الأنظار تتجه لأوزبكستان وثقافتها تزامنا مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى

الإثنين، 03 سبتمبر 2018 06:11 م
الأنظار تتجه لأوزبكستان وثقافتها تزامنا مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس عبد الفتاح السيسى
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستعد أوزبكستان لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مصرى لهذه الدولة الصديقة التى تقع فى آسيا الوسطى، وتشمل مباحثاته المرتقبة فى طشقند مع الرئيس الأوزبكستانى شوكت ميرزاييف، دعم التعاون المشترك فى مجالات متعددة من بينها الثقافة.

 

ومع هذه الزيارة غير المسبوقة تتجه الأنظار لأوزبكستان بثقافتها الثرية وإسهاماتها المهمة فى التراث الحضارى للعالم الإسلامى، وأسماء مدن وأعلام وعلماء أنجبتهم هذه الأرض ليكتبوا صفحات مضيئة فى التاريخ الثقافى العالمى وتبقى تلك الأسماء حاضرة فى الذاكرة الإنسانية.

 

وتعد أوزبكستان أكبر دول آسيا الوسطى من حيث عدد السكان الذى تجاوز الـ 30 مليون نسمة وتحظى بمناطق ومدن ذات أهمية فى التاريخ والتراث الثقافى العالمى والحضارة الإسلامية كمدينة سمرقند، فضلا عن بخارى وخوارزم وترمذ كما تقترن فى عقل العالم وذاكرته الثقافية بأسماء علماء وائمة كالبخارى والخوارزمى والزمشخرى والترمذى والنسائى والبيرونى والعلامة أبو المعين النسفى، الذى يعد من أشهر واهم علماء "الطريقة الماتريدية".

 

وإذا كان "يوم المعلم" فى أوزبكستان الذى يوافق الأول من أكتوبر يدخل ضمن الأعياد والعطلات الرسمية فى هذه الدولة فإن مدرسة "مير عرب" التاريخية وهى أقدم وأكبر صرح علمى فى مدينة بخارى باتت موضع اهتمام الرئيس شوكت ميرزاييف الذى أعرب عن أمله فى استعادة دور هذه المدرسة التى تخرج منها عشرات العلماء والأئمة، لإثراء الثقافة فى العالم الإسلامى على مر العصور.

 

وشعب أوزبكستان الذى يتحدث باللغة الأوزبكية غالبيته من المسلمين ويحظى بتنوع عرقى ويعلى من قيم التسامح والوئام فيما يتبنى الرئيس شوكت ميرزاييف توجها "للبناء على تاريخ الأوزبك فى الحضارة الإسلامية" معيدا للأذهان أن هذه الأرض أنجبت أسماء خالدة فى التاريخ الحضارى الإسلامى، مثل الفارابى وابن سينا والنقشبندى والفرغانى.

 

والموروث الثقافى الإسلامى الثرى للأوزبكيين حاضر بوضوح فى أوجه الحياة المعاصرة ما بين العادات والتقاليد والطعام والأزياء والعمارة والأدب والموسيقى والأغانى فيما يعد "غفور غلام" رائد الشعر الأوزبكى الحديث ويزدان سجل الأدب الأوزبكى المعاصر بأسماء مبدعين مثل كامل ياشن وأسعد مختار وشرف رشيدوف.

 

وحتى القرن العاشر الميلادى كانت اللغة العربية هى لغة الأدب والتجارة ودوائر الحكم فى أوزبكستان أو "بلاد ما وراء النهر" فى آسيا الوسطى، التى اهتدت للإسلام منذ القرن الثامن الميلادى فيما أضحت "بخارى" واحدة من أهم المراكز الثقافية فى العالم الإسلامى جنبا إلى جنب مع القاهرة وبغداد وقرطبة.

 

وقرر الرئيس ميرزاييف إقامة مركز للثقافة الإسلامية فى طشقند تحت شعار "المعرفة ضد الجهل" وبغرض تقديم المضمون الحقيقى للدين الحنيف على أن يعرض هذا المركز نماذج من التراث المضىء لعلماء وأئمة من أبناء الأرض الأوزبكية.

 

وبعد انتخاب شوكت ميرزاييف رئيسا لأوزبكستان وتوليه منصبه الرئاسى فى الرابع عشر من ديسمبر عام 2016 رأى محللون من المتخصصين فى شؤون آسيا الوسطى مثل المحلل الباكستانى الشهير أحمد رشيد أن "فجرا جديدا يطل على أوزبكستان التى كسرت جدار عزلتها".

 

وقال رشيد فى طرح بمجلة "نيويورك ريفيو" ذات المستوى الثقافى الرفيع إن "أوزبكستان بقيادة الرئيس ميرزاييف قد أمسكت لأول مرة بزمام القيادة لصنع السلام فى المنطقة" لافتا للجهود الأوزبكية لإحلال السلام فى أفغانستان.

 

ووصف أحمد رشيد الرئيس الأوزبكستانى شوكت ميرزاييف "بالرئيس غير العادى" مشيدا بإصلاحاته الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع التسامح ومد جسور الصداقة مع العالم الخارجى مع التصدى بقوة للتطرف ومخاطر الإرهاب لتكون بلاده نموذجا يحتذى من جانب بقية دول آسيا الوسطى.

 

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى أعلنت أوزبكستان استقلالها فى الأول من شهر سبتمبر عام 1991 فيما حققت نموا اقتصاديا بمعدل تجاوز الـ7 فى المائة خلال العقد الأخير وتعد عاصمتها طشقند المركز الثقافى والاقتصادى الرئيس فى آسيا الوسطى.

 

ويتبنى الرئيس شوكت ميرزاييف توجهات إصلاحية وداعمة لانفتاح أوزبكستان على العالم وخاصة دول الجوار فى آسيا الوسطى أى كازاخستان وتركمانستان وقيرغيزستان وطاجيكستان فضلا عن دول العالم الإسلامى ككل ومصر فى القلب منها.

 

وحسب بيانات منشورة فإن الصندوق المصرى للتعاون مع دول الكومنولث والتابع لوزارة الخارجية قدم نحو 170 منحة تعليمية لطلاب ودارسين من أوزبكستان فيما تشارك مصر بانتظام فى مهرجان سمرقند الدولى للموسيقى الشرقية وتتبادل الدولتان الصديقتان زيارات الفرق الفنية والمعارض.

 

ومنذ عام 1992 تم التوقيع على اتفاقيات للتعاون بين معهد طشقند العالى للدراسات الشرقية وجامعات القاهرة والزقازيق وأسيوط فضلا عن جامعة الأزهر.

 

وإذ تستضيف العاصمة الأوزبكية طشقند أول منتدى للأعمال بين مصر وأوزبكستان اعتبارا من غد "الثلاثاء" وحتى السابع من شهر سبتمبر الجارى فان الدولتين الصديقتين تتطلعان لمزيد من التعاون المشترك بما يتناسب مع الطموحات المأمولة فى مجالات التجارة والاستثمار والزراعة والعلوم والتقنية والسياحة ناهيك عن الثقافة بعطر التاريخ ومجد الحضارة وبريق وشائج خالدة على مر العصور.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة