الاتحاد الأوروبى يهدد فيس بوك وتويتر بعقوبات فى حالة عدم امتثالهما لقواعد المستهلك.. المفوضية الأوروبية: تم إبلاغهما بجعل شروطهما متماشية مع قواعد الاتحاد ولم يستجيبا.. ماى: فيسبوك يتربح من الإتجار بالأطفال

الخميس، 20 سبتمبر 2018 04:03 م
الاتحاد الأوروبى يهدد فيس بوك وتويتر بعقوبات فى حالة عدم امتثالهما لقواعد المستهلك.. المفوضية الأوروبية: تم إبلاغهما بجعل شروطهما متماشية مع قواعد الاتحاد ولم يستجيبا.. ماى: فيسبوك يتربح من الإتجار بالأطفال هجوم ضد السوشيال ميديا
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتجدد يوم تلو الآخر أزمة السوشيال ميديا، خاصة بعد أن أعلن كل من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومعه الاتحاد الأوربى الحرب عليها، فقد أكد الاتحاد الأوروبى إن شركتى فيس بوك وتويتر تواجهان عقوبات إذا لم تمتثلا لقواعد المستهلك الأوروبى بنهاية العام، فى وقت تواصل فيه الجهات التنظيمية بالاتحاد حملة على عملاقى مواقع التواصل الاجتماعى الأمريكيين بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية.

ومن جهة أخرى تواجه منصات إلكترونية انتقادات شديدة فى أوروبا بسبب ممارسات هيمنة ومناهضة التنافس مما أدى إلى فرض غرامات كبيرة على بعض الشركات.

 

مارك زوكربيرج
مارك زوكربيرج

 

 

وقالت المفوضية الأوروبية، اليوم، إنه قد مر 7 أشهر منذ إبلاغ فيس بوك وتويتر بضرورة جعل شروطهما الخاصة بالمستخدمين متماشية مع قواعد الاتحاد الأوروبى، لكنهما لم تعالجا بعد كل المشاكل.

 

وقالت فيرا يوروفا، مفوضة العدل الأوروبية إن موقع (إير بى.إن.بى) أجرى، على عكسهما، التعديلات اللازمة بعد إبلاغه قبل 3 أشهر بأن يدخل التعديلات، مضيفة "إذا لم نرى تقدما ستأتى العقوبات، هذا واضح تماما ولا يمكننا التفاوض للأبد، نحتاج لرؤية نتائج".

 

وقال متحدث باسم المفوضية، إن على تويتر أيضا إجراء التعديلات اللازمة بحلول نهاية العام، موضحا أنه سيتم فرض عقوبا

 بيان "فيس بوك"

 

وقالت شركة "فيس بوك" فى بيان لها، إنها قامت بالفعل بعدد من التعديلات وستواصل التعاون مع السلطات، مؤكدة على تحديث شروط الخدمة فى فيسبوك فى مايو الماضى، وأنه تم ادخال  الغالبية العظمى من التعديلات التى اقترحتها شبكة التعاون لحماية المستهلك والمفوضية الأوروبية فى تلك المرحلة.

 

تريزا ماى: تجارة بالأطفال

ومن جانب آخر عبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى عن استيائها بسبب سياسة موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك فى التربح من الإتجار بالأطفال"، محذرة من أن مهربى البشر كانوا يعلنون عن خدمات للمهاجرين على شبكة الإنترنت تشبه أسلوب وكلاء السفريات.

 

وأضافت ماى خلال اجتماعها اليوم مع قادة الاتحاد الأوروبى، حسبما نقلت صحيفة "التلجراف" البريطانية "أنه سيتم تضييق الخناق على هذه الممارسات التى تسهم فى ارتفاع حصيلة الوفيات مع محاولة الأشخاص عبور البحر المتوسط من إفريقيا إلى أوروبا بحثا عن حياة جديدة " .

واتهمت ماى موقع فيس بوك وشركات تواصل اجتماعى أخرى بالإخفاق فى معالجة المشكلة نظرًا لمدى سهولة نشر إعلانات مقنعة على الإنترنت من جانب عصابات الإتجار بالبشر دون أن يتم إزالتها.

وأوضحت أن هذا الأمر سمح لبعض الأشخاص إلى الاعتقاد أنهم يدفعون الأموال من أجل الحصول على سفر طبيعى وآمن فى سبيل الوصول لأوروبا، مشيرة إلى أن السلطات البريطانية قدمت تقارير عن وجود أكثر من 500 إعلان لوكالة الشرطة الأوروبية (اليوروبول) خلال السنة الماضية فى محاولة لعرقلة مساعى المهربين .

وفى محاولة لإظهار أن بريطانيا ستواصل دعم البلدان الأوروبية عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست"، قالت ماى: "إن بلادها ستقدم خبرتها فى إزالة المحتوى الإرهابى الموجود على الإنترنت كما ستطبق السبل ذاتها لمكافحة الإتجار بالبشر".

 

ترامب يعلن الحرب على "تويتر"
 

ومن جانبه اتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالفعل موقع تويتر بممارسة "الحظر الخفى" على السياسيين الجمهوريين من حزبه قبل انتخابات الكونجرس، متوعدا بالرد، وبعدها بأسابيع قليلة أعلن تويتر الانضمام لفيس بوك ويوتيوب وماى سبيس وأبل فى حجب ظهور الإعلامى أليكس جونز - المعروف بانتمائه لليمين المتطرف وإن كان يقدم برامجه فى صورة نظريات مؤامرة وتمثيل وليس تقارير سياسية حقيقية- مع ذلك كان جونز السبب فى حصد ترامب ملايين الأصوات فى الانتخابات الأمريكية، وهذا جعل العديد من المدونين اليمينيين على مواقع التواصل الاجتماعى يتحدثون عن عملية استهداف منظم لهم.

 

65790-ترامب-وجوجل
 

تقنين عمل "السوشيال ميديا"

وتصاعدت حدة الآراء حول "تقنين" آلية عمل السوشيال ميديا، حيث اقترح المعلق السياسى ديفيد كولين أن الولايات المتحدة ستتجه فعلا لوضع قوانين تقيد عمل وسائل التواصل الاجتماعى وتحولها من مجرد شركات فى وادى السيليكون إلى "أدوات خدمية للقطاع العام" هذه العبارة أقرب ما يكون لاستخدام مصطلح "التأميم" فى أمريكا ولكن بدون نزع ملكية فيسبوك من مارك زوكربيرج لتستولى عليها الحكومة الأمريكية مثلا.

 

وبما أن الكونجرس الأمريكى دخل فى مرحلة لجان الاستماع والتحقيق مع رؤساء فيس بوك وتويتر فإن السيناريو الأخطر على هذه الشركات ربما يكون استخدام سابقة فى التاريخ الأمريكى لم تحدث إلا فى عهد "تيودور روزفلت" نفسه، وهى وسيلة "التكسير".

 

الاتحاد الاوربى
الاتحاد الاوربى

 

مؤيدو ترامب حاليا يرسمون التشابه بين الشركات العملاقة القديمة الصناعية وبين مواقع التواصل الاجتماعى التى تحجب وتروج للأفكار والأشخاص على مزاجها، وحتى بيان تويتر فيما يتعلق بحجب أليكس جونز كان يقر بأن "رؤساء الشركة يحاولون العمل بدون ترك أرائهم السياسية تؤثر على ما يقومون بحظره" وهو اعتراف بوجود انحياز وإن كانوا يحاولون تجنبه، بهذا يمكن القول أن هذه الشركات العملاقة تتصرف كما يحلو لها وتفرض قواعد حسب مزاجها ولا تستخدم قاعدة واحدة على جميع المستخدمين.

 

بحسب صحيفة الإندبندنت فإن ترامب لديه حليف دولى لاستهداف الشركات الكبرى فى مجال السوشيال ميديا، وهذا الحليف هو الاتحاد الأوروبى الذى أعلن عن غرامات ضخمة على جوجل.. والأكثر من هذا أعلنت المفوضية الأوروبية الخاصة بالمنافسة، مارجريت فيستاجر، عن تأييدها لفكرة تكسير شركة "ألفابيت" المالكة لجوجل لعدة شركات بحيث يتم الفصل بين جوجل وبين يوتيوب وبين أنظمة التشغيل للموبايل "الأندرويد" لتحويلها لعدة شركات أصغر حجما ولا تسيطر على الإنترنت.

 

جوجل
جوجل

 

وبحسب موقع "أتلانتيك" فإن ترامب نفسه اتهم جوجل بالتحيز ضده بنشر أخبار سلبية عنه، لذا التحالف مع جبهة دولية موجود، ولكن الذى يعيق هذه الخطوة حاليا هى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس والتى ستكون فى نوفمبر المقبل، ما يعنى أن أى تحرك سياسى ضد المواقع العملاقة سيكون بعد الانتخابات حتى لا يثير ذلك أزمة يستغلها خصوم ترامب من الديموقراطيين بدعاية أن "تحطيم الشركات" سيؤثر على الديمقراطية والاقتصاد، ومن جهة أخرى حتى لا يكون هذا زريعة لنشر مزيد من الأخبار السلبية عن ترامب وقت الانتخابات التى يريد الفوز فيها بشدة كون حزبه يملك أغلبية طفيفة 51 مقعدا أمام 49 مقعدا للديمقراطيين.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة