وأسس مركز الكتاب اليديشى..

آرون لانسكى.. جمع مليون كتاب من القمامة وأنقذ ثقافة اللغة اليديشية

الثلاثاء، 24 يوليو 2018 12:00 ص
آرون لانسكى.. جمع مليون كتاب من القمامة وأنقذ ثقافة اللغة اليديشية غلاف كتاب إبادة الكتب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من بين أشكال إبادة الكتب، هو أن تجدها ملقاة فى صناديق القمامة، وهذا ما حدث مع اللغة اليديشية، فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى لغة يهود أوروبا التى نمت خلال القرنين العاشر والحادى عشر الميلاديين من لغات عدة منها: الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية، ويتحدثها ما يقرب من 3 ملايين شخص حول العالم، أغلبهم من يهود أشكناز.
 
ومن بين وقائع تدمير وإبادة الكتب أو حفظها، تروى لنا ربيكا نوث، الأستاذة فى جامعة هاواى، فى كتاب "إبادة الكتب.. تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية فى القرن العشرين" الصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة، التابعة للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب، فى الكويت، قصة آرون لانسكى، الذى أنقذ مليون كتاب من القمامة كتبت باللغة اليديشية.
 
تروى ربيكا نوث وتقول: فى ثمانينيات القرن العشرين أدرك الطالب الشاب آرون لانسكى أن أكوام النفايات وحاوياتها الكبيرة فى شرق الولايات المتحدة كانت تلتهم آلاف الكتب اليديشية كل عام، وهى نتيجة متأخرة للمحرقة النازية.
وفى أوروبا، بين الحربين العالميتين، على رغم الاتجاه نحو الاستيعاب واتجاه الشباب إلى هجر اللغة اليديشية، كان عدد المتحدثين باللغة اليديشية بوصفها لغتهم الأولى نحو 11 مليون شخص، ويصدر الناشرون ألأف عنوان جديد باليديشية كل عام. 
 
بحلول العالم 1945 مان واحد من بين كل اثنين ممن يتحدثون اليديشية قد مات. وصارت الثقافة اليديشية منفصلة حرفيا عن جذورها فى أوروبا.
 
أقام كثير من الناجين فى الولايات المتحدة، وبعد ثلاثين عاما، ومع موت الباقين من المتحدثين باليديشية، اعتبرت كتبهم أكوام نفايات، ببصيرة نادرة، بدأ آرون لانسكى جمع الكتب. فى البداية نقب فى صناديق النفايات الكبيرة، وكان يقود دراجة، ثم دراجة بمحرك بخارى، وفى النهاية قاد شاحنة لجمع التبرعات.
 
اكتسبت حملة آرون لانسكى زخما عن طريق دعم خاص ودعم مؤسسى أسفر تأسيس مركز الكتاب اليديشى الذى يضم أكثر من مليون كتاب.
 
تمثلت مهمة آرون لانسكى فى حفظ جميع النصوص اليديشية الباقية، ومن ثم صون مدونات وسجلات لأسلوب الحياة الذى توثقهه. وعندما يجول "لانسكى" بنظره بين أرفف المركز فهو على وعى بأن الحياة والحيوية والثقافة السارية فى ألف عام تنبض الآن على هذه الأرفف.
 
يشار إلى أن كتاب "إبادة الكتب.. تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية فى القرن العشرين"، نقله إلى اللغة العربية المترجم، عاطف سيد عثمان، والذى تخرج فى كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس عام 2001، ترجم وشارك فى ترجمة ومراجعة عدد من الكتب، منها: "مقدمة قصيرة عن العنصرية"، و"دراسات أكسفورد للإحالات الضمنية"، و"دليل كامبريدج للخيال العلمى"، و"دراسات ما بعد الكولونيالية: المفاهيم الرئيسية"، و"مزايا الديموقراطية: كيف تعزز الديموقراطيات الرخاء والسلام"، و"التحديث والديموقراطية والإسلام"، و"الحادى عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية: المفكرون يتحدثون".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة