المهدى المنتظر.. بين كذبة مؤسس دولة الموحدين ونبوءة الحاكم بأمر الله

الخميس، 06 سبتمبر 2018 08:00 م
المهدى المنتظر.. بين كذبة مؤسس دولة الموحدين ونبوءة الحاكم بأمر الله بن تومرت
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو قصة المهدى المنتظر، والذى يعتقد بظهوره فى نهاية الزمان وحياة البشر على الأرض، ويكون حاكمًا عادلاً وعظيمًا لدرجة أنه سينهى الظلم والفساد على وجه الأرض، وينشر العدل، وهو اعتقاد سائد لدى أغلب طوائف المسلمين.
 
وعلى مدار التاريخ الإسلامى، ظهر العديد من الشخصيات الذين ادعوا أنهم المهدى المنتظر والذى يعتقد أنه سوف يكون من نسب النبى محمد (ص)، أو من آل بيت على بن أبى طالب بحسب المعتقد الشيعى.
 
وظهر خلال التاريخ الإسلامى الطويل، بعض الحكام الطامعين فى السلطة، والذين ادعوا أنهم تلك الرجل العادل المنتظر، لكى يتبعه الناس، ويؤمنون به وبأحكامه وأعماله، ومن بينهم مؤسس دولة الموحدين فى المغرب العربى محمد ابن تومرت، والذى تحل ذكرى رحيله الـ890، إذ رحل فى 6 سبتمبر عام 1198.
 
وبحسب كتاب "المهدى بن تومرت - حياته وآراؤه وثورته الفكرية والاجتماعية وأثره بالمغرب (ص 113)" للكاتب الدكتور المجيد النجار، فأن فكرة المهدية من الناحية السياسية وسيلة ممتازة لكسب الأنصار وضمان ولائهم المستمر، حيث يلتفون دونما انفراط حول الشخص الذى يعتقدون أنه المهدى المنتظر.
 
وفى حالة محمد ابن تومرت، لم تكن فكرية المهدية غريبة عليه خاصة أنه من أهل السويس، ولم يفت على ابن تومرت أن يستغل هذه المعطيات استغلال سياسيًا، وظل يمهد لأعلان نفسه المهدى لاصحابه، ويدخل الفكرة إلى أذهان أصحابه وأتباعه بحيث لا تستعصى المقولة عن تصديق أحد.
 
حتى انتهز الفرصة فى رمضان عام 515هـ، وتم الإعلان هم المهدية فى حضور كل الاتباع، خطب ابن تومرت قالا: "الحمد لله الفعال لما يريد القاضى بما يشاء، لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، وصلى الله على سيدنا محمد المبشر بالمهدى الذى يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت طلما وجورا، يبعثه الله إذا نسخ الحق بالباطل وأزيل العدل بالجور، مكانه المغرب الأقصى ومنه آخر الزمان، واسمه على اسم النبى، وقد ظهر جور الأمراء وامتلأت الأرض بالفساد، وهذا آخر الزمان، والاسم الاسم والنسب النسب، والفعل الفعل"، فلما سمع أصحابه المقربون هذه الخطبة، قالوا له: الصفة لا توجد إلا فيك، فأنت المهدى المنتظر.
 
وهكذا دعا ابن تومرت القبائل إلى مبايعته و كون منهم جيشا قويًا جعل على رأسه عبد المومن بن على للقضاء على المرابطين و لقب أتباعه بالموحدين ووضع بذلك أسس الدولة الجديدة هى الدولة الموحدية. ويعتبر ابن تومرت هو صاحب اختراع النقود الموحدية المربعة.
 
الغريب فى فكرة المهدى، إن الطائفة الدورزية تعتقد بأن الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، اختفى وسيعود قريبا مرة أخرى ويملك الأرض وينشر العدل، وذلك حسبما ذكر كتاب " فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها" للدكتور غالب بن على عواجى، رغم أن بعض ذكر  أن الحاكم قتل ولم يختفى وذلك نتيجة مؤامرة البعض ينسبها إلى أخته وأخرين نسبوها لليهود الذى تعرضوا للاضطهاد فى أيام حكمه.
 
وبحسب المراجع التاريخة فأن الحاكم بأمر الله اختفى فى عام 1021، وبالرغم ترجيح وفاته، إلا أن عقيدة الدروز تؤمن بأنه دخل غيبة كبرى وأنه سيرجع بصفته المهدى المنتظر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة