100 عام على مدارس الأحد.. معجزة حبيب جرجس التى صارت مصنعًا لإنتاج باباوات الكنيسة.. سلاح الكاتدرائية للحفاظ على تراثها وناديها الاجتماعى.. تواجه فى يوبيلها الماسى انتقادات عزل الأقباط وترسم خريطة مستقبلها

الأحد، 13 مايو 2018 05:30 م
100 عام على مدارس الأحد.. معجزة حبيب جرجس التى صارت مصنعًا لإنتاج باباوات الكنيسة.. سلاح الكاتدرائية للحفاظ على تراثها وناديها الاجتماعى.. تواجه فى يوبيلها الماسى انتقادات عزل الأقباط وترسم خريطة مستقبلها 100 عام على مدارس الأحد
كتبت ـ سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بمجرد تعميد الطفل وإدخاله المسيحية، تفكر الأم القبطية فى تلك اللحظة التي سترسل فيها ابنها لمدارس الأحد، فيتفتح وعيه الصغير على الكنيسة، يحفظ ألحانها، يردد تراتيلها، يتعرف على أبيها المسيح وأمها العذراء، فتصير للكنيسة قطارات من الشمامسة الأطفال، وصفوف من الشمامسة الأكبر، الأطفال تلاميذ، والأكبر معلمين، كلهم من أبناء مدارس الأحد.

لا تسمح نظم التعليم المصرية لمدارس الأحد أن تدرس في الآحاد، فالأحد يوم دراسى عادى، بينما تنشط الدراسة في تلك المدارس أيام الجمعة ولكنها تتسمى باسمها الأول الذى منحه آياها القديس حبيب جرجس الذى أسس تلك المدارس قبل مائة عام من اليوم.

حكاية مدارس الأحد.. معجزة حبيب جرجس

لم يظهر حبيب جرجس فى القرن العشرين لكان تاريخ الكنيسة القبطية قد تغير، وصار شيئًا أخر، فالرجل الذى ولد في القاهرة عام 1867 وتوفي في عشية عيد العذراء عام 1951، أخذ على عاتقه خدمة الكنيسة القبطية وبعث الروح الشبابية فيها من جديد فأسس إلى جوار مدارس الأحد، الكلية الإكليريكية أى كلية اللاهوت الكنيسة لينقل العلم الديني إلى ساحات الدرس الأكاديمية، ويرجع لمؤسستيه الفضل فى إحياء الكنيسة مرة أخرى ومدها بالقيادات الشابة التى حملت على عاتقها استكمال رسالة القديس مارمرقس الذى بشر بالمسيحية في مصر، فكان البابا شنودة من طلاب ومعلمى مدارس الأحد أيضًا.

ضعف تدريس الدين يلفت نظره لفكرة مدارس الأحد

في العام 1918  شعر جرجس بفقر مادة الدين المسيحى التى يدرسها الطلاب فى المدارس، بعدما تم إقراره كمادة تعليمية عام 1908 ولكن عدم وجود مدرسين متخصصين  أدى إلى الإهمال فى تدريسه، فابتكر فكرة مدارس الأحد، وهى حلقات درس تعقد كل أحد فى الكنائس هدفها خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحى، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية.

تغلق أبوابها أمام الأطفال بحجة أنهم لا يحافظون على نظافة الكنيسة أو إنهم يكسرون الكراسي الخشبية ولكن مع الصلاة و الصبر والمثابرة زاد انتشار مدارس الأحد فى القاهرة.

ثم امتد للإسكندرية وباقى المدن أيضا ثم إلى القرى حيث خرج الخدام يبشرون فى الكنائس.

ومع انتشار الفكرة وتقبلها، أصدر‏ جرجس ‏النظام‏ ‏الأساسى‏ ‏لمدارس‏ ‏الأحد‏ ‏القبطية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏حتى‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏نوفمبر‏ ‏سنة‏ 1941، دعا إلى‏ ‏عقد‏ ‏أول‏ ‏مؤتمر‏ ‏لأعضاء‏ ‏اللجنة‏ ‏العامة‏ ‏لمدارس‏ ‏الأحد‏ ‏والخدام‏ ‏العاملين‏ ‏بها لترتيب العمل بها.

أيام البابا شنودة بدأت خدمة الأسر الجامعية، فى كلية آداب عين شمس مثلا هناك 100 قبطى، يحضر منهم فى الكنيسة 50 طالبا، من خلال هذه الخدمة نحرص على ضم الباقين خاصة المغتربين الذين انعزلوا عن كنائسهم الأم، وننظم أنشطة فى الجامعات يشارك فيها مسلمون ومسيحيون وندمج طلابنا فى المجتمع الجامعى، لدينا مسابقة ضخمة جدا اسمها قلب واحد للمسلمين والأقباط معا، يشجرون الشوارع معا ويمارسون أنشطة فنية وثقافية، نربى البعد الروحى والكنسى بالتوازى مع البعد الوطنى والاجتماعى.

 مدارس الأحد ..مصنع إنتاج باباوات الكنيسة ورجالها الكهنة

"أنا خريج مدارس الأحد" هكذا كان يقول البابا تواضروس وهو يشدد على أهمية تلك المدارس التى صارت بعد مائة عام من وجودها مصنعًا لإنتاج الباباوات ورجال الكنيسة الأشداء من الاكليروس أصحاب العمائم السوداء، أما البابا شنودة الثالث فكانت تلك المدارس هي التي رسمت له طريق حياته حين كان معلمًا بارزًا فيها ثم عرف طريقه للرهبنة وصار أسقفًا للتعليم يعلم طلاب الكلية الإكليريكية في مطعم الكنيسة كل أحد، ويلقى المحاضرات على رؤوس الأشهاد من كاتدرائية العباسية فور تأسيسها، كذلك فإن البابا كيرلس السادس لم يكن بعيدًا عن ذلك إذ كان أبونا مينا المتوحد وهو اسمه قبل الباباوية معلمًا أيضًا في مدارس الأحد، وهو الذى يعـد المرشد الروحى لكثير من الطلبة الجامعيـين رواد مدارس الأحد من الجيل الثانى.

مدارس الأحد تواجه انتقادات عزل الأقباط عن المجتمع

يرى البرلماني القبطي جمال أسعد، أن مدارس الأحد فكرة في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، إذ يتهمها بالتسبب في إبعاد الأقباط عن الانخراط في المجال العام بعدما توسعت أنشطتها لتشمل المسرح والرياضة واللعب، بالشكل الذى عزل الأقباط عن مجتمعهم المحيط وهو العزل الذى تضاعف في أعقاب أزمة البابا شنودة مع الرئيس السادات في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

في حين يرد الأنبا موسى قائلًا: سمعت هذا النقد كثيرًا، ولكن يهمنى أن يعرف الأطفال دينهم، وهناك أنشطة مشابهة لمدارس الأحد جمعية الشبان المسلمين، وفى مهرجان الكرازة الذى تنظمخ أسقفية الشباب ومن ثم مدارس الأحد هناك فقط 10% من الأنشطة وطنية إلى جانب الكتاب المقدس والألحان القبطية، وهناك اهتمام خاص بالشعر والأدب والفن، مثلما نهتم بالبعد الدينى، أيضا نقول لهم أعرف وطنك

ترتبط بمدارس الأحد، الكثير من الأنشطة والخدمات الأخرى التى تعتبر أسقفية الشباب امتدادًا طبيعيًا لها،يقول الأنبا موسى  منذ أيام البابا شنودة بدأت خدمة الأسر الجامعية، فى كلية آداب عين شمس مثلا هناك 100 قبطى، يحضر منهم فى الكنيسة 50 طالبا، من خلال هذه الخدمة نحرص على ضم الباقين خاصة المغتربين الذين انعزلوا عن كنائسهم الأم، وننظم أنشطة فى الجامعات يشارك فيها مسلمون ومسيحيون وندمج طلابنا فى المجتمع الجامعى، لدينا مسابقة ضخمة جدا اسمها قلب واحد للمسلمين والأقباط معا، يشجرون الشوارع معا ويمارسون أنشطة فنية وثقافية، نربى البعد الروحى والكنسى بالتوازى مع البعد الوطنى والاجتماعى.

البابا تواضروس يرسم خريطة جديدة لمدارس الأحد

قبل أن يجلس على كرسي مارمرقس، كان البابا تواضروس خادمًا متميزًا فى مجال تربية الأطفال إذ تعتبر شغفه الأهم، ومن ثم فإن رسم خريطة جديدة لمستقبل مدارس الأحد كانت أحد التحديات التى أخذها البابا على عاتقه، وفى نوفمبر 2012  حين جلس البابا تواضروس قرر الاستمرار فى قيادة اللجنة المجمعية للطفولة ومواصلة جهودها فى مجال المؤتمرات والمطبوعات والمناهج ووسائل التواصل مع الأطفال، وفى أكتوبر 2013 اجتمع البابا باللجنة العليا للتربية الكنسية، وتم الاتفاق على  ضرورة «المنهج الموحد»، وكذلك الاهتمام بتدريب الخدام والارتقاء بمستواهم، ومنذ يناير 2015 بدأت سلسلة حلقات من المركز الإعلامى للكنيسة بعـنوان «حكايات البابا مع الأطفال، « وهى حكايات تعـليمية بطريقة تربوية قصصية جذابة، ويحكيها قداسة البابا بنفسه، وفى نوفمبر 2014م اصدر المجمع المقدس «دليل تنظيم الخدمة» ليكون بمثابة لائحة لمدارس الأحد، وفى نوفمبر 2015م افتتح قداسة البابا قناة كوجى للأطفال.

الكنيسة تحتفل.. 100 عام على مدارس الأحد

فى حفل ضخم أعدته الكنيسة مساء اليوم، يعرض، فيلمًا روائيًا تسجيليًا، لتوثيق تاريخ "مدارس الأحد"، وذلك بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

والفيلم الذى يحمل اسم "مدارس الحياة"، استعانت فيه الكنيسة بالمخرج الكبير سمير سيف، وكتب السيناريو والحوار السيناريست سامح سامى، وقام ببطولته الفنان لطفى لبيب والفنانين سامح فكرى ومجدى فوزى واستيفان منير وهانى سيف وماريان شاكر وهبة يوسف وعدد من ضيوف الشرف.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة