أسرار جديدة عن الوجود العربى بأفريقيا.. العثور على 1000 قطعة أثرية بأسوان تؤرخ الفتوحات الإسلامية.. رئيسة البعثة: 300 قطعة أوستراكا عليها نقوش للغة العربية القديمة.. والآثار: نقلها عقب تطوير متحف بإلفنتين.. صور

الأربعاء، 11 أبريل 2018 05:30 م
أسرار جديدة عن الوجود العربى بأفريقيا.. العثور على 1000 قطعة أثرية بأسوان تؤرخ الفتوحات الإسلامية.. رئيسة البعثة: 300 قطعة أوستراكا عليها نقوش للغة العربية القديمة.. والآثار: نقلها عقب تطوير متحف بإلفنتين.. صور أسرار جديدة عن الوجود العربى بأفريقيا
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت القطع الأثرية التى تم العثور عليها ووضعها فى المعرض المؤقت بجزيرة إلفنتين بمدينة أسوان، اليوم الأربعاء، عن أسرار جديدة فى حقبة التاريخ الإسلامى خلال العصور الأولى منه وامتدادًا للفتوحات الإسلامية فى مصر والشمال الأفريقى، ليؤكد على أن العرب المسلمين لم يتمركزوا فى مصر بمدن الفسطاط والإسكندرية فقط، ولكنهم وصلوا أيضًا إلى الجنوب فى أسوان.

جانب من افتتاح المعرض
جانب من افتتاح المعرض
 

وحول تفاصيل أكثر عن هذه الأسرار، التقى "اليوم السابع" بأعضاء البعثة الأثرية الألمانية العاملة بأسوان، بالإضافة إلى لقاء مع الدكتور محمد عبد اللطيف، مساعد وزير الآثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، والدكتور أحمد صالح، مدير آثار أسوان، خلال افتتاحهم اليوم الأربعاء، للمعرض المؤقت للآثار العربية بجزيرة إلفنتين بمدينة أسوان.

 

قال الدكتور محمد عبد اللطيف، مساعد وزير الآثار، إن جهود البعثة الألمانية بالاشتراك مع البعثة السويسرية نجحت فى العثور على ألف قطعة أثرية بجزيرة إلفنتين غرب النيل بمدينة أسوان، منقوش على هذه القطع الأثرية نقوش باللغة العربية من بينها 300 قطعة ذات أهمية عبارة عن "أوستراكا" وهى كسارات الفخار منقوش عليها باللغة العربية، مشيرًا إلى أنه تم اختيار 23 قطعة منهم فقط لوضعها فى المعرض المؤقت بجزيرة إلفنتين والذى تم افتتاحه اليوم على هامش احتفالية مرور 50 عامًا على عمل البعثة الألمانية بمحافظة أسوان.

الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار
الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار

 

وأضاف مساعد وزير الآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المعرض المؤقت تم اختيار موقعه الحالى داخل متحف جزيرة الإلفنتين، لعدم جاهزية مكان يتم وضع هذه القطع الأثرية داخله، موضحًا بأن المعرض يمتد حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل، وسيتم نقل القطع الأثرية إلى المخزن المتحفى لحين وضعها وفقًا لخطة الآثار بمتحف جزيرة إلفنتين بمدينة أسوان، عقب الانتهاء من أعمال ترميمه.

 

وأشار الدكتور أحمد صالح، مدير آثار أسوان، الحديث عن القطع الأثرية التى تم العثور عليها، إلى أن هذه القطع الأثرية تُمد من عمر جزيرة إلفنتين بأسوان، والذى كان مؤرخ من بداية 3200 سنة قبل الميلاد، وحتى القرن السادس الميلادى، ليمتد عمر الجزيرة من القرن السابع وحتى التاسع الميلادى، وهو الذى يتزامن مع القرن الأول وحتى الرابع الهجرى فى العصر الإسلامى.

لوحة القرد بأربعة دنانير
لوحة القرد بأربعة دنانير
 

وأشار مدير آثار أسوان، إلى أن القطع الأثرية "الأوستراكا" التى تم العثور عليها تشير إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية بالإلفنتين، باعتبار أن الجزيرة ميناء تجارى وقلعة عسكرية حامية للجنوب خلال الفتوحات الإسلامية فى أفريقيا، بالإضافة إلى أن الموقع كان مركزًا لعبور الحجاج المغاربة ومن الشمال الأفريقى إلى بلاد الحجاز عبر جنوب مصر، لافتًا إلى أن قيمة هذه القطع الأثرية التى تم العثور عليها ويظهر بها نصوص مكتوبة باللغة العربية الأولى التى استخدمها العرب قديمًا، وتوضح أيضًا وجود العرب وتمركزهم لأول مرة بجنوب مصر بجانب تواجدهم فى مدينتى الفسطاط والإسكندرية.

 

وأوضح الدكتور صالح، بأن أسرار البرديات العربية مهمة للغاية لأنها تعبر عن الحياة الاجتماعية التى كانت موجودة قديمًا خلال العصور الأولى للعرب جنوب مصر وتوضح المعيشة وأماكن الدفن والمبان الإدارية وخلاف ذلك من وجود العرب فى هذا الموقع جنوب مصر، والذى يبعد نحو 1200 كيلو متر عن العاصمة الإسلامية فى مصر.

جانب من المعروضات الأثرية
جانب من المعروضات الأثرية
 

واستكمل الدكتور "زادن ماير" مدير المعهد الألمانى بالقاهرة، الحديث عن الأهمية التاريخية لجزيرة إلفنتين، مشيرًا إلى أنه فى وقت مبكر منذ 3500 سنة قبل الميلاد أصبحت جزيرة إلفنتين "التى تسمى اليوم بجزيرة أسوان"، موقعًا لمركز تجارى مزدهر ومدينة حدودية محمية جيدًا، وكان من أهم السلع التجارية فى هذه المنطقة هى الجرانيت الوردى والحجر الرملى المصقول، كذلك العاج من جنوب الجدل الأول، والذى كان أحد أسباب تسمية هذه المدينة بهذا الاسم "إلفنتين" والتى تعنى سن الفيل والذهب كما تم جلب العبيد إلى مصر فى العصور الوسطى.

 

الدكتورة يوحنا زيجل، رئيسة البعثة الألمانية بأسوان، أكدت على أن اللغة العربية أصبحت هى اللغة الرسمية للإدارة فى مصر بعد فترة وجيزة من غزو الأرض على طول نهر النيل حوالى 642 مترًا من قبل الصحابى عمرو بن العاص، موضحةً بأنه تم العثور على قطعة مكتوب عليها "القرد بأربعة دنانير"، مشيرة إلى أن أسوان من بين تلك المدن التى تكيفت مع اللغة الجديدة بسرعة لكونها مدينة حدودية ومركز تجارى، ومع ذلك نظرًا لتركيز المصادر المكتوبة فى ذلك الوقت على الطبقة المجتمعية العليا المقيمة فى الإسكندرية والفسطاط، كذلك ندرة النصوص المناطق الريفية المصرية جعل من وجود الأوستراكا العربية التى تم العثور عليها فى جزيرة إلفنتين أهمية تاريخية كبرى.

 
 
 
مساعد وزير الآثار
مساعد وزير الآثار

 

البعثة الألمانية
البعثة الألمانية

 

مساعد وزير الآثار وصحفى اليوم السابع
مساعد وزير الآثار وصحفى اليوم السابع

 

معروضات جزيرة إلفنتين
معروضات جزيرة إلفنتين

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة