تعريب المناهج الدراسية.. بين هوى مجمع الخالدين وخطى رفاعة الطهطاوى

الأحد، 06 مايو 2018 09:00 م
تعريب المناهج الدراسية.. بين هوى مجمع الخالدين وخطى رفاعة الطهطاوى جدول حول تعريب المناهج الدراسية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الجدل، شهدتها الأوساط التعليمية بعد قرار وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقى، بحسب ما تم تسميته بـ"تعريب المناهج الدراسية"، بينما النظام الجديد، يقام على أن تدريس اللغة الإنجليزية منذ اليوم الأول فى كافة مدارس الدولة حسب هذا النظام الجديد، أما "اللغة الأم" أو العربية فسيتم دراسة بقية المواد بها، على عكس ما كان معمولا به فى المدارس التجريبية والقومية، بحسب ما صرح به الوزير نفسه.

الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم
الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم

لكن بعيدا عن الأزمة الدائرة بين الوزير وبعض أولياء أمور طلبة المدارس التجريبية، ربما يأتى قرار الوزير متماشيا تماما مع رغبة مجمع اللغة العربية فى تعريب مناهج الدراسة حتى فى المرحلة الجامعية، وبدء تدريس اللغات الأجنبية بداية من المرحلة الإعدادية.

فصل دراسى
فصل دراسى

فى البداية يبقى أن نشير إلى أن رائد تعريب المناهج والقوانين هو المفكر المصرى الكبير رفاعة الطهطاوى، فكان يرى أن مخالطة آداب وثقافات الغير تجلب النفعة للأوطان، وناضل من أجل وصل الخيوط بين حضارات الغرب وحضارة بلاده الأم، ويعود له الفضل الأول فى تعريب المناهج العلمية من اللغات الحية الأوروبية، فضلا عما قام به من جهد رائع فى ترجمة روائع الأدب الفرنسى، فاتصل بأدب الأطفال هناك وكان حريصا على ترجمة هذه الكتب لأطفال مصر، بجانب اهتمامه بالترجمة للكبار من معارف وعلوم.

رفاعة الطهطاوي
رفاعة الطهطاوي

رفاعة الطهطاوى كان له نظرة ثاقبة فى رغبته فى تعريب المناهج، وكان له دور كبير، فى نبوغ أجيال جاءت من بعده، أكثر اطلاعا على الثقافات الأخرى، وأكثر رغبة فى التعليم والتطور، فخرج منها العديد من الأدباء والمفكرين الكبار، فهل تتحق رغبة وزير التعليم فى تثبيت اللغة العربية الصحيحة فى عقول الأطفال كلغة أم للقراءة والكتابة مع إتقان اللغة الإنجليزية فى ذات الوقت، ربما نرى نتائج ذلك بعد إقرار النظام الجديد.

مجمع اللغة العربية
مجمع اللغة العربية

بعيدا عن التناول التاريخى لتعريب المناهج، فخطوة وزير التعليم تبدو متوافقة وبشدة مع رغبة مجمع اللغة العربية، بشأن الحفاظ على اللغة العربية وهويتها، حيث قدم مجمع الخالدين مشروع قانون فى ذلك الشأن نصت المادة التاسعة فيه "تعتد الدولة سياسة لغوية ملزمة، لجميع مؤسساتها العلمية والتعليمية والبحثية، من شأنها التخطيط لتعريب تدريس العلوم كافة فى المدارس والجامعات، وتشجيع الأساتذة على التأليف فى تخصصاتهم باللغة العربية وبترجمة أحدث المراجع فى كل علم من لغته الأصلية إلى اللغة العربية"، هذا بجانب توصيات المؤتمر السنوى لمجمع الخالدين بالقاهرة بضرورة تعريب كافة المناهج والعلوم بجميع المراحل الدراسية للغة العربية، وأن يكون تدريس الإنجليزية من المرحلة الإعدادية، فهل وضع وزير التعليم تلك التوصيات فى ذهنه عند التفكير فى هذا النظام، وهل تنجح نظام التعليم الجديد فى الحفاظ والنهوض باللغة العربية!.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة