رحيق العمر.. كتاب يكشف "الحياة" كما عاشها جلال أمين

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018 08:15 م
رحيق العمر..  كتاب يكشف "الحياة" كما عاشها جلال أمين غلاف كتاب رحيق العمر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى كتاب "رحيق العمر" للكاتب جلال أمين الكثير من الذكريات من حياته مع أمه، وأبوه وأخوته والمدرسة النموذجية ومباهج لندن، وسن المذاكرة، والحب والزواج والأبناء ونكبة الكويت.

رحيق العمر
 
وفى الكتاب ستجد حكايات مختلفة منها جلال أمين وهو يتشاجر مع بلطجى من أمريكا اللاتينية حاول الاستيلاء على شقته فى المعادى، فتجد أن الغضب أعماه تقريبًا وهو يحمل (الكوريك) ويهشم نوافذ البيت وكشافات سيارات الرجل، ويقتحم البيت غارقًا فى الدماء فيفر المعتدى خوفًا.

فى الكتاب سوف نجد وصفا للمناخ الثقافى التعليمى فى الأربعينات قائلاً  "إنه كان يجمع بين احترام الحضارة الغربية واحترام النماذج الرفيعة فى التراث العربى والإسلامي؛ فقد كانت هناك هالة من الاحترام تحيط بأسماء النابغة الذبيانى والمتنبى وسواهما؛ لكن فى الوقت نفسه يستقر فى ذهنك احترام فولتير وروسو، وتعرف من هو سقراط، وماذا قدمه ديكارت. ويعزو هذا إلى ثقة الطبقة الوسطى بنفسها واطمئنانها إلى المستقبل، وهذا أدى لإفراز مترجمين فى غاية البراعة والتمكن من اللغة العربية قبل الأجنبية، كما يفسر هذا الانسجام الذى ساد علاقة المسلمين والمسيحيين وقتها. ويقارن د. جلال بين التعليم فى ذلك الزمن والتعليم الحالى فى أرقى صوره؛ فالتعليم الحالى لا يتضمن التمثيل فى مسرحية أو تعلّم العزف على آلة موسيقية، أو القيام برحلة لمتحف، وعندما قررت المدرسة عمل معرض للأعمال الفنية؛ فإن كل الآباء كانوا يعرفون المحل الذى يشترون منه الأعمال الفنية جاهزة. هناك مدارس محدودة أفلتت من هذه الدائرة الجهنمية -مثل بعض مدارس المعادي- لكن على حساب مصاريف باهظة وتضحية شبه كاملة باللغة العربية

وفى الكتاب يتحدث جلال أمين عن بعثته لدراسة الاقتصاد فى إنجلترا والتى أبعدته عن مصر فى الفترة الذهبية من تاريخها (1955 – 1958)،  ذروة عدم الانحياز واستقلال القرار؛ لكن البيروقراطية كانت قادمة لكنه عندما عاد لمصر عام 1964 اكتشف أنه كان تحت الرقابة طيلة الوقت، أما أخوه (عبد الحميد) فقد فوجئ بمصادرة أجهزته فى المركز القومى للبحوث ونقلها إلى أنشاص، من ثم ترك التدريس فى جامعة عين شمس وسافر للولايات المتحدة، ثم عاد منها ليعيش أربعين عامًا من البطالة حتى توفى عام 2006، وفى العام 1966 أحيل أخوه محمد رئيس مجلس إدارة شركة إيديال للمعاش، لأن بعض العمال فى المصنع اتهموه بعدم تعاطفه مع الاشتراكية.

ومن أهم أجزاء الكتاب المراسلات بينه وأخيه (حسين) الذى كان فى لندن وقتها، حيث يتكلم الأخوان المثقفان عن الموسيقى الكلاسيكية والمسرح والفنون، وكذلك الأعوام التى قضاها جلال أمين فى لندن وتجاربه مع أساتذته البريطانيين ومغامراته فى استكشاف عالم المكتبة وخطواته الأولى فى عالم الاقتصاد. أعوام ثرية جدًا تنتهى بأن قابل كذلك شريكة حياته البريطانية التى صارت زوجته

من أهم الفصول كذلك هذا الفصل الذى يتلخص فى كلمات أستاذ فرنسى لتلميذ مصرى لديه: "أنتم معشر المصريين طلبة ممتازون وأذكياء ومبتكرون؛ لكن ما الذى يحدث لكم عندما تعودون لمصر؟.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة