صور.. "اليوم السابع" مع اللاجئين السوريين بمصر.. من نار الحروب إلى الأمن والسلام.. الأجهزة الأمنية توفر لهم الإقامة بأسوان.. كبار القبائل بالصعيد يتضامنون معهم.. "ماهر الدبس" ترك دمشق وعمل فى الملابس بالمحلة

الأحد، 27 مايو 2018 07:02 ص
صور.. "اليوم السابع" مع اللاجئين السوريين بمصر.. من نار الحروب إلى الأمن والسلام.. الأجهزة الأمنية توفر لهم الإقامة بأسوان.. كبار القبائل بالصعيد يتضامنون معهم.. "ماهر الدبس" ترك دمشق وعمل فى الملابس بالمحلة السوريون فى بلدهم الثانى مصر
المحافظات – عبد الله صلاح – عماد عرفة - هناء أبو العز – مصطفى عادل – نيفين طه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتوالى الأحداث وتتصاعد فى دولة سوريا، ويظل فى قلوب السوريين المهاجرين عن بلادهم الأمل فى العودة إلى أوطانهم بعد استقرار أحوالها، وخلال هذه الأثناء يعيش السوريون مشتتون فى عدد من الدول العربية ومنها مصر، التى لجأ إليها آلاف السوريين منذ اندلاع الأحداث فى سوريا.

ولمس "اليوم السابع" جانبا من حياة السوريين اللاجئين فى مصر، والتقى بعدد منهم للتعرف عن حياتهم كيف يعيشونها فى مصر برفقة زوجاتهم وصغارهم، ومن أين يأتون برزقهم وفى أى المجالات يعملون.

بداية الصورة كانت من محافظة أسوان، والتى يعيش فيها ما يزيد عن 20 أسرة سورية موزعين ما بين مدينتى أسوان ودراو، بعد أن تسللوا عبر الحدود مع السودان، ومعظم هؤلاء السوريين كانوا يعيشون فى المناطق الريفية بسوريا، وحرصت الأجهزة الأمنية فى أسوان على توفير محل إقامة لهم بفندق وسط مدينة أسوان.

ويعمل الرجال من اللاجئين السوريين فى بيع المشغولات الصغيرة والاكسسوارات وعدد من الهدايا، وعدد آخر منهم يعمل بالمطاعم الشهيرة بأحد المولات التجارية بكورنيش النيل بمدينة أسوان، ويلجأ بعض هؤلاء اللاجئين إلى الموائد العامة التى تقام فى الميادين والشوارع بمدينة أسوان خلال شهر رمضان للإفطار فيها برفقة أسرهم.

وفى مدينة دراو بمحافظة أسوان، تدخل كبار القبائل والمشايخ فى حل مشكلة اللاجئين السوريين، والمساهمة الاجتماعية لحياة هؤلاء الفارين من مرارة الحروب، بتوفير محل إقامة لعدد آخر منهم.

ومن محافظة أسوان إلى الغربية، والتى شهدت أعداداً كبيرة، منهم "ماهر الدبس"، سورى الجنسية، ترك بلده دمشق العاصمة السورية منذ عام 2012 هو وزوجته وثلاثة من أبنائه، وأقام بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وقال لـ"اليوم السابع" إنه حضر إلى مصر منذ 6 سنوات ومعه زوجته وأبنائه الثلاثة ويعيش فى أمن واستقرار بين أشقائه المصريين، ومع غيره من السوريين الذين جاءوا إلى مصر لأنها بلد الأمن والأمان، خاصة وأنها البلد الوحيد فى المنطقة العربية التى لها جيش يحميها.

وتابع الدبس حديثه لـ"اليوم السابع"، قائلاً: كانت العيشة بسوريا أفضل وكان له عمله الخاص مصنع ملابس سورية، ولكن بعد اندلاع الحرب تم ضرب مصنعه فى القصف، وهو ما دفعه للتفكير للهرب من الحرب وقرر الحضور إلى مصر، مضيفاً أنه قام بإنشاء مصنع للملابس السورية وتوسع فى العمل ثم قام بفتح محل لعرض منتجاته، مشيراً إلى أن الشعب المصرى طيب ومضياف.

وأوضح المواطن السورى، بأنه رزق بطفلين فى مصر، بالإضافة لأبنائه الثلاثة الذين حضر بهم لمصر، لافتا أن الحياة متشابهة بين مصر وسوريا من حيث طيبة وأصالة الشعب والمعيشة، ولكن تختلف فى أشياء بسيطة، مشيراً إلى أن لكل دولة عادات وتقاليد فى شهر رمضان، وأعجبه فى مصر قيام شباب بتوزيع المياه والتمور ووجبات الإفطار على الصائمين قبل الإفطار، وتجمع الأصحاب والشباب عقب صلاة التراويح، فى أجواء تشعرنا بالأمن والأمان.

واستكمل حديثه قائلاً: أحن للعودة إلى بلادى مرة أخرى، وأن تنتهى الحرب ويعم السلام والأمن أرجاء سوريا، وعلق "مهما كنت مبسوط ومرتاح فى مصر فأنا نفسى أرجع بلدى، ومع أنى لفيت بلاد كتير لكن ماشفتش أطيب من الشعب المصرى".

وفى الإسكندرية، التقى "اليوم السابع" بـ"عمار فاضل"، الشاب السورى الذى علمته الحرب فى سوريا أن الكفاح والنضال من أجل حياة أفضل، هو السبيل لحياة كريمة فى أى بلد وأى مكان، وأن قبول الآخر فى أى دولة يأتى مكللًا بالسعى والنجاح، سنوات عمره الخمسة والعشرين، قضى منهم 5 سنوات فى الإسكندرية، حيث أتى إليها فى 2012، هاربًا من الدمار والقصف فى حلب بلدته  التى ولد فيها، وعمل بها وكان يملك  وعائلته ثلاثة مقاهى، وفيلا، بين غمضة عين وفتحها، دمرت الحرب كل هذا، وألقى على منزلهم "صاروخ" أنهى على الأخضر واليابس فى ممتلكاتهم.

انقسمت عائلة عمار بين خيارات الهجرة إلى كندا أو تركيا، أو مصر، وبسبب حب والده الشديد للبلد الذى كان يأتى إليها سنويًا، خاصة وأن جده كان يمتلك بالإسكندرية فندق السورى الكبير بمنطقة المنشية وسط البلد، وتركه بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالتأميم ، ورحل الأجانب كلهم تاركين وراءهم ما امتلكوه.

ونزح عمار إلى الإسكندرية، ولا يوجد معه سوى بنطلونين وتيشيرت وحذاء واحد على أمل أن يعود مرة أخرى إلى سوريا، ولكن بسبب ظروف الحرب، ساءت الأحوال ، فقرر البقاء فى الإسكندرية، و جاء إليه أمه وأبوه وعاشا معه فى المعمورة الشاطئ فترة، ثم انتقلوا إلى منطقة كفر عبده.

ويتحدث عمار عن قصة نجاحه فى الإسكندرية، خاصة وأنه أصبح الآن يملك كافيهان متخصصين فى القهوة بكل أنواعه قائلًا: عندما أتيت إلى الإسكندرية، ودرست حالة السوق هناك،  اكتشفت أن أى مشروع يقوم على أساس صحيح  فى مصر، سينجح بشكل كبير، ويقول عمار: وضعت عينى على أحد المحلات فى منطقة سبورتنج، وقمت بدراسة المنطقة بشكل جيد، واستمريت فى البحث لمدة 6 أشهر، حتى استطعت التفاهم مع أصحاب المحل، وكان متخصص فى المشويات، وقمت أنا وشريك مصرى لى، بشراء المحل، وتجديده ، وعمله مقهى لتناول وتوصيل القهوة بكل أنواعها، وكذلك بيع البن الخام وتوزيعه على الكافيهات الكبرى.

ويضيف عمار، "فى البداية خفت كثيرًا من  فكرة إنشاء مقهى للقهوة فقط، خاصة وأن المصريين ليسوا كالسوريين فى تناول القهوة، فمن المعروف عنا أننا نتناولها بشراهة، حيث أقوم أنا عائلتى بالانتهاء من كيلو بن فى 3 أيام فقط، أما المصريين معروفين بتناول الشاى بكثرة،  ولكنى خضت المجازفة، على أمل تقديم شئ جديد لهم".

ويكمل عمار: "بالفعل استطعت القيام بذلك، حين فتحت مقهى "فيا كافيه" وقمت بتقديم كل أنواع القهوة، بشكل مختلف، وتوزيعها أيضًا، حتى استطعت القيام بفتح مقهى  آخر فى منطقة أخرى"، وعن أحلام عمار، أكد أنه يتمنى أن يصبح اسمه "براند" أى ماركة مسجلة فى مجال صنع القهوة و توزيعها فى الوطن العربى كله.

وعن المعوقات التى عاشها عمار أثناء رحيله وهجرته إلى مصرقال  عمار: مصر من أفضل الدول العربية التى عشت بها، ومعاملة أهلها أفضل بكثير من غيرهم، فقد حاولت العيش فى لبنان على سبيل المثال، وهناك المعاملة والحياة صعبة كثيرًا، ولكن بعض المصريين وخاصة فى عهد الرئيس المخلوع محمد مرسى، يعاملوننا باعتبار أننا من الإخوان المسلمين، وأننا أتينا لنصرة هذا الرئيس، فى حين أن حقيقة الأمر، أننا لسنا هنا لنعارض أو نتأخون أو أى شىء، فالإخوان انتهوا من سوريا منذ الثمانينات، وكل ما نرغب فيه هو أكل العيش الحلال، مضيفاً "الآن الوضع تغير كثيرًا، فأصبح 90% من أصدقائى مصريين، ومن يعمل لدى نصفهم مصرى ونصفهم سورى".

وفى مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر لا يختلف الحال كثيراً، فهناك شاب سورى فى بداية العقد الخامس من العمر يعمل فى صناعة الحلويات السورية والمصرية، وتحديداً بمنطقة الوفاء والأمل.

مهند أمين، يعرف نفسه لـ"اليوم السابع" قائلاً: جئنا إلى مصر عقب اندلاع الحرب فى سوريا خلال عام 2014، حيث كنا نعيش فى ريف دمشق وفور وصولى إلى مصر افتتحت محلًا لبيع الحلويات السورية بمدينة الغردقة، وسرعان ما اكتسب شهرة بسبب اتقانى للعمل، وخاصة بين العاملين فى النشاط السياحى، موضحاً بأنه كان يمتلك محلا للحلويات فى ريف دمشق وتعلم تلك الصنعة فى سوريا وأتقن الحلويات الشرقية بأكملها وأنواعها المختلفة.

وذكر الشيف مهند، أن حركة البيع فى مدينة الغردقة السياحية جيدة وخاصة أن هناك الكثير من الأجانب يقبلون على شراء أنواع معينة من الحلويات السورية والشرقية بشكل عام، مؤكداً أن المصريين يشترون جميع أنواع الحلويات السورية، وأبرزها الكنافة، مضيفاً أن هناك أنواع معينة من الحلويات السورية يكثر الطلب عليها فى شهر رمضان مثل الكنافة والبسبوسة والكنافة بالجبنة والتى جاءت بعد إقناع المصريين بها وتسمى فى سوريا "نابلوسية".

وأكد السورى مهند، أن أكثر الأنواع طلبا فى رمضان الكنافة على الفحم، ويليها الكنافة بالجبنة، والبقلاوات بأنواعها، والكنافة المحشية بالقشطة، والكنافة بالكريمة والكنافة البلورية والبسبوسة بالمكسرات، مضيفاً أنه يعمل معه فى المحل عدد من الشباب السورى والمصرى، وان جميع السورين الذين وصلوا لمصر عقب الحروب يعيشون فيها كأنها بلدهم معبرا عن مدى استقبال مصر لهم.

واستطرد أمين، أنه عندما قام بفتح محل الحلويات لم يواجه أى مشاكل أو  صعوبات خلال اتخاذ الإجراءات وكذلك فى عملية فى بيع الحلويات السورية فى مصر، لأن المصريين يعشقون الحلويات، موضحاً بأنه يحلم أن يعود لوطنه سوريا ويدعو لها بالاستقرار إلا أنه لن يغلق عمله فى مصر، مؤكداً أن مصر هى بلد الآمان لكل العرب ولن نستطيع رد الجميل لها مهما حدث، فقد استقبلت الجميع.

من جانب آخر تشهد مدينة الغردقة وجود عدد كبير من الشباب السورى الذين وصلوا من بلادهم بعد حالة الحرب التى شهدتها يعملون أغلبهم فى المحال التجارية المختلفة.

يقول أحمد ياسين، صاحب أحد محال البازارات السياحية، أنه يعمل معه فى البازار السياحى أكثر من 5 سوريين، جميعهم ملتزمين فى عملهم ولا يتأخرون عن مواعيدهم، وأنهم دائما يؤكدون له أنهم يشعرون بلدهم الثانى مصر، مشيراً إلى أن هناك شاب سورى فى العقد الثانى من العمر يقوم ببيع  العصائر الشامية الجميلة فى عصارى رمضان، مؤكداً أن الكثير ينتظره للشراء منه ويقوم بعمل وبيع الدوم الشامى، والتمر الهندى السورى، والعرق سوس.

أما فى محافظة القليوبية، فانتشر فى مدينة بنها تواجد عدد من الأسر السورية التى امتهنوا مختلف المهن، أشهرها بالمأكولات السورية، ووجدوا إقبالاً كثيراً من المواطنين على منتجاتهم، ومن أبرز السوريين الذين يقطنون منذ عدة سنوات بمدينة بنها، الشيف فواز السورى صاخب أشهر مطعم للمأكولات الشاورما السورية.

قال الشيف فواز لـ"اليوم السابع": جئت منذ 10 سنين إلى مصر بعد أن ضاق الخال بينا فى بلدنا سوريا، وكنت أعمل شيف بأحد المحال حتى أكرمنى الله وشاركت ثلاث آخرين معى من السوريين وأنشأنا مطعما لصنع الشاورما، والتى تتميز بالطعم السورى المعشوق.

وأكمل فواز حديثه قائلاً: "الشاورما السورية" أعجبت الكثير وكل يوم يتزايد الإقبال علينا، مضيفاً أن العاملين بالمحل مصريين أكثر من سوريين، مشيراً إلى أنه يقضى يومه برمضان بالعمل بالمحل خاصة فتره قبل الإفطار لتقديم طلبات للمواطنين للإفطار، مضيفاً أنه أحب الكثير من المأكولات المصرية وأهمها الكشرى، لافتاً إلى أنه عاش فى مصر أجمل أيام حياته، وشعر فيها بالراحة والأمان، متمنياً أن يزول الكرب عن سوريا بعد أن فقد شعبها الكثير من الأهل والأصدقاء.

وعن السوريين المتواجدين بمحافظة القليوبية أيضاً عاطف السورى، وهو أكبر منظم معارض، والذى تحدث لـ"اليوم السابع" قائلاً: جئت أنا وأشقائى الأربعة لمصر منذ 20 عاماً، ومرت الأيام وأقمنا بمدينة بنها بعد أن أصبحت مصر وطنى الثانى ومكان لقمة العيش، مشيراً إلى أنه يعمل بتنظيم معارض الملابس وكذلك أهلا رمضان خلال شهر المبارك.

ولفت عاطف إلى أنه يذهب كل عامين لزيارة الأهل والأصدقاء بسوريا، وأنه على تواصل معهم متمنيا لهم أن تمر تلك المحنة التى أفقدته كثير من الأهل، موضحاً بأن لديه 3 أولاد وزوجته سورية الجنسية، وعلق قائلاً: "مصر بلد الحماية والأمان، وأن من يريد العيش والاستقرار يأتى إلى مصر"، مضيفاً أنه حريص على تناول الوجبات السورية مثل "التبولة" و"الكبيبة".

مهند أمين صانع الحلويات السورية
مهند أمين صانع الحلويات السورية

 

حلويات مهند السورى
حلويات مهند السورى

 

ماهر الدبس ترزى الملابس السورية
ماهر الدبس ترزى الملابس السورية

 

ملابس سورية بمدينة المحلة
ملابس سورية بمدينة المحلة

 

جانب من مصنع ملابس السورى
جانب من مصنع ملابس السورى

 

مصنع الملابس السورى بالمحلة
مصنع الملابس السورى بالمحلة

 

صحفية اليوم السابع مع صانع القهوة فى الإسكندرية
صحفية اليوم السابع مع صانع القهوة فى الإسكندرية

 

السورى يعد القهوة فى الإسكندرية
السورى يعد القهوة فى الإسكندرية

 

أشهر معد للقهوة فى الإسكندرية
أشهر معد للقهوة فى الإسكندرية

 

طريقة إعداد القهوة السورية
طريقة إعداد القهوة السورية

 

الشيف فواز بالقليوبية
الشيف فواز بالقليوبية

 

المخبوزات السورية
المخبوزات السورية

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة