موجة إسلاموفوبيا جديدة تضرب فرنسا.. سياسيون ومسئولون فرنسيون يطالبون بحذف آيات من القرآن.. وماكرون وحكومته يعملان على استحداث منصب "إمام فرنسا الأكبر".. والداخلية تشرف على برنامج تدريب للدعاة للحد من التطرف

الجمعة، 27 أبريل 2018 05:39 ص
موجة إسلاموفوبيا جديدة تضرب فرنسا.. سياسيون ومسئولون فرنسيون يطالبون بحذف آيات من القرآن.. وماكرون وحكومته يعملان على استحداث منصب "إمام فرنسا الأكبر".. والداخلية تشرف على برنامج تدريب للدعاة للحد من التطرف عملية إرهابية فى فرنسا ووزارة الداخلية الفرنسية ودليل بو بكر إمام المسجد الكبير فى فرنسا
كتب: أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

على الرغم من القرارت المتتالية للحكومة الفرنسية ورئيسهم ايمانويل ماكرون، والتى جميعها تمحور حول فكرة تقييد الإسلام والدين الإسلامى فى البلاد ، ولما يشوبه من تهم تتعلق بعلاقته بالإرهاب، حيث إن فرنسا شهدت منذ عام 2015 موجة غزيرة من الهجمات الإرهابية التى أراقت دماء وحصدت أرواح المئات، وايضا لما يقوله الإرهابييون المنفذون لتلك العمليات، إذ يذكرون اسم الله ويرددون التكبيرات والتشهدات ، مما نسب تهم كاذبة للإسلام وجعل منه فزاعة ليس فقط للفرنسيين، وإنما للأوروبيين.

 

واستطاع الرئيس اجتياز العديد من الصعاب، إلا أن ملف الإرهاب ومواجهة دعاة الفكر المتطرف الذين يستهدفون 4.5 مليون فرنسى يعتنقون الدين الإسلامى بحسب الأرقام الرسمية ـ أكثر من 5 ملايين بحسب بيانات غير رسمية ـ يظل الملف الأكثر أهمية خاصة فى ظل تنامى موجات عودة المقاتلين الأجانب من صفوف داعش إلى بلدانهم الأوروبية الأم.

 

وتتجلى مظاهر الإسلاموفوبيا فى فرنسا فى العديد من المشاهد لعل آخرها، هو تأجيج مشاعر الغضب لدى مسلمى العالم، من خلال طالب المدير السابق لمجلة "شارلى إيبدو" الفرنسية الساخرة، فيليب فال، بحذف آيات من القرآن الكريم، تدعو من وجهة نظره لقتال اليهود والنصارى، حيث ندد مسلمو فرنسا بتلك المطالب وخاصة أن هناك شخصيات سياسية مرموقة أيدت هذه المطالب.

 

وقال مدير المجلة الساخرة فى كلمة له فى صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية للمطالبة بمحاربة معاداة السامية فى فرنسا، وتمكن من الحصول على 300 توقيع مؤيد للفكرة من قبل شخصيات معروفة فى البلاد، أبرزها الرئيس السابق نيكولاس ساركوزى، ورئيس الوزراء السابق إيمانيول فالس، والمغنى المعروف شارل أزنافور.

 

واعتبر الموقعون على النص أن اليهود أصبحوا مهددين بشكل كبير فى فرنسا، وأن سبب صمت السلطات هو اعتبارها للتطرف الإسلامى مجرد ظاهرة اجتماعية، وأيضا لحسابات انتخابية على اعتبار أن أصوات الجالية المسلمة أكثر من الجالية اليهودية فى فرنسا.

 

وأشاروا إلى أن الفاتيكان ألغى سابقا نصوصًا  فى الكتاب المقدس غير متناسقة ومناهضة للسامية، بحيث لا يستطيع أى مؤمن الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة"، على حد قولهم.

 

وأثار الطلب غضب المسلمين فى فرنسا حسب موقع "أوروبا1"، فوصفه المسجد الكبير فى باريس بـ"الهذيان والمحاكمة غير العادلة" بحق مسلمى فرنسا، وقال المسئول عن المسجد، دليل بو بكر، فى بلاغ رسمى، "يرغب المواطنون الفرنسيون المسلمون فى كل الأحوال محاربة معاداة السامية والعنصرية والإسلاموفوبيا، للقضاء على كل تلك السموم المضرة جدًا بوحدتنا الوطنية، ولا حاجة لمثل تلك الطلبات".

 

تظل فرنسا التى تعد من الدول الأكثر استضافة للجاليات المسلمة أكثر عرضة لخطر الإرهاب وسط مخاوف من استقطاب المسلمين الفرنسيين من قبل تنظيمات إرهابية واعتناقهم الفكر المتطرف، وهو ما دفع الدولة الفرنسية للبدء بشكل عاجل فى خطة للسيطرة على تلك الجالية واحتواءها ليس فقط من خلال التحركات الأمنية والرصد والتتبع، وإنما عبر تحرك شامل يهدف لإعادة تأهيلها كشف تفاصيله صحيفة "لو جورنال دو ديمونش" الأسبوعية الفرنسية.

 

ويهدف التحرك الجديد إلى الحفاظ على معايير وقيم العلمانية الفرنسية، كما يتضمن 4 محاور تشرف وزارة الداخلية الفرنسية على تنفيذها بشكل كامل ـ بحسب الصحيفة ـ حيث أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مرارا سعيه لإعادة تنظيم وهيكلة منظومة الإسلام فى فرنسا لإدماجه فى الجمهورية الفرنسية ومكافحة الأصولية والفكر المتطرف بشكل فعال.

 

الصحيفة الأسبوعية التى أجرت حوار مع "ماكرون"، قال خلاله إنه يعمل على استعادة "قلب العلمانية"، كشفت بدورها نقلا عن مصادر اعتزام الحكومة استحداث هيئة جيدة لتمثيل المسلمين الفرنسيين مع تخصيص تمويل كاف لدور العبادة الإسلامية مع برنامج لإعادة تأهيل وتدريب تشرف عليه وزارة الداخلية للأئمة والوعاظ الذين سيكون لهم بطبيعة الحال دور فى نشر نسخة معتدلة للإسلام داخل فرنسا. كما تهدف الخطة إلى إصلاح المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية المعنى بتمثيل المسلمين فى فرنسا، مشيرة إلى أنه جرى بالفعل تشكيل مجموعة عمل داخل المجلس الفرنسى لإعداد مقترحات سترفع إلى الحكومة فى يونيو المقبل.

 

كما تتضمن الخطة استحداث منصب "إمام فرنسا الأكبر" حيث تريد وزارة الداخلية إسناد مهمة ادارة المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية للمسلمين الأكثر اندماجا فى فرنسا.

 

يذكر أنه بحسب بيانات وإحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية، تضم فرنسا 4.5 مليون مسلم مسجلين لدى الحكومة، فى وقت تؤكد فيه تقارير شبه رسمية أن العدد يصل إلى ما يتراوح بين 5 لـ  6 ملايين مسلم، حيث إن غالبية المسلمين المتواجدين داخل فرنسا غير مسجلين فى الأوراق الرسمية.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة