صحيفتان بريطانيتان: أزمة تركيا تتفاقم بسبب سياسات أردوغان المستبدة

الأحد، 12 أغسطس 2018 06:02 م
صحيفتان بريطانيتان: أزمة تركيا تتفاقم بسبب سياسات أردوغان المستبدة أردوغان
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

علقت صحيفتا الإندبندنت والجارديان البريطانيتان، اليوم الأحد، على الوضع المتأزم الذى تشهده تركيا والذى بلغ مداه إثر الخلاف الأخير بين واشنطن وأنقرة، وفرض إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عقوبات اقتصادية عليها، وتوقعتا تفاقم أزمة تركيا بسبب سياسات رئيسها رجب طيب أردوغان.

ففى صحيفة الإندبندنت استهل الكاتب بن تشو، المحرر الاقتصادى للصحيفة مقاله، بالقول إن أردوغان الرئيس ذى الكاريزما فاز بالانتخابات لكنه أيضا مستبد، مشيرا إلى استمرار أردوغان فى إهانة المنظمات الدولية وإهانة الدول التى لا تتفق مع سياسته الخاصة، فضلا عن تمكين أقاربه من السلطة، وترويجه لنظريات اقتصادية حمقاء، كم من ارتفاع معدل فائدة البنك المركزى التركى والمفترض أنه مؤسسة مستقلة، إذ يعتقد أردوغان بخلاف كل الأدلة فى العالم أن معدل الفائدة المنخفض يحد من التضخم ولا يؤججهه كما هو معروف.

وتابع أن أردوغان يدعى أن عبارات مثل الديمقراطية والحرية وسيادة القانون لم تعد لها قيمة بعد الآن على الإطلاق، إلى جانب تصريحاته المثيرة للجدل مؤخرا، وأبرزها أن الأمم المتحدة قد انهارت، كما يصف الهولنديين بفلول النازية.

ولفت تشو إلى إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتخذ نهجا مماثلا فيما يتعلق بتوجهاته الاقتصادية وموقفه من المؤسسات الدولية، لكن الفارق الآن بين أمريكا وتركيا هو أن الحساب الاقتصادى لكل هذا الدمار الشعبوى قد حان.

ورأى المحرر الاقتصادى للصحيفة البريطانية، أن الليرة التركية فى حالة تدهور،  وعقب تدخل أردوغان فى استقلاليته، لا يثق سوى القليلون فى أن البنك المركزى سيسمح له بالقيام باللازم لإعادة الهدوء لأسواق العملات الأجنبية، كما يفتقد وزير المالية الصهر إلى أية مصداقية.

واختتم الكاتب مقاله قائلا هذا ما يحدث عندما يقوم شخص بزعزعة المؤسسات المستقلة، ويتغاضى عن أعراف الحكم الرشيد، ويتجاهل مشورة الخبراء ويطلق المحسوبية على مصرعيها.

من جانبها، رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن الأزمة المالية التى بدأت منذ عقد من الزمان ضربت قلب الاقتصاد العالمى والبنوك المهمة استراتيجيا فى الولايات المتحدة وأوروبا، وتبعت الأزمة الكبيرة عام 2008 سلسلة من الأزمات الصغيرة فى أنحاء العالم.

وقالت الصحيفة - فى مقال نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم - إنه على مدار الـ15 عاما الماضية كانت مشاكل الأسواق الناشئة تشق طريقها إلى قلب النظام العالمي، فكانت المكسيك وتايلاند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والبرازيل وروسيا والأرجنتين بمثابة إشارات تحذير من أن التمويل العالمى المتعثر سوف يكون مكلفًا فى النهاية بالنسبة للدول المتقدمة الغنية أيضًا، ولكن للأسف تم تجاهل علامات التحذير.

وأوضحت الصحيفة أن هذا هو السبب فى أهمية تركيا، فقد كان الانتعاش من الركود منذ 10 سنوات غير مكتمل وإصلاح النظام المالى غير مكتمل كما تزداد التوترات التجارية، ورغم أن الأزمة التركية تبدو فى الوقت الحالى وكأنها أزمة محلية لا تترتب عليها آثار غير مباشرة غير أنها من المحتمل أن تكون أكثر خطورة من ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الاقتصادية والمالية فى تركيا برزت أخيرا فقد بلغ معدل التضخم 15 بالمائة وسوف يرتفع حتما لأن الليرة التركية فى حالة تراجع حر إذ انخفضت بنسبة 14 بالمائة فى يوم واحد. ويذكر أنه عندما انخفض الروبل الروسى بمقدار مماثل عام 2014 استجاب البنك المركزى الروسى برفع أسعار الفائدة وأعلن عن تدابير لدعم النظام المصرفي.

ونوهت الصحيفة بالأزمة السياسية المتفاقمة بين تركيا والولايات المتحدة إثر العديد من القضايا والخلافات بين البلدين من بينها أزمة القس الأمريكى المحتجز فى تركيا أندرو برونسون، وصفقة الصواريخ الروسية التى يسعى أردوغان لإتمامها مع موسكو، إلى جانب رفض أردوغان المشاركة فى تطبيق العقوبات الاقتصادية التى أعلنها الرئيس الأمريكى ضد إيران.

وقالت اختار ترامب اللحظة المناسبة بعناية فعندما كانت تركيا فى حالة فوضى أعلن مضاعفة التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم المستوردين وهما مصدرين حيويين للاقتصاد التركي.

وأوضحت الصحيفة أن أردوغان لديه خيارات قليلة للضغط على ترامب مثل التهديد بخروج تركيا من حلف شمال الأطلسى الناتو وتوثيق علاقتها مع روسيا، لكن تركيا بحاجة إلى إجراءات اقتصادية وليست دبلوماسية لأن الفشل فى معالجة المشكلات سيصبح الآن مكلفا

وتتمثل استجابة أردوغان للأزمة المالية فى أنه على أتباعه القيام بواجبهم الوطنى واستبدال الدولارات الأمريكية بالليرة التركية وهو ما سيضيف إلى الاعتقاد فى الأسواق المالية العالمية بأن تركيا يقودها رجل فقد الاتصال بالواقع.

ويجب على تركيا أن تعالج الأسباب الثلاثة لمأساتها الحالية وهى الاقتصاد المحموم ومحاولات أردوغان لمنع البنك المركزى من اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع ارتفاع الأسعار، ومواجهة الولايات المتحدة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة