"دير القمر".. حكاية قرية لبنانية تسببت فى طرد إبراهيم باشا من الشام

الإثنين، 28 مايو 2018 05:00 ص
"دير القمر".. حكاية قرية لبنانية تسببت فى طرد إبراهيم باشا من الشام قرية دير القمر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إبراهيم باشا، الابن الأكبر لمحمد على باشا، والى مصر العثمانى، مؤسس الأسرة الملكية فى مصر الحديثة، واحد من أبرز قادة الجيوش فى العصور الحديثة، وواحد من أصحاب النهضة العسكرية فى الدولة العثمانية ومصر.

 

كان "إبراهيم" قائد حملة والده إلى بلاد الشام، من أجل السيطرة عليها ضمن الصراع العسكرى بين الدولة المصرية الحديثة الوليدة على يد محمد على، وبين الدولة العثمانية، واستطاع إبراهيم باشا بعبقريته الحربية فى ذلك الوقت، فى هزيمة الجيوش العثمانية وتحقيق تقدم كبير، إلى أن هرعت بريطانيا والنمسا ودول أوروبية أخرى، للتدخل وإجبار مصر على قبول معاهدة لندن، وذلك بعد عقد اجتماع "دير القمر" السرى فى 27 مايو 1840، وهو الاجتماع الذى كان سببا فى نجاح بريطانيا فى إشعال ثورات أهالى الشام ضد الحكم المصرى حتى استعادت الإمبراطورية العثمانية سوريا.

 

ودير القمر قرية لبنانية تقع فى منطقة الشوف فى محافظة جبل لبنان. وللبلدة مكانة مهمة فى تاريخ لبنان، حيث كانت عاصمة للأمراء المعنيين، أدرجت سنة 1945 على لائحة التراث العالمى، لما بها من مبانى أثرية مميزة ترجع إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادى.

 

يقال إن اسمها يعود إلى صورة قمر كانت منقوشة على أحد جدرانه، فيما يقول مؤرخون آخرون إن لفيفاً من الرهبان عثروا على بقايا دير مهدم فى غابة تقع أعالى البلدة، فراحوا يبنونها فى الليل على ضوء القمر لأنهم كانوا مضطرين للعمل فى النهار لكسب لقمة العيش، كما أن أقدم وثيقة خطية يرد فيها اسم دير القمر.

 

وتقع حاليا قرية دير القمر على بعد 40 كلم عن بيروت وترتفع 790 م عن سطح البحر، يشكل المسيحيون خاصة الموارنة أغلبية سكانها، بالإضافة إلى الروم الكاثوليك، ومن أشهر أعلام البلدة الرئيس اللبنانى الأسبق كميل شمعون.

 

وتقع البلدة قبل قصر بيت الدين وفيها العديد من المعالم الطبيعية والتاريخية منها: كنائس "مارجرجس، سيدة النجاة، سيدة الفقيرة، مار إلياس، الوردية"، بجانب سراى الأمير يوسف الشهابى، سراى الأمير فخر الدين المعنى الثانى، ساحة الميدان، كنيس دير القمر اليهودى أقدم كنيس يهودى فى جبل لبنان، ضريح القبة وهو مرقد الأمراء أحمد معن (1697) وحيد شهاب (1732) وابنه منصور (1770).

 

وتعد القرية العتيقة من البلدات القلائل التى سلمت من التهجير والتدمير إبان حرب الجبل سنة 1983 بين القوات اللبنانية ذات الأغلبية المسيحية والحزب التقدمى الاشتراكى ذى الأغلبية الدرزية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة