ارتدائه وقت زواجها منذ أكثر من 25 عامًا، لتظهر بمظهر الأميرات فى النهاية بالفستان الأبيض والمكياج، أمام عدسات الكاميرات.